طغت العلاقات المتوترة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على حملة الانتخابات الاسرائيلية يوم الاربعاء بعد ان نقل عن أوباما انتقاده لشخصية نتنياهو.
وقبل أقل من أسبوع من الانتخابات المقررة في 22 يناير كانون الثاني والتي توقعت استطلاعات الرأي فوز نتنياهو بها بسهولة سلطت وسائل الاعلام الاسرائيلية الضوء على مقال معلق أمريكي بشأن اوباما وتساءلت ان كان الرئيس الديمقراطي يحاول التأثير على الانتخابات.
وامتنع مكتب نتنياهو عن التعقيب على عمود جيفري جولدبيرج في بلومبرج الذي نشر يوم الثلاثاء دون ذكر المصدر والذي وصف اوباما بأنه محبط من بناء مستوطنات في الضفة الغربية التي تسببت في زيادة الجمود الدبلوماسي بين اسرائيل والفلسطينيين.
ولم يعقب البيت الابيض على محتوى العمود.
وكتب جولدبيرج يقول "ذكر اوباما في تصريحات غير رسمية ومرارا ان اسرائيل لا تعرف ما هي مصلحتها."
وأضاف جولدبيرج ان الرئيس الامريكي "يرى رئيس الوزراء فيما يبدو جبانا سياسيا .. وأنه زعيم لم يختبر بشكل جوهري ورغم ذلك لا يرغب في تولي زمام القيادة أو استخدام رصيده السياسي في دفع قضية الحل الوسط."
ويرى بعض كتاب الأعمدة الاسرائيليين ان هذا العمود جاء ردا على وقوف نتنياهو سرا خلف المرشح الجمهوري ميت رومني في جهوده الفاشلة لتحدي أوباما في الانتخابات الامريكية التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني. ونفى نتنياهو القيام بذلك.
ورغم نشره بالصفحة الاولى من غير المرجح أن يؤثر عمود بلومبرج على تقدم نتنياهو في الانتخابات حيث يتوقع ان تحصل قائمة ليكود واسرائيل بيتنا على نحو 34 مقعدا من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 وتشكيل الحكومة الائتلافية القادمة.
وركزت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في حملتها الانتخابية على عزلة اسرائيل في عهد نتنياهو. وتتوقع استطلاعات الرأي حصول ليفني على ما بين ستة وثمانية مقاعد في الكنيست القادم.
وقال اموتس اسايل مدير معهد هارتمان وهو مركز أبحاث في القدس "محاولات الحديث الى الناخب الاسرائيلي من خلال الصحافة الامريكية لا تحظى بأي فرصة للنجاح."
وأضاف ان معظم الاسرائيليين لا يثقون في جهود السلام العقيمة ويشعرون بالقلق من الاضطرابات الاقليمية ومشغولون بالشؤون المحلية. وقال ان الانتقادات الخارجية لنتنياهو يمكن ان تدعمه ضد منافسيه الاكثر تشددا منه.
وقال اسايل "هؤلاء اليمينيون لم يسمعوا ابدا عن بلومبيرج وبالاحرى عن جيفري جولدبيرج. واذا كان لذلك (الانتقاد) تأثير على الاطلاق فانه من المرجح ان يجعلهم يصوتون لصالح نتنياهو." وأضاف "لا يوجد انتقال للذين لم يحسموا امرهم بين كتلة اليمين وكتلة اليسار وانما داخل كل كتلة."
وتساءل العديد من المسؤولين الاسرائيليين ان كانت المقتبسات التي نسبت الى اوباما تعكس وجهة نظر ادارته.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم من حزب ليكود لراديو الجيش الاسرائيلي "انني لا أعرف ان كانت هذه الاشياء قد قيلت لانه (أوباما) لم يقلها بصوته."
وبدا ان شالوم يدرك التوترات بين نتنياهو واوباما. لكنه اشاد بسلوك الرئيس الامريكي بشأن قلق اسرائيل الرئيسي وقال ان العلاقات الثنئاية (بين الدول) تجب أي علاقات شخصية."
وقال شالوم "رأيت العديد من الدول التي كانت فيها العلاقات بين الزعماء جيدة لكن لم تكن هناك مصالح مشتركة وبالتالي لم يكن هناك تعاون. وعلى العكس في أماكن اخرى كانت هناك مصلحة لكن ربما لم تكن العلاقات بنفس القوة والمصالح هي في نهاية الامر التي لها الأولوية."