أكدت واشنطن الثلاثاء، ان حل الصراع في أوكرانيا سيتم بالطرق الدبلوماسية، مع تحذيرها من ان موسكو تتهيأ لحرب طويلة الأمد في هذا البلد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي "نحن بالتأكيد نعتبر أنه سيتم تسوية الأزمة من خلال عملية دبلوماسية، من خلال حل دبلوماسي".
ومن جانبها، قالت مديرة أجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز الثلاثاء، أن بوتين لن ينهي حرب أوكرانيا بعملية دونباس إذ إنه عازم على "إقامة جسر برّي إلى منطقة ترانسنيستريا" المولدافية الانفصالية.
وخلال عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، أعلن بوتين أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن "الوطن الأم" بمواجهة تهديد دولة يدعمها الغرب.
وحوّلت روسيا تركيزها في أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس التي يقاتل فيها انفصاليون منذ العام 2014، بعدما فشلت في التقدم في كييف.
بدات روسيا غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير لكن كييف تمكّنت من صد الهجوم على العاصمة وإبعاد القوات الروسية عنها.
وقالت هينز "تفيد تقييماتنا بأن بوتين يعد لنزاع مطوّل في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس".
وأضافت "يزيد الاتجاه الحالي احتمال لجوء بوتين إلى وسائل أكثر حدة بما يشمل فرض أحكام عرفية وإعادة توجيه الانتاج الصناعي أو خيارات عسكرية يحتمل أن تكون تصعيدية للحصول على الموارد التي يحتاجها لتحقيق أهدافه".
والإثنين وقّع الرئيس الاميركي جو بايدن قانونًا من شأنه تسريع إيصال الأسلحة إلى أوكرانيا إذ يفعِّل آلية تبنّاها فرانكلين روزفلت عام 1941 بهدف مساعدة أوروبا في مقاومة هتلر، ويوسع صلاحيات الرئيس الأميركي لدعم جهود الحرب في أوروبا.
ويناقش الكونغرس الاميركي الثلاثاء حزمة مساعدات بـ40 مليار دولار يتوقّع ان تقر بسهولة إذ تحظى بدعم الحزبين.
معارك لا تتوقف
ميدانيا، استمر قصف المعاقل الأوكرانية في أقصى شرق البلاد لا سيما في مدينتي سيفيرودونيتسك وليزيشاسنك. وافاد شهود بخروج قوافل من الشاحنات من سيفيرودونيتسك الإثنين.

وفي الجنوب لا تزال أعمال العنف مستمرة وليلا استُهدف ميناء أوديسا بالصواريخ، وقال مسؤولون إن نحو ألف جندي ما زالوا عالقين في مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول المدمرة.
واستهدفت أوديسا بوابل من الصواريخ دمّرت أبنية وأدت إلى احتراق مركز تجاري وأوقعت قتيلا بعد ساعات قليلة على زيارة أجراها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ايرينا فيريشتشوك الثلاثاء أن أكثر من ألف جندي أوكراني منهم مئات الجرحى لا يزالون داخل مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الجنوبية الواقعة تحت السيطرة الروسية.
ويعد المصنع آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في المدينة التي تشهد دمارا هائلا.
مؤخرا تم إجلاء مدنيين كثر من المصنع مع سعي القوات الروسية إلى بسط سيطرتها الكاملة على ماريوبول لوصلها برًا بالقرم.
والثلاثاء أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على جثث 44 مدنياً بين أنقاض مبنى دمر في آذار/مارس في مدينة إيزيوم التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا.
ضغوط متصاعدة
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية اوروسلا فون دير لايين إنها حققت "تقدما" على مسار اقتراح لحظر النفط الروسي خلال محادثات مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وأوربان أحد أقرب الأصدقاء لبوتين في أوروبا وهو يعرقل مساعي التكتل لحظر النفط الروسي، في إجراء سيكون في حال أقر أحد الأكثر إيلاما التي يقرّها الغرب.
ويبرر أوربان رفضه حظ النفط الروسي بالتداعيات الاقتصادية لخطوة كهذه على بلاده التي لا تملك منفذا بحريا.
ولاحقا أعلنت الحكومة المجرية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى محادثات مع أوربان الثلاثاء بهدف التوصل في اسرع وقت إلى اتفاق بشأن مشروع أوروبي لحظر النفط الروسي.
وكان الوزير الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون قد أعلن الثلاثاء أن اتفاقا حول حظر استيراد النفط الروسي في نهاية العام يمكن أن يتم التوصل إليه هذا الأسبوع.
والثلاثاء وجّهت دول غربية بشكل منفصل اتّهامات للسلطات الروسية بشن هجمات سيبرانية ضد شبكة للاقمار الاصطناعية قبل ساعة من بدء الغزو تمهيدا للهجوم.
أفاد تقرير جديد نشر الثلاثاء أن الأشخاص الفارين من أوكرانيا معرضون أكثر وأكثر لعمليات الاتجار بالبشر مع احتدام الحرب داعيا إلى تسجيل الضحايا وخاصة القصر غير المصحوبين.
ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى 3 أيار/مايو داخل أوكرانيا بعد أكثر من شهرين من بداية الغزو الروسي للبلد، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء.
