اميركا تصنح حكومة اوكرانية عاجزة

تاريخ النشر: 19 مارس 2014 - 03:09 GMT
البوابة
البوابة

تعود الحرب الباردة بثوبها الحقيقي والواضح الى العالم، وتبدأ روسيا بلملمة حلفاء لها وخلقهم من انقاض دولا شكلت يوما قطبا عنيدا قبل ان ينهار امام الازمات الاقتصادية.

روسيا التي عادت وتعافت بعد ان نجحت في وضع الخطط والتدابير الاقتصادية والسياسية تمكنت من صناعة حلفاء استفادوا من وضعهم الجغرافي والسياسي ليتحولو الى قوة اقليمية تسند الامل الروسي في قيادة تجمع ومحور يعيد الامجاد الماضية.

الولايات المتحدة تواصل ممارسة سياستها الاستعمارية التوسعية للسيطرة على العالم، وارتطمت في عدة زوايا بالعناد الروسي الذي افشل اكثر من طموح اميركي، فتوجهت واشنطن في محاولة لضرب موسكو في الخاصرة فكانت الطعنة العميقة اكرانية بامتياز، حيث شجعت الانقلاب وتم عزل الرئيس الشرعي المنتخب، وتشكلت حكومة نازية في الاصل، فما كان من موسكو الا ان اعادت اللعبة الى المربع الاول باستخدام حقوقها التاريخية والرغبات الشعبية في القرم النافذة على الاسطول في البحر الاسود.

لقد استخدمت الولايات المتحدة الناتو والاتحاد الاوربي لتحقيق اهدافها التوسعية، وشجعت العقوبات الاوربية بل دفعت لاصدارها على الرغم من ان ذلك سيضر في الاقتصاد الاوربي اكثر من الاميركي، وستتاثر الحياة الاجتماعية للمواطن في اوربا من خلال نقص الوقود سيما الغاز الذي تعتمد اوربا عليه من روسيا بالدرجة الاولى.

فيما كانت الولايات المتحدة تشجع اطراف مؤيدة للنازية لتسلم الحكومة ، اقدمت على ارسال عناصر من قوات النخبة سرا الى اوكرانيا وخاصة فرق من القناصة، تؤكد الشواهد انهم مارسو عمليات قتل ونهب وسلب ضد اصدقائهم قبل اعدائهم، بهدف الصاق التهم بالحكم البائد او بالقوات الروسية، والهدف اثارة البلبلة والفوضى في تلك لمنطقة الاستراتيجية الحساسة بالنسبة لروسيا.

ان المتضرر الابرز في انقطاع الاتصالات وفرض العقوبات هو اوربا خاصة من الناحية الاقتصادية، والامنية والسياسية ايضا، وستجد اوربا امامها حكومة اوكرانية غير شرعية وغير منتخبة صنعتها الولايات المتحدة لاهداف سياسية، تلك الحكومة غير قادرة على اتخاذ قرارات حقيقية او فعلية للتغلب على مشاكلها المتراكمة ، لن تستطيع التعايش مع العالم المتحضر والدفاع عن حقوق الانسان والحريات وتعدد الثقافات، وهو ما يضع اوربا في مأزق اخلاقي وسياسي واقتصادي.

الولايات المتحدة هدفها اشغال روسيا التي باتت القوة الوحيدة القادرة على وقف الاستغلال الاميركي والتحكم في العالم الذي تحول الى فوضى امتد من ليبيا الى العراق فافغانستان واليوم اوكرانيا.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن