ظاهرة اذهلت العلماء.. امرأة تكتشف انها أم وخال ابنتها !

تاريخ النشر: 01 يناير 2023 - 06:58 GMT
امرأة تكتشف انها أم وخال ابنتها !

اظهرت اختبارات الحمض النووي " دي ان اي" للأم انها ايضا خالة ابنتها. وادرك العلماء ان هذه الام كانت "خيمرا بشريا".

 

تصدرت حالتا "خيمر بشري" العناوين العام المنصرم. الاولى للمغنية تايلور اليكسيس مول من كاليفورنيا، والتي اكتشفت ان لديها نوعين من الحمض النووي " دي ان اي " احدهما لها والاخر لشقيقها الذي لم يولد.

بمعنى ان ام المغنية كان في رحمها بويضتان ملقحتان من حيوانين منويين منفصلين من نفس الاب، وقامت البويضة التي ستصبح المغنية فيما بعد، بامتصاص المادة الوراثية للبويضة الاخرى بينما كانتا في مرحلة التطور.

في الميثولوجيا الاغريقية، الخيمر (Chimera)، هو وحش برأس اسد وجسد ماعز وذيل افعى. ولكن في علم الاحياء، هو الشخص المخلق من خلايا تحمل اكثر من مجموعة واحدة من الحمض النووي دي ان اي .

القضية الثانية هي لأب اكتشف ان ابنه لم يكن ابنه بل ابن توأمه الذي لم يولد، وبحيث انه كان لديه هيكلان جينيان: هيكله الجيني الخاص، والهيكل الجيني لتوأمه الذي مات داخل الرحم في المراحل الاولى من الحمل، وقد قام بامتصاص الحمولة الجينية لشقيقه التوأم ومررها الى ابنه، وهكذا اكتشف انه كان في الواقع عم ابنه، وان شقيقه غير الموجود كان الاب البيولوجي!.

في السنوات الاخيرة، تم اكتشاف المزيد والمزيد من هذه الحالات. وخلص الباحثون الى ان الخيمرات البشرية شائعة اكثر مما كانوا يتوقعون.

احدى الحالات التي اثارت اهتمام الباحثين كانت لامراة اكتشفت انها كانت ام وخال ابنتها في نفس الوقت.

وقالت جوان يونيس الباحثة المختصة باختبارات الحمض النووي " دي ان اي " في جامعة كولومبيا انه لا تتوفر معلومات حول مدى انتشار هذا الشذوذ الطبي، لكن بعد رؤية 20 حالة مثبتة حتى الان، فانها تعتقد ان هناك حالات اخرى كثيرة. 

حالة تايلور مول.. فحص دي ان اي يكشف المفاجاة

تحدثت يونيس حول هذه الحالة خلال ندوة عالمية حول تحديد هوية البشر اقيمت في واشنطن الشهر الماضي.

""في الميثولوجيا الاغريقية، الخيمر (Chimera)، هو وحش برأس اسد وجسد ماعز وذيل افعى
في الميثولوجيا الاغريقية، الخيمر (Chimera)، هو وحش برأس اسد وجسد ماعز وذيل افعى

 

وما بدأ كاختبار روتيني لتحديد نسب فتاة صغيرة تحول الى قضية شارك فيه العديد من الخبراء.

فقد اظهرت اجزاء من اختبارات تعرف باسم "اختبارات اقصاء الامومة" ان الام ليست في الواقع ام الفتاة، كما اظهرت نتائج اخرى ان اباها ليس اباها.

كما ان عينة دم الولادة جرى اختبارها على انها ذكر، وتحتوي على كروموسومي (XY) المجودة بيولوجيا لدى الذكور، وليس كروموسومي (XX) المتوقعة لدى الاناث. علما ان بعض مزدوجي الجنس لديهم كروموسوما (XY) ويطورون حالات شذوذ جنسي انثوية، لكنهم يكونون عقيمين في العادة.

تقول يونيس ان اول انطباع لديها كان ان احدهم ارتكب خطأ. وحصلت ضجة في المختبر وكان على كافة الاختبارات ان تتوقف. ولاحقا، اكتشف الفريق نتائج مطابقة عندما اعادوا الفحص باستخدام عينات الدم الاصلية. وعندما استبعد العلماء الام من المعادلة، اظهر الاختبار ان الاب هو في الواقع والد بيولوجي وان الجينات الذكورية الاخرى في النتائج لم تكن موجودة.

بعض مزدوجي الجنس لديهم كروموسوما (XY) ويطورون حالات شذوذ جنسي انثوية، لكنهم يكونون عقيمين في العادة.

