لم تكن الولايات المتحدة الاميركية يوما، وسيطا نزيها في عملية السلام في الشرق الاوسط، ومنذ قيام اسرائيل بقرار سياسي غربي ، استخدمت لصالحها حق النقض الفيتو 45 مرة منها 17 مرة منذ توقيع اتفاق اوسلو للسلام في العام 1993 الذي كانت ابرز رعاته ووسطائه.
ومع تعثر العملية السلمية نتيجة عدم التزام اسرائيل ببنود الاتفاق والعمل على تغيير الوقائع على الارض اخيرا وليس آخرا، الى التنصل من حل الدولتين ووصول المتطرفين الاسرائيليين الى سده الحكم، فان الولايات المتحدة التي افشلت اي دور اممي او اوربي او دولي في العملية السلمية، تنسحب تدريجيا من العملية واصبح دورها مشرف على الدمار والفشل في فلسطين التاريجية وادارة الازمة من دون حلها، بحجة تفرغها للصراع مع روسيا والصين .
في العام 2002 تم تاسيس اللجنة الرباعية وهي لجنة دولية فوقية في عملية السلام في الصراع العربي الإسرائيلي وتشكلت من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أنشئت في مدريد عام 2002 نتيجة لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، الا ان واشنطن عملت على تحييد الوسطاء والسيطرة عليها وتهميش باقي الاعضاء خوفا من ادانة اسرائيل علما ان جميع الاعضاء وصفو بالنزاهة والتمسك بالحق باستثناء الولايات المتحدة
كان للفرق الاخرى واهمها الفريق الروسي في اللجنة موقفا مشرفا وداعما للقضايا الفلسطينية والحقوق المسلوبة وطالب بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على اراضي 67 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان.
اليوم ومع فقدان الثقة الفلسطينية بشكل اكبر بالدور الاميركي الداعم للموقف الاسرائيلي وخاصة بعد صفقة القرن التي نسفت جميع الحقوق الفلسطينية التاريخية والسياسية ، فان على الفلسطينيين بشكل خاص والعرب والدول الاسلامية عامة، المطالبة بتواجد الطرف الروسي كونها استعادت مكانتها كقوة عظمى، لاستعادة التوازن في موقف الوسطاء، خاصة بعد نجاح موسكو في عدة وساطات على المستوى الدولي والعربي منها الوساطة بين تركيا وسورية ، والملف الايراني واليمني .
