خبر عاجل

انفجار جديد ببغداد ومجموعة عراقية غير معروفة تتبنى عملية اغتيال رئيس مجلس الحكم

تاريخ النشر: 17 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

البوابة-بسام العنتري 

هز انفجار ضخم بغداد بعد ساعات من مقتل رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم و9 اخرين بينهم جنديان اميركيان في انفجار سيارة مفخخة خارج مقر قوات الاحتلال وسط العاصمة العراقية. وقد تبنت مجموعة عراقية تطلق على نفسها "حركة المقاومة العربية" الهجوم الذي اتهم مسؤولون عراقيون جهات اجنبية بتدبيره. 

ونقلت وكالة انباء رويترز عن شهود قولهم ان انفجارا ضخما هز مساء الاثنين الحي التجاري في العاصمة العراقية، وان اعمدة الدخان تصاعدت بكثافة من المكان. 

وجاء هذا الانفجار بعد ساعات من مقتل رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم و9 اخرين بينهم جنديان اميركيان في انفجار سيارة مفخخة خارج مقر قوات الاحتلال وسط العاصمة العراقية. 

وأعلنت جماعة إسلامية غير معروفة، تطلق على نفسها اسم "حركة المقاومة العربية" مسؤوليتها عن الهجوم، الذي قالت في بيان نشرته على شبكة الانترنت، أن اثنين من مقاتليها نفذاه ضد "الخائن" سليم. 

وكان امين سر حركة الوفاق العراقية ابراهيم الجنابي في اتصال هاتفي مع البوابة من بغداد ان سليم الذي تسلم الرئاسة الدورية لمجلس الحكم عن هذا الشهر، قد "استشهد في انفجار سيارة مفخخة امام المدخل الرئيسي للمنطقة الخضراء من جهة (منطقة) الحارثية".  

وقد لقى 9 افراد آخرين على الاقل حتفهم في الانفجار من بينهم جنديان أميركيان.  

كما دمر الانفجار، الذي اكد نائب مدير عمليات الجيش الاميركي في العراق مارك كيميت انه نجم عن هجوم انتحاري، ثلاث سيارات كانت تستعد لدخول المنطقة الخضراء.  

وقال كيميت للصحفيين في مكان الانفجار ان السيارة الملغومة كانت بين قافلة عربات كانت تنتظر عند نقطة تفتيش لتفقدها عند المدخل. 

وقال حامد البياتي نائب وزير الخارجية العراقي ان سيارة سليم كانت الأخيرة في قافلة لسيارات كانت تقل أعضاء آخرين في المجلس مروا من نقطة التفتيش قبل وقوع الانفجار.  

ورجح المسؤول في حركة الوفاق التي يتزعمها عضو مجلس الحكم اياد علاوي، وقوف جهات "اجنبية" وراء عملية الاغتيال التي تاتي فيما تتسارع الجهود الاميركية والعراقية قبيل الموعد المقرر لنقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو. 

وقال ان "الاصابع تشير الى ان هناك تصفية حسابات..وقد تكون هناك خلفها ايدي اجنبية او منظمات اجنبية لا نستطيع تحديدها الان".  

واضاف ان سليم، وهو رئيس حزب الدعوة الاسلامية في البصرة، كان مستهدفا لانه "رجل اسلامي معتدل ينادي بالوسطية والاعتدال وبضرورة دخول المجتمع العراقي الى اجواء الاستقرار والسلم" معتبرا ان هذا على ما يبدو لم يرق لمن وصفهم بانهم "عناصر متطرفة".  

واكد الجنابي انهم في حركة الوفاق قد حذروا سلطة الاحتلال في وقت سابق من ان مثل هذه الاغتيالات ستتزايد مع اقتراب موعد نقل السلطة. 

وقال "كنا سباقين في التحذير واكدنا لاكثر من جهة من ضمنها قوات الاحتلال ان هذه العمليات ستتزايد مع اقتراب تسليم السلطة". 

واعتبر الجنابي ان عملية الاغتيال "النكراء" التي استهدفت سليم "ما هي الا بداية" متوقعا ان تشهد المرحلة المقبلة "تصعيدا" في الهجمات من قبل القوى التي وصفها بانها "ترفض سيادة الاستقرار والامن في العراق". 

وكان حزب الدعوة الاسلامية الشيعي الذي ينتمي اليه سليم، قد شارك في جهود الوساطة بين قوات الاحتلال الأمريكي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر مؤخرا.  

وسبق لسليم أن ترأس تحرير عدد من الصحف والمجلات العراقية.  

وقتل انتحاري خمسة عراقيين وجنديا اميركيا عندما فجر نفسه امام مدخل المنطقة الخضراء في 6 ايار/مايو.  

وكان مجهولون اطلقوا النار في 20 ايلول/سبتمبر الماضي على عضو مجلس الحكم عقيلة الهاشمي التي توفيت بعد ذلك بعدة ايام.  

زيباري: اغتيال سليم "سيزيد من عزيمتنا" 

هذا، واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مقتل سليم "سيزيد من عزيمتنا" لاستعادة السلطة.  

وقال زيباري على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الاردن "اشعر بالحزن لما حصل لكن ذلك سيزيد من عزيمتنا نحن مصممون على دفع العملية (السيادة) قدما". 

واوضح ان الهجوم "لن يخرج العملية عن سكتها وموعد 30 حزيران لا يزال قائما" في اشارة الى الموعد المحدد لتسليم السلطة الى العراقيين من سلطة الائتلاف.  

وقال زيباري ان عز الدين سليم كان يفترض ان ينضم اليه للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي كان سيركز على مستقبل العراق في ختام اجتماعاته. وكان يفترض ان يرئس ايضا الوفد العراقي الى القمة العربية في تونس في 22 و23 ايار/مايو.  

وردا على سؤال حول الطرف الذي يعتبره مسؤولا عن هجوم اليوم الاثنين قال زيباري "قد يكونون عناصر من النظام السابق ارهابيين متطرفين مختلفين قوى معادية للديموقراطية". واوضح "قد يكونون من القاعدة او سلفيين". 

تنديد اردني بريطاني 

وقد ندد الاردن وبريطانيا باغتيال الرئيس الانتقالي لمجلس الحكم الانتقالي. 

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر على هامش اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي "ندين الاغتيالات السياسية والعمليات التي تستهدف المدنيين" موضحة "لا يجوز اللجوء الى الاغتيال السياسي كاداة للتعبير عن الموقف".  

واوضحت خضر "يجب ايضا عدم اغفال الحلول ذات الطابع السياسي الضرورية لوضع حد للاغتيالات". 

ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل ان منفذي الاغتيال هم "اعداء الشعب العراقي". 

واوضح سترو امام الصحافيين ان هذا الاعتداء "يظهر ان الارهابيين في العراق يحاولون منع نقل السلطة من الائتلاف الى العراقيين". واضاف "هؤلاء الارهابيون اعداء للعراقيين انفسهم".—(البوابة)—(مصادر متعددة)