دعا المفوض العام للأونروا، فيليبو جراندي، المجتمع الدولي وأطراف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى "اغتنام الفرصة" التي أتاحها ما سماه "هذا التصعيد المأساوي ومعالجة المشكلات الحقيقية التي تكمن في أساس الأزمة". ودعا جراندي، مخاطباً اللجنة الاستشارية للأونروا، إلى رفع "الحصار الإسرائيلي غير المشروع من جميع جوانبه – المعابر، ومناطق الصيد، والواردات، والصادرات – على أن تقدم جميع الأطراف وتحصل على الضمانات المناسبة بخصوص أمن جميع المدنيين".
وأقر السيد جراندي بأن معالجة الأسباب الجذرية "تتطلب القيام بعمل سياسي مختلف، بما في ذلك تعزيز ودعم الوحدة الفلسطينية واستدامتها. ولكن التقاعس عن التصرف الآن ستكون له عواقب وخيمة. والخطر الأكبر يكمن في العودة إلى إبقاء الوضع كما كان عليه في السابق، والرجوع بغزة من جديد إلى الظروف الأشبه بالسجن. فإن حدث ذلك، ستكون مجرد مسألة وقت إلى أن يندلع العنف من جديد".
وأضاف أن الأزمة في غزة "تتعلق بعدم التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني بمفهومه الأوسع، بما يشمل الضفة الغربية، وبما في ذلك القدس الشرقية".
كما استعرض السيد جراندي مع أعضاء اللجنة الاستشارية الأزمة في سوريا، مشيراً إلى أن "بواعث القلق بخصوص رفاه نصف المليون لاجئ فلسطيني قد تنامت. لقد حاولت الغالبية العظمى من الفلسطينيين في سوريا الحفاظ على موقف الحياد الذي كان يحميهم في السابق". ولكن السيد جراندي نبه إلى "أننا نلحظ جهوداً صريحة لمحاولة جرهم إلى النزاع. وبالتالي لم يكن من الصعب تصور أنهم سيتحولون إلى أهداف للهجمات بشكل متزايد – في خضم وضع أصبح فيه قتل المدنيين واختطافهم، وتدمير منازلهم، وانتشار الخوف بشكل واسع أمراً شائعاً لدرجة أنه لم يعد يحتل عناوين الأخبار".
وأضاف قائلاً: "إن استراتيجية الأونروا في سوريا، كما هي في غزة، البقاء هناك، والمحافظة على الخدمات، وتلبية الاحتياجات الطارئة المتصاعدة بقدر ما يمكننا ذلك. تمتلك الأونروا قدرات تشغيلية مثبتة من خلال طاقات طواقمها وبنيتها التحتية القائمة، وستواصل بناء قدرة الفلسطينيين على التحمل والصمود من خلال الاستمرار بتزويدهم بخدمات التعليم والصحة والإغاثة، وتلبية احتياجاتهم الطارئة للغذاء واللوازم، وخاصة خلال فصل الشتاء، ومساعدتهم في إصلاح مساكنهم".
وفيما يتعلق بمسألة فترة ولايته كمفوض عام، أعلم السيد جراندي العاملين في الأونروا أن الأمين العام قرر أن يمدد وجوده في هذا الموقع لسنة واحدة أخرى، حتى 20 كانون الثاني/يناير 2014، من أجل ضمان الاستقرار في قيادة الأونروا في هذا الوقت المحفوف بالتحديات السياسية العسيرة والاضطراب وتقلب الأوضاع في المنطقة.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل لمحنتهم.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير والمساعدة الطارئة. لم تواكب التبرعات المالية للأونروا مستوى الطلب المتزايد على الخدمات والذي تسبب به العدد المتزايد للاجئين المسجلين والحاجة المتنامية والفقر المتفاقم. ونتيجة لذلك، فإن الموازنة العامة للوكالة والتي تعمل على دعم الأنشطة الرئيسة لها والتي تعتمد على التبرعات الطوعية بنسبة 97% قد بدأت في كل عام وهي تعاني من عجز متوقع كبير. حاليا، يبلغ العجز المالي في الموازنة العامة 21 مليون دولار.
جراندي يدعو إلى اغتنام فرصة وقف إطلاق النار في غزة