المعارضة تطالب بتدخل عاجل وبان يدعو الاسد للتحرك فورا بشأن مقترحات عنان

تاريخ النشر: 12 مارس 2012 - 06:34 GMT
كلينتون ونظيرها البريطاني وليام هيج (إلى اليسار) في اجتماع مجلس الامن بنيويورك
كلينتون ونظيرها البريطاني وليام هيج (إلى اليسار) في اجتماع مجلس الامن بنيويورك

دعت المعارضة السورية الى "تدخل عسكري عربي ودولي عاجل" في سوريا، فيما حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد على التحرك فورا بشأن مقترحات للسلام قدمها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا.
وجاء في بيان للمجلس الوطني السوري المعارض تلاه عضو المجلس جورج صبرا في اسطنبول "نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين، وبممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددين بحياتهم وبوجودهم، وبحظر جوي كامل على كافة الاراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح، وبضرب آلة القتل والتدمير وتعطليها عن العمل".
كما طالب البيان ايضا ب"عمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري في الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياجها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد كافة مكونات الشعب السوري، وبدور فوري في الاطار العربي الدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر".
ودعا المجلس الوطني ايضا الى "عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث هذه المجازر واتخاذ ما يلزم لمعالجتها وضمان عدم تكرارها وبلجنة تحقيق دولية خاصة بالمجازر الجارية لشعبنا السوري".
من جهته قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون "ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل".
واضاف غليون "لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلا اجراء جديا وعمليا وفعليا من اجل وقف هذا العنف، ان لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سوريا".
واعتبر اخيرا ان "سوريا مقبلة على مرحلة خطيرة جدا اذا استمر هذا العنف".
مقترحات للسلام
الى ذلك، حث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين على التحرك خلال " الايام القليلة القادمة" بشأن مقترحات للسلام قدمها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا.
وقال بان في اجتماع خاص لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن انتفاضات الربيع العربي "لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدلا من ذلك عرضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة."
وأضاف "هذه العمليات المخزية مستمرة."
واندلعت الانتفاضة ضد الاسد قبل نحو عام. وتقدر الامم المتحدة أن قوات الامن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة. وقالت الحكومة في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة.
واتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الرئيس السوري يوم الاثنين بشن هجمات عسكرية جديدة أثناء اجتماعه مع عنان في مطلع الاسبوع.
وقالت كلينتون لمجلس الامن الدولي "يالها من سخرية.. حتى في الوقت الذي كان فيه الاسد يستقبل الامين العام السابق (للامم المتحدة) كوفي عنان كان الجيش السوري يشن هجوما جديدا على ادلب ويواصل عدوانه في حماة وحمص والرستن."
وقال الاسد بعد اجتماعه مع عنان يوم السبت ان الحوار مع المعارضة المسلحة لن ينجح بينما تواصل الجماعات "الارهابية" زعزعة الاستقرار.
وانتقدت كلينتون روسيا والصين اللتين طالبتا أعضاء مجلس الامن بتحميل الحكومة والمعارضة مسؤولية متكافئة عن العنف وهو موقف ترفضه القوى الغربية.
وقالت كلينتون "نرفض أي مساواة بين عمليات القتل المتعمدة على يد الالة العسكرية الحكومية وأفعال مدنيين محاصرين اضطروا للدفاع عن أنفسهم."
وصوتت روسيا والصين مرتين لمنع صدور قرار من مجلس الامن يدين سوريا بسبب الحملة التي تشنها ضد المدنيين. وصاغت الولايات المتحدة مسودة قرار ثالثة لمجلس الامن تحث على انهاء العنف في سوريا والسماح بدخول منظمات المساعدات الانسانية لكن واشنطن وباريس تقولان ان من غير المرجح التوصل الى اتفاق بشأنها بين الاعضاء الذين يتمتعون بالعضوية الدائمة في المجلس.
وكرر وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف شكاوى موسكو بشأن عمليات حلف الاطلسي في ليبيا حيث تقول روسيا ان الحلف تجاوز التفويض الممنوح له لحماية المدنيين العام الماضي ليدعم المعارضين الذين اطاحوا بمعمر القذافي.
لكن لافروف قال لمجلس الامن الدولي "لا يزال الامر مبعثا لقلق روسيا البالغ والمجتمع الدولي بأسره."
ولم ترسل الصين وزير خارجيتها لحضور الاجتماع لكن سفيرها لدى الامم المتحدة أوضح أن بلاده لديها تحفظات بشأن تحرك المجلس ضد دمشق.
وقال السفير لي باو دونغ "تعارض الصين اي تدخل في الشؤون الداخلية باسم المساعدة الانسانية."
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لمجلس الامن "من غير المقبول ان يمنع مجلسنا من تحمل هذه المسؤوليات." وأضاف "أدعو الصين وروسيا الى الاضطلاع بمسؤولياتهما."
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي كان يترأس الاجتماع لان بريطانيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن هذا الشهر ان المجلس لم ينهض بمسؤولياته نحو شعب سوريا.
وقال هيج للمجلس المكون من 15 عضوا "الوضع في سوريا يلقي بظلال كثيفة على هذا النقاش." وأضاف "في عيون الغالبية العظمى من العالم فشل هذا المجلس حتى الان في النهوض بمسؤولياته نحو الشعب السوري."
وحذر جوبيه الاسد من أنه هو وحكومته سيواجهان يوما يحاسبون فيه على "الجرائم".