انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات جنيف واجلاء المدنيين من حمص يتواصل

تاريخ النشر: 10 فبراير 2014 - 03:58 GMT
البوابة
البوابة

بدأت الاثنين الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 بين وفدي النظام والمعارضة السوريين، فيما تواصلت عمليات اجلاء المدنيين من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وتأتي الجولة الثانية من مفاوضات جنيف بعد نحو عشرة ايام من جولة اولى من التفاوض باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي لم تؤد الى نتائج ملموسة.
والتقى الابراهيمي عند الساعة 11,30 (10,30 ت غ) وفد المعارضة السورية المفاوض وعلى راسه هادي البحرة العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في قصر الامم، مقر الامم المتحدة في جنيف.
ويفترض ان يكون بدأ قبل قليل اجتماع الابراهيمي مع الوفد الحكومي السوري. ولم تحدد اي جلسة مشتركة بين الوفدين لهذا اليوم.
وكان الوفد الحكومي الذي يرأسه وزير الخارجية وليد المعلم وصل بعد ظهر الاحد الى جنيف، والتقى الابراهيمي مساء.
ولم يشارك المعلم خلال الجولة الاولى في جلسات التفاوض، وقاد المفاوضين الحكوميين في هذه الجلسات مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري.
ووصل اعضاء الوفد المعارض تباعا من دول مختلفة. ويراس رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا وفد المعارضة من دون ان يشارك في جلسات التفاوض.
وافاد مصدر في الوفد المعارض وكالة فرانس برس ان وفد المعارضة رفع الى الابراهيمي تقريرا عن "العنف الذي يمارسه النظام والجرائم ضد الانسانية وارهاب الدولة".
ويشير التقرير الذي حصلت وكالة فرانس برس على مقتطفات منه، الى ان "النظام السوري قتل منذ بدء المفاوضات في مؤتمر جنيف-2 (الذي بدأ في 22 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو السويسرية)، اكثر من 1805 من السوريين، منهم 834 شخصا في حلب (شمال) وحدها، مستخدما في ذلك ما يزيد عن 130 برميلا متفجرا".
كما يتضمن دراسات لمنظمات حقوقية ووصفا لعمليات قصف و"جرائم حرب" قام بها النظام، بحسب التقرير، بينها هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق في آب/اغسطس تسبب بمقتل المئات.
وكان الابراهيمي اعلن في نهاية الجولة الاولى من المفاوضات في 31 كانون الثاني/يناير ان الجولة الثانية ستتم بناء على "اجندة واضحة"، معربا عن امله في ان تكون اكثر تنظيما.
واتفق الطرفان خلال الجولة الاولى على ان الهدف من جنيف-2 هو تطبيق بيان جنيف-1. لكن المشكلة تكمن في التفسيرات المختلفة التي يعطيها كل من الطرفين الى مضمون هذا البيان.
وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، مؤكدا ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على "وقف فوري للعنف بكل اشكاله" وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وتقول السلطات السورية ان معالجة مسائل الارهاب يجب ان تاتي قبل مسالة الحكومة.
وكتبت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات السورية الاثنين ان الجولة الثانية تاتي "بعد أن فشلت الأولى في إحراز أي تقدم نتيجة تعنت وفد الائتلاف وإصراره على حصر النقاش في كيفية +الاستيلاء على الحكم في سورية+ في حين كان الوفد الرسمي السوري يبحث في عملية إنقاذ أرواح السوريين ووقف سفك الدماء".
وتوقعت الا تحرز الجولة الثانية تقدماً يذكر، مضيفة "أن جهوداً ستبذل من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المضي قدماً في بحث الملفات كافة واستكشاف النقاط التي يمكن إحراز أي تقدم فيها".
ويمكن اعتبار ان الثمرة العملية الوحيدة التي انتجتها الجولة الاولى من مفاوضات جنيف-2 كانت محاولة الامم المتحدة انتزاع "اجراء انساني لبناء الثقة" تمثل في النهاية باتفاق بين المعارضة والحكومة على هدنة في مدينة حمص القديمة تضمنت اجلاء مدنيين محاصرين منذ حوالى سنتين داخل احياء تسيطر عليها المعارضة وادخال مساعدات غذائية وطبية اليهم.
