اليوم الاخير من الحملة الانتخابية وحظوظ اوباما ورومني متعادلة

تاريخ النشر: 05 نوفمبر 2012 - 07:36 GMT
حظوظ اوباما ورومني متعادلة
حظوظ اوباما ورومني متعادلة

ينهي باراك اوباما وميت رومني الاثنين اشهرا من حملة انتخابية مضنية قبل اقتراع الثلاثاء في الوقت الذي ظهرت فيه مشاكل في بعض مكاتب الاقتراع يمكن ان تهدد في عدد من المناطق حسن سير الانتخابات التي تشهد منافسة حامية.

وبعد اشهر من السباق ومن مئات ملايين الدولارات التي انفقت على الدعاية الانتخابية لم ينجح اي من المرشحين في التقدم على الاخر في استطلاعات الرأي. حيث تكشف استطلاعات الرأي الاربعة الكبرى التي اجريت على المستوى الوطني الاحد عن بلد منقسم اكثر من اي وقت مضى بين المرشحين.

واظهر استطلاع لمعهد بيو ان الرئيس يتقدم بنسبة 48% من نوايا التصويت مقابل 45% لمنافسه الجمهوري.

لكن ثلاثة استطلاعات اخرى نشرتها بوليتيكو وان بي سي نيوز/وول ستريت جورنال واي بي سي نيوز/واشنطن بوست لم تمنح الرئيس سوى تقدم لا يذكر مع نقطة واحدة او لا شيء.

وفي الواقع فان انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون في ايدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الاخيرة في الحملة.

وفي بعض هذه الولايات مثل اوهايو او ايوا او نيفادا فان الخارطة الانتخابية تميل لصالح باراك اوباما لكن تقدم الرئيس فيها لا يزيد الا نادرا عن هامش الخطأ. ويبقى رومني متقدما عليه بعض الشيء في ولايتي فلوريدا (جنوب شرق) وكارولاينا الشمالية (شرق) الكبيرتين.

وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة يو اس ايه توداي نتائجه الاثنين ان المرشحين متعادلان في 12 ولاية اساسية مع 48% من نوايا التصويت لكل منهما.

وفي مواجهة هذا التعادل شبه التام يدرك الفريقان ان نتيجة الانتخابات ستتوقف فقط على بضعة الاف من الاصوات التي يمكن جمعها من خلال ملايين الزيارات المنزلية والاتصالات الهاتفية التي يقوم بها متطوعو الجانبين.

الا ان صفوف الانتظار الطويلة التي لوحظت امام مكاتب التصويت المبكر في فلوريدا والشكاوى العديدة التي تقدم بها الحزب الديموقراطي خلال اليومين الماضيين في ميامي لمد ساعات الاقتراع المبكر تنذر بانتخابات عاصفة يبدو فيها كل فريق على استعداد لخوض معركة قضائية في حال ظهور اي شك في النتائج.

ويراقب محامون من ديموقراطيين وجمهوريين عن كثب مكاتب الاقتراع في اوهايو حيث تحتج عدة منظمات على معايير صحة البطاقات "المؤقتة" التي لن يتم فرزها الا اعتبارا من 17 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي. وهذا الاجراء يستخدمه الناخبون الذين لا يملكون على سبيل المثال ورقة اثبات شخصية او توجهوا الى مكتب غير مخصص لهم.

وبعد عطلة نهاية اسبوع محمومة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان لمنصب نائب الرئيس، يواصل اوباما ورومني حملتيهما الاثنين حيث سيتواجدان بفارق بضع ساعات في نفس المكان قرب كولومبوس في ولاية اوهايو الحاسمة (شمال).

وقد بدأ الرئيس يومه في ويسكنسن (شمال) قبل ان يتوجه الى اوهايو وايوا (وسط) ثم الى شيكاغو في ايلينوي (شمال) حيث ينضم الى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء الثلاثاء.