اشتبهت يونيس في ان هذه كانت حالة خيمر بشري استنادا الى قضية تعود الى العام 2002. كانت حينها عضوا في فريق اعد تقريرا حول امراة في الثانية والخمسين من العمر اسمها كارين كيغان، والتي اظهرت فحوص زراعة كلية لها انها كانت خيمرا رباعية.

كانت جينات كيغان خليطا من خلايا اربع بويضات وحيوانات منوية بدلا من زوج واجد من كل منهما كما هو معتاد. وقد ورثت جيناتها من بويضتين ملقحتين منفصلتين كانتا قد انصهرتا في بويضة واحدة اثناء كانت امها حاملا، وكان كلا الجنينين يحملان كروموسوم (XX) اي انثى بيولوجيا. وذلك بحسب التقرير الذي نشر في مجلة نيو انغلاند ميدسين.

وبالنسبة للمغنية مول، فان بصمة (XY) الوراثية كانت مهيمنة في عينة دمها ولعابها، وهو ما اربك اختبارات الابوة، حيث ان خلايا شعرها وخديها اظهرتا انتشارا لكروموسوم (XX).

الخيمرية، هل اصبحت اكثر انتشارا؟

يقول عالم الامراض الوراثية روبيرت وينك ان والدة الطفل هي خيمر طبيعية. وهناك عادة اشارات خارجية قليلة تشير الى هذه الحالة، ما يتيح لها البقاء خفية وتحت الرادار الطبي.

""اختبارات الحمض النووي " دي ان اي " ربما لا تعود حاسمة في المستقبل القريب
اختبارات الحمض النووي " دي ان اي " ربما لا تعود حاسمة في المستقبل القريب

 

ورغم ان هناك عددا قليلا من الحالات المنشورة للخيمرية حتى الان، لكن التقديرات تشير الى انها ربما تكون موجودة لدى 10 بالمئة من البشر. وما يشير الى ذلك هو النتائج التي تبين ان 30 بالمئة من اختبارات الولادة الاولية تظهر علامات على توائم، مع ان طفلا واحدا يكون قد ولد. ويطلق على هذا تسمية متلازمة الطفل التوأم المختفي.

ويضيف وينك انه في حالات نادرة لا تهيمن فيها خلايا (XY) او (XX) على الاعضاء التناسلية، ويستطيع الافراد الخيمريون تطوير صفات ذكورية وانثوية ويشار اليهم باعتبارهم مزدوجي الجنس وهو امر غير عادي.

وبسبب ان الخيمريين يبدون طبيعيين وربما لا تظهر عليهم علامات عيوب تناسلية وظيفية، فان معظم الخيامر البشرية لا يتم اكتشافها.

ومن جانبه، يقول جون بتلر الباحث الزميل في "معهد ستاندردز اند تكنولوجي" ورئيس الجمعية العالمية لعلم الوراثة الشرعي، اننا قد نرى المزيد من حالات الخيمر البشري نتيجة ازدياد اعداد الاطفال الذين يولدون بتقنية الانابيب حول العالم، والتي وصلت الى 8 ملايين حالة في العقدين الماضيين.

وعادة تتم زراعة اكثر من جنين خلال علاجات الخصوبة ما يزيد من احتمالية اندماج الاجنة.

لا احد يقترح اجراء اختبارات للكشف عن الحيمريين، ولهذا لن نعرف عدد من يعيشون منهم بيننا.

وتقول يونيس انه يمكن ان يخلق الخيمريون اشكالات قانونية في اختبارات النسب، بدءا من قضايا النفقة والطلاق والاحتيال، كما حصل مع احدى السيدات، والتي كادت تفقد اطفالها بعدما اظهرت اختبارات الحمض النووي انها لم تكن امهم البيولوجية.

وبالعودة الى المغنية مول، تقول مونيس ان الفريق ايضا اجرى فحوصات دي ان اي لاثنين من ابنائها، ابن وابنة، ليروا ما اذا كانا تلقيا منها بعضا من الجينات الخيمرية.  فيما يقول بتلر ان هناك مؤشرات على ان بعض الجينات الخيمرية التي تعود لخالهما ربما انتقلت اليهما، لكن على الباحثين اجراء مزيد من الاختبارات لاستبعاد احتمالية ان تكون هذه تحورات جينية تحصل كل يوم.

وخلاصة القول هي انه لا احد يقترح اجراء اختبارات للكشف عن الحيمريين، ولهذا لن نعرف عدد من يعيشون منهم بيننا.