انقسام عسكري وسياسي في صفوف المعارضة السورية

تاريخ النشر: 03 أبريل 2012 - 02:34 GMT
انقسام عسكري وسياسي في صفوف المعارضة السورية
انقسام عسكري وسياسي في صفوف المعارضة السورية

لم تفلح المعارضة السورية في اثبات جدارتها بقيادة المرحلة او تشكيل اجماع دولي يدفع لدعمها وفشلت تلك المعارضة فشلا ذريعا في الالتفاف حول توجه يخلص الشعب السوري من ازمته على الرغم من وجود تجاوزات حكومية يمكن استغلالها.

وقد تظاهر الشعب السوري غير مرة مناديا المعارضة بالتوحد والالتفاف حول قرار صائب، الا انه لا حياة لمن تنادي، وظهرت جليا محاولات المجلس الوطني السوري الفاشلة لاخفاء خلافاته وانقساماته في اجتماع اسطنبول الاخير على عدة نقاط تبدأ بالقيادة وتنتهي بالطلب للتدخل العسكري ضد الاسد.

وقد حاولت الايحاء بانها تحت قيادة وقرار واحد بهدف ايهام العالم بانه يمكن الاعتماد عليها في مرحلة ما بعد الاسد وان المجلس الموطني السوري الذي سيمثل المعارضة في مؤتمر اسطنبول سيتحدث باسم الجميع.

ويذكر الجميع كيف كان الانقسام واضحا بعد مؤتمر تونس دفعت مجموعة من المعارضين البارزين لتشكيل قوة معارضة ، هذه القوة ترفض التدخل الاجنبي في شؤون سورية وقد التحق بركب هذا الطرح العشرات ثم المئات.

الانقسام الابرز على نقطة التدخل العسكري في سورية فالمجلس الوطني السوري يدعو الى هذا التدخل متناسيا المآسي التي خلفها التدخل الاجنبي في ليبيا وقبله العراق والصومال والبوسنة والهرسك، وعشرات الالاف من المدنيين الذين قضوا بقنابل الناتو، الذي رفض مجرد فكرة وجود تحقيق بتلك الجرائم التي ارتكبها.

وتدعو مجموعة من المعارضة وقد انشق غالبية افرادها عن المجلس الوكني السوري الى وضع حلول موضوعية بعيدا عن اسالة المزيد من الدماء وغالبية الاعضاء المتبنين لهذا الطرح هم هيثم المالح المحامي والقاضي السابق ووليد البني الذي كان من بين اكثر الشخصيات جرأة في المجلس المسؤول عن السياسة الخارجية.

والواضح ان البني والمالح وهما من ابناء الداخل والاكثر دراية معرفة بواقع وطبيعة الوضع السوري اكثر من غيرهما، فهما عايشا الاحداث وما قبلها عن قرب لا يعتبران ان الحل العسكري هو الحل الموضوعي للازمة في سورية. 

الطريف في العملية ان برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري قال ان المالح والبني ينفذان سياسة بشار الاسد وانهما تابعان له، على الرغم من تعرضهما للسجن عشرات المرات على ايدي رجال النظام السوري.

ولا يقف المالح والبني ونحو 40 شخصية انشقت معهم الى جانب هذا الطرح، فقد اصطف الى جانبهم ايضا رفعت الاسد عم الرئيس بشار والذي يختلف من المجلس ومع ابن اخيه ايضا حول الكثير من السياسات، لكن يتفق الاسد العم مع المعارضة المنشقة عن المعارضة بعدم التدخل الخارجي، ويجد ان عنده ايضا مبررات في حماية الدم السوري.

الاسد دعا الى انتخابات رئاسية جديدة، ان اراد بشار الترشح فليكن والشعب السوري هو الحكم، هذا الموقف يخالف برهان غليون الذي يرفض وجود بشار في سدة الحكم باي ثمن كان، وقد اعتبره رفعت الاسد بانه لا يمثل الا نفسه ولا يمكنه التحدث باسم المعارضة السورية او الشعب السوري.

الانقسام في المعارضة في الخارج ايضا انعكست على الجيش الحر الذي اصبح تحت عدة قيادات في تركيا والساحة السورية في الشمال وريف دمشق والجنوب السوري.

وهذا الانقسام يطرح تساؤلا مهما عن طبيعة الولاءات الموجودة داخل المعارضة السياسية والعسكرية التي بدأت باتصالاتها من اجل تسلم التمويل من دول عربية وغربية ايضا.