باتت أسماء محمد عبد الله او سيدة تقود الدبلوماسية السودانية وستعد بذلك ثالث امرأة عربية قادت دبلوماسية بلدها بعد الموريتانيتين الناها بنت مكناس، وفاطمة فال بنت أصوينع.
ويعول عليها كثيرا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي كان وراء اقتراح اسمها لتولي هذه الحقيبة السيادية، في قيادة الدبلوماسية السودانية بنفس جديد في المرحلة الجديدة، لاستعادة بلادها مكانه الطبيعي على الخارطة العربية والإفريقية والدولية.
ويقول مراقبون إن معرفتها بكواليس وزارة الخارجية السودانية ومهنيتها في العمل الدبلوماسي، يؤهلانها للنجاح في مهمتها الجديدة لفك العزلة عن السودان، وتسويق ديمقراطيته الجديدة، والعمل مع الدول الصديقة على توفير الدعم السياسي والاقتصادي له، لإنعاش الأمل في المستقبل لدى الشباب السوداني.
ولدت أسماء محمد عبد الله في 1946 بالخرطوم، وهي حاصلة على دبلوم في الاقتصاد والعلوم السياسية وآخر في العلاقات الدولية من جامعة الخرطوم. كما نالت ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت أسماء محمد عبد الله من النساء القليلات اللواتي نجحن في دخول العمل الدبلوماسي من بابه الواسع في سنوات السبعينيات، إذ عملت في عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج بينها ستوكهولوم، روسيا، الرباط، والأمم المتحدة. وشغلت منصب سفيرة السودان في النرويج.
اكتسابها لتجارب مهنية وتفوقها في مهامها، ساعدها على التدرج في عدد من المسؤوليات الدبلوماسية، حيث شغلت مهمة وزير مفوض في آخر مرحلة لها في مشوارها المهني مع الخرطوم قبل أن يتم فصلها من السلك الدبلوماسي في بداية التسعينيات.
وجاء إبعادها من دبلوماسية بلدها عندما كانت السودان ترزح تحت نظام الرئيس السابق عمر البشير في إطار حملة ضد الشخصيات غير الموالية له. لتختار الهجرة إلى المغرب قبل أن تعود إلى السودان وتفتح مكتبا للترجمة.
واختيار أسماء محمد عبد الله على رأس الدبلوماسية السودانية، "لم يتم على أساس أنها سيدة، وإنما عينت فيه بفضل كفاءاتها"، توضح الناشطة الحقوقية رشيدة شمس الدين في حديث لفرانس24، منتقدة تعيين أربع نساء فقط في الحكومة الجديدة التي تضم 18 وزيرا، حيث تطالب الحركة النسائية السودانية منذ اندلاع الثورة "بالمساواة بما في ذلك مناصب المسؤولية الحكومية".