اتهم الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل دمشق بالسعي للاطاحة بالحكومة اللبنانية قائلا ان ما يجري في لبنان ان هو "انقلاب حقيقي" .
وقال الجميل في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية الاميركية "في رأيي ان ما يحصل في لبنان هو انقلاب حقيقي".
واتهم الجميل سوريا معتبرا انها تسعى الى اطاحة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وعرقلة العملية الدستورية الرامية الى تشكيل محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.
واضاف الجميل ان "سوريا خائفة لانها المشبوه الاول" في اغتيال رفيق الحريري ونجله بيار الجميل. وقد اغتيل بيار الجميل وزير الصناعة في حكومة السنيورة في بيروت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
وانتقد امين الجميل ايضا حزب الله الشيعي اللبناني الذي يشكل "دولة داخل الدولة" لديها "جيشها الخاص" وتحصل على "الدعم المالي الكبير والسخي" من سوريا وايران.
ومع ذلك اعلن امين الجميل انه يجري اتصالات بحزب الله "وبكثير من الاحزاب الاخرى" "لتجنب اندلاع حرب اهلية" في لبنان والسعي الى "حل سياسي للازمة". وخلص الجميل الى القول "لا يمكننا ان نسمح باندلاع حرب اهلية جديدة".
جدل حول زيارة موسى
من ناحية اخرى، شكلت زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المرتقبة هذا الاسبوع للبنان مادة جدل بين الغالبية والمعارضة ففي حين اعتبرت الاكثرية ان مهمة موسى ستنحصر بتطويق اي تصعيد اتهمتها المعارضة بتعمد افشال اي مسعى عربي.
وتأتي زيارة موسى الذي يوفد الاثنين الى بيروت مدير مكتبه هشام يوسف لاجراء مشاورات مع المسؤولين فيما تتجه انظار اللبنانيين الى موعد 14 شباط/فبراير الذي يصادف الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على وقع تساؤلات عن كيفية احياء هذه الذكرى.
وقال النائب بطرس حرب الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة لوكالة فرانس برس الاثنين ان "عودة موسى كانت رهنا بتوافر عناصر جديدة تمهد للحل ولكن من الواضح ان هذه العناصر غير متوافرة من هنا سيندرج حضوره تحت شعار منع الانفجار ومحاولة التهدئة".
وكان الامين العام لجامعة الدول العربية تولى وساطة بين اقطاب الغالبية والمعارضة في كانون الاول/ديسمبر الفائت من دون ان تتكلل مساعيه بالنجاح.
وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس ان هشام يوسف الذي يأتي الى بيروت تمهيدا لزيارة موسى سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وممثلين لحزب الله.
واضاف حرب "ثمة خلاف واضح ورسمي حول المحكمة الدولية (في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري) ولا اتفاق اقليميا على كيفية التعاطي مع هذه المسألة".
واوضح ان "المساعي الايرانية السعودية اصطدمت برفض سوري لموضوع المحكمة علما ان ايران لا يمكن ان توافق على اي مشروع ترفضه سوريا".
ونشطت خلال الاسبوع الفائت الاتصالات بين السعودية وايران في ضوء التوتر الامني الذي شهدته بيروت والمناطق وتجلى في مواجهات دامية بين مناصري المعارضة والحكومة اسفرت عن سبعة قتلى ومئات الجرحى.
وتتهم الغالبية النيابية سوريا بالضلوع في اغتيال الحريري وتتمسك باقامة المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتورطين في هذه الجريمة متهمة المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي بالعمل على تعطيل هذا المشروع بايعاز من دمشق.
في المقابل اتهم النائب عن حزب الله امين شري السلطة ب"السعي الى تعطيل مهمة موسى عبر اطلاق النار السياسي على رئيس مجلس النواب نبيه بري" معتبرا انها "تتعمد افشال اي مسعى عربي لتطويق الازمة".
وكان بري والسنيورة تبادلا اتهامات السبت على خلفية قضية المحكمة الدولية وذلك في ضوء تصريحات نسبت الى بري عن ارجاء اقرار المحكمة الى ما بعد انتهاء التحقيق الدولي في اغتيال الحريري.
وقال شري لفرانس برس ان "الحل يبقى في حكومة وحدة وطنية تملك فيها المعارضة الثلث الضامن ثم في انتخابات مبكرة وتبني اي اقتراح جديد قد يحمله موسى منوط بمدى مرونة السلطة".
وتطالب المعارضة بحكومة وحدة وطنية لها فيها ثلث الوزراء زائد واحد وباجراء انتخابات نيابية مبكرة وتنفذ منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت لتحقيق مطلبيها.
من جهته رفض النائب سليم عون العضو في كتلة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون اي حل للازمة من الخارج مؤكدا ان "الموضوع داخلي بحت لانه يتصل بشراكة حقيقية في الحكم".
وقال لفرانس برس ان "عودة موسى لن تأتي بالحل بل ان ظهور بوادر تسوية داخلية قد يدفعه الى المجيء لترجمة هذا الحل". لكنه تدارك ان "لا جديد في الجوهر فمن جهة نلاحظ اجواء ايجابية ومن جهة اخرى بوادر تصعيد".
في هذا الوقت تتجه انظار اللبنانيين الى موعد 14 شباط/فبراير الذي يصادف الذكرى الثانية لاغتيال الحريري وخصوصا ان الغالبية قد تنتهز المناسبة لتنظيم تحرك جماهيري في وجه مخيم المعارضين في وسط بيروت.
واعتبر حرب ان "هذه الذكرى تكتسب رمزية وطنية تتجاوز الصراع بين الحكومة والمعارضة". وقال "لا اعتقد ان المعارضة في وارد تصعيد تحركها الى حدود تعطيل هذه المناسبة".
وايد "احياء الذكرى بعيدا من الشكل الجماهيري لتفادي اي احتكاك" موضحا ان قوى 14 اذار/مارس لم تناقش حتى الان طبيعة التحرك.
واكد شري "اننا باقون في الساحات واذا اصرت السلطة على اقامة احتفال جماهيري فيجب ان تنسق مع قيادة الجيش اللبناني لتفادي اي احتكاك وذلك بمعزل عن اعتصامنا في ساحتي رياض الصلح والشهداء".
اما عون فتخوف من ان "تعمد السلطة الى استغلال المناسبة سياسيا كما عودتنا" محملا اياها "مسؤولية اي احتكاك قد يقع".
وكانت قوى الغالبية النيابية نظمت في 14 شباط/فبراير الفائت تظاهرة حاشدة في وسط بيروت في الذكرى الاولى لاغتيال الحريري.