وامام عشرات الالاف من مؤيديه الاحد في ثلاثة تجمعات انتخابية تحدث اوباما عن الانجازات التي حققها منذ 2008 "حين كنا في خضم اسوأ ازمة اقتصادية منذ الانكماش الكبير".

وقال الرئيس في هوليوود بولاية فلوريدا (جنوب-شرق) "اليوم مؤسساتنا وفرت 5,5 مليون وظيفة. وصناعة السيارات تعود من جديد. واسعار العقارات ترتفع".

واضاف "الحرب في العراق انتهت، والحرب في افغانستان تنتهي. القاعدة في تراجع واسامة بن لادن مات".

ويحظى الرئيس ال44 للولايات المتحدة بدعم الرئيس ال42 بيل كلينتون الذي يتمتع بشعبية واسعة والذي قدم مساعدة قيمة لاوباما رغم المواجهة التي جرت بينهما اثناء تنافس الرئيس الحالي مع هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في 2008.

والرئيس الاسبق شارك في حوالى 30 تجمعا انتخابيا لصالح اوباما الذي لم يفوت فرصة الاشارة الى النمو الاقتصادي في عهد كلينتون ليبرر برنامجه لرفع الضرائب على الاكثر ثراء.

وذكر اوباما بانه "حين انتخب (كلينتون)، طلب من الاميركيين الاكثر ثراء دفع ضريبة اعلى بقليل من اجل خفض العجز".

واضاف "وتعلمون ان الجمهوريين في الكونغرس انذاك ومرشحا لمقعد في مجلس الشيوخ يدعى ميت رومني قالوا انذاك ان خطة بيل كلينتون ستضر بالاقتصاد وستقضي على وظائف".

ومساء الى جانب المغني ستيفي واندر في اوهايو، دعا الاميركيين الى التصويت له قائلا "لا اريد ان نتوقف، لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به".

وبالنسبة لميت رومني الهدف واضح وان كان صعب المنال بسبب نظام الاقتراع غير المباشر الذي يعطي وزنا غير متكافىء لمناطق تضم عددا كبيرا من الناخبين المترددين، حيث يتعين عليه الفوز على المرشح الديموقراطي في كل الولايات العشر الحاسمة تقريبا من اجل الوصول الى البيت الابيض.

وسيقوم ميت رومني بحملة الاثنين في اربع من هذه الولايات، فلوريدا وفرجينيا (شرق) واوهايو واخيرا في نيو هامشير (شمال شرق) في ختام جولة مرهقة.

ورسالة رومني الاخيرة ظهرت على ملصقات دعائية كبرى في تجمعاته الانتخابية كتب عليها "التغيير الحقيقي منذ اليوم الاول".

وقال صباح الاثنين بعد ليلة قصيرة في اورلاندو بولاية فلوريدا "كل الاجراءات تقريبا التي اتخذها الرئيس زادت من صعوبة الانتعاش الاقتصادي".

واضاف حاكم ماساشوسيتس السابق ان "الرئيس وعد بالتغيير لكنه لم يتمكن من تحقيقه. وانا لا اعدكم بالتغيير فقط بل سبق وانني حققته في الماضي".

من جهته رفض كيفن مادن مستشار رومني الاثنين تاكيد او نفي الشائعات التي تردد بشان امكانية توجه المرشح الجمهوري الى اوهايو الثلاثاء يوم الاقتراع.

وقال للصحافيين "سنطلعكم على البرنامج لكن حتى الان ليس لدينا ما نقوله".

وكان رومني هاجم الاحد في كليفلاند (اوهايو) التي يتنافس المرشحان على كسب اصوات ناخبيها، الرئيس الديموقراطي وقال انه "لا يتجاهل الجمهوريين فقط وانما يرفض ايضا الاستماع الى اصوات المستقلين".

ويقدر الطرفان ان التصويت المبكر الذي شمل حتى مساء الاحد حوالى 30 مليون ناخب، يصب في مصلحة كل منهما لكن لن يتم اي فرز للاصوات قبل الثلاثاء.