فيما كشفت مصادر عبرية عن دخول خطة شارون الاحادية مرحلة حاسمة دهت الخارجية الاميركية التي كانت تعلق على مجزرة غزة إلى حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي بينما عبر كوفي انان عن تخوفه من انهيار السلطة الفلسطينية
انان متخوف من انهيار السلطة
وقال كوفي انان الامين العام للامم المتحدة يوم الاربعاء ان السلطة الفلسطينية قد تنهار الا اذا توفر مزيد من المساعدات الدولية العاجلة لتخفيف محنة الشعب الفلسطيني.
وقال انان بعد محادثات مع بريان كوين وزير الخارجية الايرلندي الذي تراس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي "نشترك في القلق بشان الوضع الاقتصادي والاجتماعي والانساني للفلسطينيين."
وقال انان للصحفيين "ناشدت تقديم دعم اضافي لهم (الفلسطينيين) لانني اخشى اذا استمر الوضع ان نرى يأسا حقيقيا بل وربما انهيارا جزئيا للسلطة الفلسطينية."
وقال انان ان الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي يساورهما بالغ القلق بشان الوضع في الشرق الاوسط والازمة التي تعوق احراز اي تقدم في "خارطة الطريق" للسلام التي وضعها رباعي الوساطة الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
وقال "استعرضنا خارطة الطريق وما يمكن ان يفعله رباعي الوساطة لاحياء العملية. نحتاج لايجاد سبيل لكسر الجمود. نحتاج لايجاد سبيل لجمع الطرفين على مائدة (المفاوضات)
واشنطن تدعو لحل النزاع
في الغضون اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا زالت تعتقد انه من المهم انهاء اعمال العنف في المناطق الفلسطينية واسرائيل كما انها لا زالت تواصل العمل لحفز الجانبين الفلسطيني والاسرائيلى لتنفيذ التزاماتهما وفقا لخطة السلام "خارطة الطريق"
واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر فى تصريحه اليومى للصحافيين ان الولايات المتحدة الاميركية لا زالت ترسل مبعوثين الى المنطقة بطريقة منتظمة للعمل مع الجانبين مشيرا الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد والسفير الاميركي جون وولف متواجدين حاليا فى فلسطين للاجتماع مع كبار المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين فى محاولة للتوصل الى اتفاق لانهاء اعمال العنف المتبادلة وبالتالي عودة الاطراف المعنية لتطبيق خارطة الطريق.
واشار الى انه تقع على عاتق الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي التزامات وواجبات ينبغي عليهما تنفيذها بموجب خارطة الطريق من بينها بالنسبة للفلسطينيين اتخاذ خطوات جادة نحو وقف عمليات العنف بالاضافة الى التقدم فى مجال الاصلاحات الداخلية وبالنسبة للاسرائيليين اتخاذ خطوات جادة ومستمرة لتحسين الظروف المعيشية والانسانية بالنسبة للشعب الفلسطيني بالاضافة الى تنفيذ التزاماتها الاخرى
خطة شارون تدخل مرحلة الحسم
إلى ذلك قالت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية ان الطواقم الاقتصادية والعسكرية والقضائية والإنسانية المشاركة في بلورة خطة الانفصال تجتمع في محاولة للبدء في حسم مسائل جوهرية، قبل مغادرة شارون إلى واشنطن حيث يسعى إلى التوصل إلى "اتفاق هادئ" مع الأميركيين حول خطة الانفصال الأحادية الجانب التي قام شارون وسوف ستبدل بشكل أو بآخر "خارطة الطريق" الأميركية.
وعقد شارون، صباح الأربعاء، اجتماعه الأسبوعي مع مستشار الأمن القومي، اللواء غيورا آيلاند، من أجل مناقشة الجوانب المختلفة المتعلقة ببلورة خطة الانفصال وتحديد الخط الأمني الذي يُخطط أن يعيد الجيش الإسرائيلي انتشاره على طوله. وعقد اللواء آيلاند، الذي عينه شارون مسؤولاً عن بلورة الخطة، اجتماعًا مع الطواقم الاقتصادية والعسكرية والقضائية والإنسانية.
وحسب الصحيفة فان أوساط إسرائيلية مسؤولة تعرب عن اقتناعها التام بفشل "خارطة الطريق"، حيث تشير مصادر سياسية إسرائيلية في هذا السياق إلى عدم إقدام الفلسطينيين على منع الإرهاب وتعرضهم لكل محاولة ترمي إلى عقد لقاء بين شارون ونظيره الفلسطيني، أحمد قريع". وتعتبر أحد الإثباتات التي تقدمها إسرائيل للإدارة الأميركية على ذلك هو المطالب المسبقة التي يطرحها قريع كشرط لعقد اللقاء، وهي شروط غير مقبولة
مع ذلك، فإن الانتقال إلى خطة الانفصال يعد دراماتيكيًا من الناحية السياسية على الصعيدين الخارجي والداخلي في إسرائيل. لكن ما زالت الأوساط المسؤولة في إسرائيل تتخبط بشأن بنود رئيسية تشملها الخطة، وذلك قبل عرضها على الأميركيين بشكل رسمي.
واوردت الصحيفة بعض النقاط التي لم تتوصل الطواقم العاملة على بلورة الخطة إلى حسمها وتتمحور حول اخلاء المستوطنات حيث ان إحدى الأسئلة الرئيسية التي تطرح في هذا السياق هي هل سينجم عن إخلاء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة "تعزيز الإرهاب الفلسطيني".
تطرح أيضًا تساؤلات حول سبل تعويض سكان المستوطنات التي سيتم إخلاؤها. وسوف تضطر وزارة المالية الإسرائيلية إلى بلورة صيغة تستند إلى التعويضات التي دفعتها الدولة لسكان "يميت" عندما تم إخلاؤهم في العام 1982. ويتطلب الأمر إحداث تغيير تشريعي.
ومسالة الجدار الفاصل وهل سيكون مسار الجدار الفاصل الذي لم يستكمل بناؤه بعد مطابقـًا للخط الأمني الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية؟ يعتبر هذا سؤالاً جديًا وجوهريًا، وتعتبره مصادر أمنية إسرائيلية أنه منطق غير مستبعد، لكنه سيلزم دراسة تغييرات في مسار الجدار.—(البوابة)—(مصادر متعددة)