ومع ان الهدنة التي اقرت لثلاثة ايام اعتبارا من الجمعة الماضي، خرقت مرارا، الا ان الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري تمكنا من اجلاء مئات المدنيين وادخال مواد اغاثية الى الاحياء المحاصرة.
واكد ناشطون مساء الاحد ان الهدنة تم تمديدها 72 ساعة.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان باريس ودولا اخرى ستطرح مشروع قرار في مجلس الامن الدولي للمطالبة بتأمين وصول المساعدات الانسانية للمدنيين في كل المدن السورية المحاصرة.
اجلاء مدنيي حمص
وفي هذه الاثناء، اعلن مسؤول في الهلال الاحمر السوري انه سيتم اليوم الاثنين اجلاء مجموعة جديدة من المدنيين من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعد ان تم "تمديد مهلة الهدنة" التي بدأ العمل بها الجمعة.
وذكر المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه "سنستمر اليوم، بإجلاء المدنيين" من احياء حمص المحاصرة منذ حزيران/يونيو 2012.
وياتي ذلك استنادا الى الاتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة باشراف الامم المتحدة والذي ادى خلال الايام الثلاثة الماضية الى اجلاء المئات من المدنيين.
واوضح المسؤول انه "سيتم اخراج المدنيين من الممرات التي تم استخدامها سابقا او من خلال معابر جديدة".
وقال "تم تمديد مهلة الهدنة وسنحاول اخراج المدنيين في اقرب وقت ممكن".
وكان ناشطون ذكروا امس ان الهدنة كان يفترض ان تنتهي مساء الاحد، وتم تمديدها 72 ساعة.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان اجتماعا عقد صباح اليوم بين محافظ حمص طلال البرازي وممثل الامم المتحدة يعقوب الحلو بحثا خلاله "امكانية اجلاء المزيد من الاطفال والنساء وكبار السن المحاصرين في أحياء حمص القديمة".
وتم التركيز خلال الاجتماع "على امكانية اجلاء أعداد اضافية من المدنيين من جميع أحياء المدينة القديمة لا سيما حيي الحميدية وبستان الديوان"، حسبما افاد البرازي الوكالة الرسمية عقب الاجتماع.
وطلب البرازي من فريق الامم المتحدة "معالجة ملف المفقودين داخل المدينة القديمة في اطار عملية اجلاء المدنيين المحاصرين".
وبعد مجموعة اولى من 83 مدنيا تم اجلاؤهم الجمعة تنفيذا لاتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة بواسطة الامم المتحدة، خرج 611 مدنيا الاحد من احياء حمص القديمة، بحسب الوكالة.
وكان الهلال الاحمر السوري قال عبر صفحته على "فيسبوك" ان متطوعيه استقبلوا الاحد نحو 600 شخص خرجوا من حمص القديمة، مشيرا الى ادخال ستين حصة غذائية و1500 كلغ من الطحين الى المنطقة.
وتخلل العملية الاحد سقوط قذائف هاون على الاحياء التي يحاصرها الجيش النظامي والتي لا تزال خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص بينهم مقاتلان معارضان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتبادل النظام والمعارضون الاتهام بالمسؤولية عن هذا الخرق الامني.
الى ذلك، قتل 41 شخصا هم 21 مدنيا وعشرون مقاتلا مواليا للنظام السوري في قرية معان العلوية في محافظة حماة في وسط سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان هؤلاء قتلوا امس الاحد على ايدي مقاتلين من كتائب معارضة للنظام السوري بينها كتيبة جند الاقصى، من دون ان تكون لديه معلومات عن تفاصيل مقتلهم والطريقة التي قضوا فيها.
وكان المرصد افاد الاحد عن مقتل عشرين مقاتلا من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام في العملية.
الى الشرق، انسحب مقاتلو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الاثنين من كامل محافظة دير الزور بعد ثلاثة ايام من القتال مع كتائب مسلحة بينها جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة، بحسب ما افاد المرصد السوري.
ودير الزور محافظة غنية بآبارها النفطية وهي حدودية مع العراق.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن