افادت مصادر طبية وشهود ان الاشتباكات بين انصار فتح وحماس تواصلت ليل الجمعة السبت حتى الصباح في مناطق عدة من مدينة غزة ما ادى الى وقوع ثمانية جرحى رغم التوصل الى وقف جديد لاطلاق النار مساء الجمعة.
وتوزعت الاشتباكات على احياء عدة من المدينة خصوصا قرب المقر العام للاجهزة الامنية حيث اصيب خمسة فلسطينيين بجروح صباح السبت حسب المصادر نفسها.
وتسمع في المدينة انفجارات قوية وخلت الشوارع من الحركة وسط استنفار لمقاتلي الطرفين.
كما جرح شخصان في قطاع الفنادق في غزة قرب شاطىء البحر واصيب ثالث قرب الجامعات.
وتابع المصدر نفسه ان الاشتباكات امتدت ايضا قرب مقر الامن الوقائي في حي تل الهوى في جنوب المدينة.
من جهة ثانية قام مجهولون باحراق جامعة القدس في خان يونس في جنوب قطاع غزة حسب ما افاد مصدر امني. وتعتبر هذه الجامعة مقربة من فتح.
واختبأ سكان القطاع الساحلي الضيق الذي يقيم به 1.5 مليون فلسطيني في منازلهم بدلا من الخروج لاداء صلاة الجمعة في الوقت الذي خاضت فيه قوات متنافسة موالية لفتح وحماس معارك بالبنادق والقذائف الصاروخية في الشوارع ومن فوق أسطح البنايات.
وقال شخص يدعى عرفات أبو اياد من شرفته المطلة على المباني المشتعلة "غزة تحترق".
وفي اعقاب اتصال هاتفي اجراه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع عباس ومحادثات بوساطة مصرية في غزة بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة حماس قال قائد كبير بفتح ان الجانبين اتفقا على محاولة الالتزام مجددا بوقف اطلاق النار وسحب المسلحين التابعين لهما من الشوارع.
وقال سمير المشهراوي للصحفيين في غزة ان الجانبين اتفقا على ان "يتم لقاء بينهما السبت لاستكمال الاليات للوصول الى التهدئة الشاملة."
وقال دبلوماسي فلسطيني رفيع ان عباس سيجتمع مع مشعل في مكة المكرمة بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله لاستئناف محادثات الوحدة. وقال نبيل ابو ردينة مستشار عباس ان اللقاء سيعقد يوم الثلاثاء.
ولكن في خطوة من المرجح ان تضع ضغوطا على حماس قال ابو ردينة ان الرئيس طلب من اللجنة المسؤولة عن الانتخابات الوطنية الاستعداد لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في حال عدم التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ودعا عباس في كانون الاول /ديسمبر الى اجراء انتخابات جديدة لكنه لم يحدد موعدا لذلك.
وقتل تسعة مسلحين موالين لعباس وأربعة من حماس واربعة مدنيين بينهم طفلان يوم الجمعة في اليوم الثاني من اشتباكات عنيفة في قطاع غزة انهت الهدنة التي أعلنت يوم الثلاثاء الماضي بين فتح وحركة حماس الاسلامية الحاكمة.
وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان مسلحين مجهولين اطلقوا النار ايضا على عربة تقل مسؤولين من فتح مما اسفر عن اصابة ثمانية اشخاص. وقالت مصادر امنية في الضفة الغربية ان نشطاء مجهولين اطلقوا النار على مسلح من حماس فأصابوه بجروح بالقرب من مدينة نابلس.
وقتل 23 فلسطينيا على الاقل وأصيب أكثر من 200 اخرين بجروح في الساعات الاربع والعشرين الماضية من الاقتتال الداخلي.
وبعد ساعات من اشعال مسلحي فتح النار في الجامعة الاسلامية وهي معقل لحماس هزت انفجارات حرم جامعة القدس القريبة وهي معقل لفتح. ونفت حماس تورطها في الهجوم على جامعة القدس.
وقصفت حماس ايضا قاعدة يستخدمها الحرس الرئاسي لعباس بقذائف المورتر واستولت عليها. وقالت حماس انها صادرت اسلحة في القاعدة قبل ان تضرم فيها النيران.
وقال أشرف رزيق (22 عاما) الذي يعيش في بناية قرب الجامعة الاسلامية ان لا أحد يشعر بالامان. وأضاف ان غزة تحولت الى مدينة أشباح ولا احد في الشوارع وليس هناك شيء سوى الخوف.
ومنذ توليها مقاليد الحكم في اذار/ مارس تجد حماس صعوبة في ادارة الحكومة تحت وطأة عقوبات فرضت عليها بمساندة الولايات المتحدة لرفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل.
