اعلنت رئاسة المفوضية الاوروبية ان الاتحاد الاوروبي قد يعين مفوضا خاصا لشؤون مكافحة الارهاب بعد التفجيرات الدامية في مدريد الاسبوع الماضي، والتي اعربت واشنطن عن قناعتها بضلوع تنظيم القاعدة فيها.
ومن المتوقع ان تهيمن مقترحات لتشديد مساعي مكافحة الارهاب الاوروبية على القمة العادية للاتحاد الاوروبي التي تعقد يومي 25 و26 اذار/مارس بعد التفجيرات التي وقعت في مدريد الخميس الماضي واسفرت عن مقتل مائتي شخص.
وقال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي برودي للصحفيين بعد مراسم الوقوف في صمت ثلاث دقائق احياء لذكرى ضحايا الهجمات "علينا ان نناقش استراتيجية (الامن) باكملها مناقشة وافية وسنفعل ذلك في القمة الاسبوع المقبل."
واضاف "وقد تتضمن هذه الاستراتيجية تعيين مفوض لشؤون مكافحة الارهاب."
وقال مصدر بالاتحاد الاوروبي إن الممثل الاعلى لشؤون السياسة الخارجية والامن خافيير سولانا طرح فكرة تعيين مسؤول رفيع لتنسيق عمل مؤسسات الاتحاد الاوروبي في اطار جهود مكافحة الارهاب. واضاف المصدر ان هذا المسؤول لن تكون له سلطة على سياسات مكافحة الارهاب في الدول الاعضاء.
وقال مسؤول اخر ان المفوضية الاوروبية تريد ان يكون هذا المسؤول عضوا في المفوضية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي برغم وجود مفوض العدل والشؤون الداخلية انطونيو فيتورينو الذي تشمل مسؤولياته الامن ومكافحة الارهاب.
وستكشف المفوضية الثلاثاء عن خطة عمل لمكافحة الارهاب من المرجح ان تدعو الى مزيد من التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وتقوم الخطط الجديدة على اساس من الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي منذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 ايلول/سبتمبر 2001 مثل اوامر التفتيش والقبض الاوروبية الموحدة التي تحل محل اجراءات تسليم الاشخاص بين الدول التي تستهلك وقتا.
ولم تصدق عدة دول اعضاء بعد على الاجراء الخاص باوامر القبض الموحدة ومن ثم لم يوضع الاجراء موضع التنفيذ بعد في كل دول الاتحاد.
وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية ريو كمبينن في بيانه اليومي للصحفيين "لقد اتخذ الاتحاد الاوروبي بالفعل عدة اجراءات لمكافحة الارهاب. وما نحتاجه الان هو التحرك السريع لضمان التنفيذ الفعلي لكل هذه الاجراءات."
واشنطن مقتنعة بضلوع القاعدة
الى ذلك، فقد اعربت الولايات المتحدة عن قناعتها بضلوع تنظيم القاعدة في التفجيرات الدامية في مدريد الاسبوع الماضي.
وقال اسا هتشنسون نائب وزير الامن الداخلي الاميركي في احاديث لعدة برامج تلفزيونية صباحية إنه مقتنع بان تنظيم القاعدة الذي تحمله واشنطن المسؤولية عن هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة ضالع ايضا في الهجمات القاتلة التى وقعت في اسبانيا.
وقال هتشنسون في حديث لبرنامج على شبكة (ايه.بي.سي) "انا مقتنع بان هناك صلة للقاعدة. لكن عمق هذا الدور ومستوى المسؤولية لم يتم تحديده بعد بشكل قاطع".
وقال إن هجمات اسبانيا اكدت ان تنظيم القاعدة اصبح اكثر قدرة على تعديل اوضاعه وهذا يجب ان يدفع المجتمع الدولي لان يتعامل مع التنظيم بجدية اكبر.
وقال هتشنسون إن وزارة الامن الداخلي لم تلحظ اي شىء يؤكد ان الولايات المتحدة ستكون الهدف التالي لهجوم واسع النطاق.
وقال "إننا نراقب الوضع عن كثب في هذة المرحلة .ولم يحدث تغيير في مستوى حالة التاهب."
وفي حديث اخر لشبكة "ان.بي.سي" قال هتشنسون إن هناك حاجة للمزيد من التحقيقات قبل ان يتم تحديد دور القاعدة في هجمات مدريد بدقة.
وكانت الحكومة الاسبانية كشفت صباح الاحد وقبل ساعات من بدء التصويت في الانتخابات العامة انها عثرت على شريط فيديو منسوب لتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن يعلن فيه التنظيم انه نفذ الهجمات انتقاما من اسبانيا بسبب مساندتها للحرب التى قادتها الولايات المتحدة على العراق.
وذكرت صحفية واشنطن بوست الاثنين نقلا عن مسؤولين باجهزة مخابرات عربية واوروبية القول إن المحققين الاسبان يعتقدون ان خلية دولية من انصار تنظيم القاعدة هي التي نفذت تفجيرات مدريد.
وابلغ المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم الصحيفة ان التحقيق المبدئي واستجواب ثلاثة مغاربة واثنين من الهنود اعتقلوا للاشتباه في صلتهم بالهجمات وكذلك ادلة اخرى تشير الى ان تلك الهجمات نفذها تنظيم القاعدة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)