عمان - البوابة - وسام نصر الله
وقعت رئيسة مؤسسة أسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين إنتصار الوزير "أم جهاد"، مساء الخميس، في قاعة مكتبة الأرشيف بالعاصمة الأردنية عمان، كتابها "رفقة عمر.. مذكرات انتصار الوزير (أم جهاد)"، وسط حضور نخبوي من مثقفين وكتاب وشخصيات وطنية وإعلاميين، لم تتسع له قاعة "المكتبة".
وتحدثت "أم جهاد"، في الأمسية التي أدارها العضو السابق في المجلس الثوري لحركة فتح معين الطاهر، وبحضور أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد عزم، عن رحلة نضالها مع زوجها ورفيق دربها الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وأبرز المحطات الرئيسية في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وقالت أول وزيرة للشؤون الاجتماعية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية: “حاولت من خلال الكتاب أن أسجل للتاريخ، ولأجيالنا الحالية والقادمة، كيف كانت أسرة تعيش في عمق الثورة الفلسطينية.. وكيف كان الزوج القائد الشهيد (أبو جهاد)، الرمز الذي كان قد أطلقت عليه الكثير من الألقاب، ومنها: أول الرصاص وأول الحجارة، وأمير الشهداء”.
وأضافت "أم جهاد": “لقد كان أبو جهاد المناضل الصلب، إنسانا رقيقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنه لو لم يكن فدائيا لكان كاتبا أو شاعرا أو أديبا، ولكنه كان كل هذا”.
وأكدت “أم جهاد”، أن “رفقة عمر” تأريخ للأجيال القادمة، لإكمال المسيرة التي لم تنته، مشيرة إلى أنها قالت الحقيقة في الكتاب، بدون أي تحفظ.
وقالت: “هذه المذكرات لم تكن لترى النور، لولا تشجيع الأخ الباحث معين الطاهر، والدكتور أحمد عزم، والكاتب يحيى يخلف، والعديد من الرفاق والرفيقات والأخوات المناضلات”.
جرأة وشجاعة في البوح
من جانبه اعتبر الدكتور أحمد عزم، أنه بعد اغتيال الشهيد “أبو جهاد” في عام 1988، أصبح تسجيل سيرته فرض عين وطني، وأن حدث شهادته لا يقل أهمية عن انطلاق الثورة الفلسطينية.
وقال أستاذ العلوم السياسية، أن السيدة انتصار الوزير، ليست فقط مناضلة وإنما كاتبة، وأنه لم يستمتع في حياته بلقاء شخص وهو يتحدث عن السيرة الوطنية، كما كانت متعة الحديث مع “أم جهاد”.
ويرى الدكتور عزم أن “أم جهاد”، كان لديها الجرأة والشجاعة للبوح بمشاعرها، والحب وشهر العسل، والحديث عن تفاصيل علاقتها مع زوجها الراحل.
وأكد الدكتور عزم، أن “رفقة عمر” يحتوي على الكثير من التفاصيل المهمة عن بدايات حركة فتح وتأسيسها، وانطلاقة الثورة الفلسطينية، وكيفية دخول “أم جهاد” للثورة، وأبرز المحطات النضالية والتجارب التي مرت بها الحركة.
"رفقة عمر"
وتروي انتصار الوزير، في الكتاب الذي يقع في 280 صفحة، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة ذاكرة فلسطين، سيرتها ورحلة نضالها مع زوجها ورفيق دربها خليل الوزير (أبو جهاد)، وتوثّق بدايات تأسيس حركة فتح، كما عاشتها واطّلعت عليها، حيث عايشت تحولات ومنعطفات في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية.
وأسست “أم جهاد” أول خليّة نسائية لحركة فتح، وتولّت قيادة قوات العاصفة مؤقتًا. ورحلت وتنقّلت حيثما تطلّب الواجب النضالي، فطبعت البيانات ونقلت الرسائل والسلاح، وشاركت في معسكرات التدريب.
وتوثق أم جهاد في “رفقة عمر” تجربتها في العمل النسائي، وتأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وكيف استطاعت المواءمة بين دورها أمًا وزوجة ومناضلة، وصمودها في جميع المراحل الصعبة، ولعل أقساها اغتيال رفيق دربها أمام عينيها.
وتمكّنت أم جهاد أخيرًا من العودة إلى فلسطين في تموز/ يوليو 1994، بعد اثنين وثلاثين عامًا أمضتها في الغربة والمنافي.
انتصار الوزير "أم جهاد"
مناضلة فلسطينية شاركت في الثورة الفلسطينية في مرحلة مبكرة من حياتها. ساهمت في بناء التنظيم النسائي، وترأست مؤسسة أُسر الشهداء والأسرى والجرحى. وكانت عضوًا في المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني. وهي أول وزيرة للشؤون الاجتماعية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.