الرباعية
وفي الغضون، ادانت الحكومة الفلسطينية برئاسة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط يوم الجمعة متهمة اياها بتنفيذ اوامر واشنطن وبمعاقبة الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ان هذا الموقف لا يسهم في احلال الامن والاستقرار والهدوء في المنطقة ولكنها يسهم في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية ان نتائج هذا الاجتماع كانت مماثلة تماما للموقف الاميركي الذي فرض حصارا على الشعب الفلسطيني وان هذه النتائج كانت مخيبة لامال الشعب الفلسطيني.
ولكن الحكومة الفلسطينية اشادت بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال ان من الضروري العمل مع حماس.
وقال البيان ان الحكومة الفلسطينية تشيد بالموقف الروسي الذي ترى انه يسير في الاتجاه الصحيح.
وتضم المجموعة الرباعية الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة.
وأيدت المجموعة الرباعية في اجتماع لها بواشنطن يوم الجمعة جهودا امريكية لاستئناف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية ولكنها اعربت عن قلقها العميق بشأن اعمال العنف بين الفلسطينيين والتي تهدد بتقويض هذه الجهود.
وظهرت ايضا انقسامات في المجموعة فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الرامية الى عزل الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس وسوريا حيث قالت روسيا ان عدم التعامل معهما "سيأتي بنتائج عكسية".
وتبذل الولايات المتحدة جهودا جديدة من اجل عملية السلام في وقت اصبحت فيه حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تعاني من الضعف فيما تحول الصراع على السلطة بين رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية والرئيس محمود عباس الى اشتباكات في الشوارع بين قواتهما.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان تلاه نيابة عن رباعي الوساطة الذي يضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة "يعبر الرباعي عن قلقه العميق ازاء العنف بين الفلسطينيين ويدعو الى احترام القانون والنظام."
وقالت رايس عن العنف "من الضروري ان يتوقف" لكنها جادلت بانه ينبغي الا يعيق العمل نحو التوصل الى اتفاق سلام اوسع قد يؤدي في يوم ما الى اقامة دولة فلسطينية. وتعتزم رايس الاجتماع مع اولمرت وعباس قريبا لتحديد كيفية تنسيق الجهود بشأن السلام.
وأكدت المجموعة حظرا دوليا فرض قبل عام على المساعدات للحكومة التي تقودها حماس ما لم تنبذ العنف وتعترف باسرائيل وتحترم اتفاقات السلام السابقة.
غير انها قالت انه لابد من تطوير الية مؤقتة انشأها الاوروبيون العام الماضي لتوصيل المساعدات الى الفلسطينيين مع تجنب حماس .ولا تساهم الولايات المتحدة في هذا الصندوق.
واعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تشككه القوي في هذه المقاطعة وقال ان من الضروي العمل مع سوريا وحماس ايضا التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية.
وقال لافروف من خلال مترجم "لا اعتقد ان هذا سيحل هذه المشكلة مثل اي مشكلة موجودة في العالم لا يمكن ان تحلها من خلال المقاطعة والعزل."
واستبعدت رايس اشارات بان سوريا قد تعمل كوسيط قائلة "اعتقد ان سوريا تعرف ما يتعين عليها القيام به لتكون قوة تساعد على الاستقرار."
وفي وقت لاحق سخر مسؤول كبير في الادارة الاميركية من اراء روسيا بشأن اجراء محادثات مع سوريا وبشأن المقاطعة قائلا ان روسيا لم ترسل سوى عشرة ملايين دولار لمساعدة الفلسطينيين خلال السنة المنصرمة بأي شكل.
ورفض ايضا اشارات لافروف الى ان اتصالات روسيا مع كل من حماس وسوريا كانت مفيدة. وقال المسؤول الاميركي الذي طلب عدم نشر اسمه "يصعب القول انه تمت ممارسة تأثير ايجابي."
وحث محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني وأحد قادة حماس المجموعة الرباعية في رسالة بعث بها اليها على الدخول في محادثات مع الحكومة الفلسطينية لمحاولة انهاء الاقتتال الداخلي.
وتعمل الولايات المتحدة على تقوية عباس في مواجهة معارضة من حماس وتريد الحصول على مساعدة الرباعي في هذا المسعى لا سيما في تعزيز قوات الامن التابعة للرئيس الفلسطيني والتي تساعد واشنطن في تدريبها وتزويدها بالعتاد.
ولم تسفر حتى الان اتفاقات الهدنة أو المحادثات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تستطيع اقناع الغرب باستئناف المساعدات التي جمدها بعد الانتخابات العام الماضي عن تحقيق اي نجاح لكن جهود التهدئة استؤنفت يوم الجمعة.