الميلشيات الشيعية في العراق..عنف وتطرف وأهداف غامضة

تاريخ النشر: 16 مايو 2017 - 09:22 GMT
يستحيل الحديث عن المشهد السياسي في العراق دون التطرق إلى الميلشيات الشيعية
يستحيل الحديث عن المشهد السياسي في العراق دون التطرق إلى الميلشيات الشيعية

بالتوازي مع تحولات السلطة في العراق، ومع تشكل وتفكك تحالفات بين معركة وأخرى، كتب الكثير عن المخاطر والتهديدات التي تمثلها الميليشيات الشيعية في إطار الأحداث الجارية هناك. ولكن تبقى أهداف تلك الميليشيات وكيفية ظهورها في العراق مغطاة بستار من الغموض.

وفي مسعى لمعرفة المزيد عن تلك الميلشيات زار العراق، مؤخراً، رانج علاء الدين، زميل زائر في معهد بروكينغز، وجلس مع زميلته الباحثة سامية عطية لمناقشة تلك القضية وفق تقرير لموقع 24 الاماراتي 

وبرأي الباحثين، يستحيل الحديث عن المشهد السياسي في العراق دون التطرق إلى الميلشيات الشيعية، وإن يكن الأمر لم يكن بهذا الشكل دائماً.

نتاج فقر وقمع
واستنتج علاء الدين وعطية أن الميلشيات الشيعية نتاج فقر مدقع وسياسات وحشية اتبعها نظام البعث في العراق إبان التسعينيات، والفوضى والعنف في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003. فقد تطورت في التسيعينيات، الآراء السياسية التي تشكل اليوم فكر المجموعات الشيعية، عندما اندلعت الانتفاضة الشيعية في 1991، ومن ثم أخمدت بوحشية عندما اجتاح صدام حسين المناطق الشيعية.

عنف وراديكالية
ويشير الباحثان إلى أنه، وبكل بساطة، أصبح نشطاء الأمس زعماء الميلشيات الشيعية اليوم. وعلى خلاف النظرة الإصلاحية الفكرية للنشطاء الشيعة الذين أسسوا حزب الدعوة الإسلامية في الخمسينيات (أول حركة شيعية إسلامية اجتماعية ـ سياسية معاصرة)، أصبحت الحركات الشيعية العراقية أكثر عنفاً وراديكالية وطائفية في ظل نظام البعث. وتركزت أهدافهم على تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية، مع الإشارة للمظالم الطائفية، والسعي للقضاء على الفقر بين السكان الشيعة.

فصائل مختلفة
ويلفت علاء الدين وعطية لتشكل الميلشيات الشيعية حالياً من مختلف الفصائل ذات الهويات المستقلة رغم تكونها من حركة جامعة. وتتحد هذه الحركة في التعبير عن مظالمها وشعورها بأن الشيعية ضحايا ومستهدفين. وتسعى تلك الحركة لمنع عودة البعث (في صورة داعش وفق رأي زعماء الحركة)، وللإبقاء على النظام السياسي الذي تشكل بعد 2003، وحيث تسلم الشيعة الحكم والسلطة في العراق.

تمكين
ولتوضيح كيفية تمكن الميليشيات الشعية من بسط نفوذها وسلطتها في العراق، يقول علاء الدين، إن السلطة في العراق حاولت، خلال العقد الماضي، مقاومة تلك الميلشيات. ولكن الفراغ الأمني الذي أعقب ظهور داعش قوّى من عضد الميليشيات التي كانت موجودة من قبل. وقد يكون لذلك تبعات بعيدة المدى على الدولة العراقية وعلى النسيج الاجتماعي العرقي خلال السنوات المقبلة.

مجموعات انتهازية
ويمضي علاء الدين للتأكيد أنه فيما كانت تلك المجموعات إجرامية انتهازية، أصبحت اليوم أطرافأً فاعلة في مؤسسات الدولة العراقية، ومعظمها لا يراعي حقوق الإنسان ولا الأعراف الدولية.

ويلفت الباحث إلى تكرار هذه الحالة في عدد من مناطق الصراع حول العالم، وحيث تسارع مجموعات مسلحة لملء فراغ السلطة الذي يعقب انهيار الدولة، ما يقود لنتائج كارثية على الاستقرار وعمليات إعادة البناء.

عناصر ضارة
ويشير الباحثان لكون تلك الميليشيات قد تحظى بدعم شعبي، وشرعية، فإن وجودها وسلوكها وأهدافها تقوض الاستقرار والإدارة الرشيدة، وتضرّ بالعيش المشترك والمصالحة. وإن الميلشيات الشيعية أقل ميلاً وتأهيلاً للمشاركة في ممارسة السلطة وفق أسلوبهم في العمل في مجالات الصراع المسلح، واقتصاد السوق السوداء.