اعلن رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت انه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم 19 الجاري في مسعى لاحياء جهود السلام، ولم يستبعد تدخل اسرائيل في الصراع الجاري بين حماس وفتح في قطاع غزة.
واعلن اولمرت في خطاب امام زعماء يهودا اميركيين ان "الاجتماع سيعقد في التاسع عشر" من هذا الشهر، مشيرا الى الاجتماع الذي اقترحته رايس خلال زيارتها الاخيرة للمنطقة بهدف محاولة احياء محادثات السلام المتوقفة. ولم يذكر اولمرت أين سيعقد الاجتماع.
واكد اولمرت استعداده للتفاوض مع أي حكومة فلسطينية بما في ذلك حكومة حماس ما دامت تلبي المطالب الغربية بالاعتراف بالدولة اليهودية.
لكنه قال انه يأمل الا يقوم عباس المقرر ان يجتمع مع زعماء حماس في السعودية الاربعاء بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس التي لم تف بمطالب الغرب بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف.
وقال أولمرت "آمل أن يقاوم أبو مازن كل المغريات وكل الاجراءات الخاصة بالتعامل مع حماس واقامة حكومة لا تعترف بهذه المبادئ الاساسية." في اشارة الى الخطوط التي وضعتها لجنة الوساطة الرباعية في الشرق الاوسط والمؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
وأضاف "اذا قبلت الحكومة الفلسطينية أيا كانت بمبادئ اللجنة الرباعية.. فبالطبع سيمهد ذلك الطريق لمزيد من المفاوضات مع اسرائيل." مشيرا الى ان ذلك "يشكل تقدما كبيرا".
وتخوض حركة حماس الحاكمة منذ فوزها في انتخابات العام الماضي وحركة فتح التي يتزعمها عباس والتي هيمنت على الساحة الفلسطينية طويلا صراعا على السلطة تحول الى أعمال عنف سقط خلالها نحو 90 قتيلا في قطاع غزة منذ كانون الاول/ديسمبر.
وتفجر القتال بعد ان أغضب عباس حركة حماس بالدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة عندما فشلت محادثات تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وعلق أولمرت للمرة الاولى على الاقتتال الدائر بين الفلسطينيين قائلا ان اسرائيل ستبقى "على الهامش" في الوقت الراهن.
وأضاف "ولكن صبرنا لن يطول عن حد معين" في اشارة الى ان اسرائيل ستتخذ خطوات لضمان ألا يمتد العنف في غزة الى تجدد الهجمات على اسرائيل.
وأوردت صحيفة هآرتس الاحد الماضي تقريرا قالت فيه أن الجيش الاسرائيلي كثف في المدة الأخيرة من استعداداته لإمكانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على خلفية تصاعد المواجهات هناك بين فتح وحماس.
وبرأي مسؤولين عسكريين اسرائيليين فانه بحسب المستجدات قد تضطر إسرائيل إلى العمل في قطاع غزة في المستقبل، في عملية مشابهة لعملية السور الواقي التي نفذها الجيش في الضفة الغربية عام 2002، لأن الصدامات الفلسطينية قد تتوجه نحو إسرائيل.
ووفقا للتقرير فالسيناريو الذي يقلق الجيش هو إمكانية أن تقرر حماس توجيه جزء من عملياتها الهجومية نحو إسرائيل وقد ينبع ذلك من اتهام إسرائيل بأنها تدعم فتح، أو من أجل تحويل الانتباه عن الصراع الداخلي إلى الصراع مع إسرائيل. وقد "يشمل تصعيد من هذا النوع تجدد العمليات الانتحارية التي أوقفتها حماس في السنتين الأخيرتين".
وتقول الصحيفة أن حماس تمتلك عددا كبيرا من الصواريخ، وقد تحسن مداها ودقتها وقوتها التفجيرية في السنة ونصف الأخيرين، منذ الانسحاب من قطاع غزة في إطار فك الارتباط. وحسب بعض التقديرات يصل مدى الصواريخ المحسنة لدى حماس والجهاد من 15-16 كم.
وحسب التقرير تبذل حماس جهودا لتهريب صواريخ مضادة للدبابات من مصر، وبناء شبكة من الأنفاق والتحصينات في القطاع. وقد زادت جهودها في هذا الاتجاه منذ الصيف الماضي كجزء من الدروس التي استخلصتها التنظيمات الفلسطينية من نجاح حزب الله في صد الجيش في حرب لبنان الثانية.