انسحب منشق بارز ومندوبون أكراد من اجتماع لجماعات المعارضة السورية يوم الثلاثاء وقالوا ان آرائهم لا تؤخذ بعين الاعتبار ما ألقى بظلاله على الاجتماع الذي كان يهدف لإظهار ان بامكانهم التوحد لتشكيل بديل للرئيس بشار الاسد .
ودعت تركيا وقطر التي تتولى الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية الجماعات المعارضة لحضور المحادثات في محاولة لتشكيل جبهة موحدة في الانتفاضة ضد الأسد.
وهيمنت الانتقادات للطريقة التي يدار بها المجلس الوطني السوري ولنفوذ جماعة الاخوان المسلمين على أكثر من 300 من الشخصيات المعارضة التي شاركت في اجتماع في فندق بضاحية بنديك في الجانب الواقع في قارة آسيا من المدينة.
وعبرت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري التي تحدثت على هامش الاجتماع الذي هيمنت عليه الانقسامات الداخلية عن تأييده لخطة للسلام ووقف اطلاق النار طرحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان ما دامت ستؤدي الى تنحية الرئيس بشار الاسد.
وقالت قضماني "هذا بالنسبة لنا موقف لا يمكن ان يتغير لان الاف السوريين قتلوا من آجله."
وقالت حكومة الأسد يوم الثلاثاء انها قبلت خطة عنان لكن أعضاء آخرين في المجلس الوطني السوري رفضوا تصريحات الاسد.
وقال اديب الشيشكلي ان الاسد يحاول كسب الوقت وهذا يعني مزيدا من القتل. وأضاف انه في كل ساعة يسقط خمسة قتلى ولذلك فان الوقت هو الحياة حقا.
وقال هاليت جيليك المسؤول بوزارة الخارجية التركية في الكلمة الافتتاحة انه لا يوجد بديل لرحيل نظام الاسد وعبر عن تأييده للمجلس الوطني السوري كمنبر لمختلف أطياف المعارضة.
لكن بعد ذلك بوقت قصير انسحب هيثم المالح وهو شخصية معارضة تحظى باحترام كبير من قاعة الاجتماعات بعد أن عرض برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري خطة عمل تدعو الى تعزيز الوحدة.
وقال المالح وهو قاض سابق في الثمانينات من العمر وسجن في عهد الاسد ووالده حافظ الاسد وانسحب من المجلس الوطني السوري في الشهر الماضي لرويترز انه يريد ان يرى المجلس يتصرف بطريقة ديمقراطية وانهم حتى الان يتصرفون مثل حزب البعث الحاكم.
وانسحب ممثلو اكراد سوريا قائلين ان المجلس الوطني السوري فشل في التعامل بوضوح مع آمال الاكراد في ان تكون لهم منطقة تتمتع بحكم ذاتي في سوريا بعد الاسد.
وقال عبد الحكيم بشار من المجلس الوطني الكردي انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق الان فان هذه القضايا ستصبح أكثر تعقيدا بعد رحيل النظام.
واضاف انهم يخشون من نشوب حرب بين الفصائل السورية ولذلك يفضلون التوصل الى اتفاق الان لتجنب ذلك. وتابع ان سوريا يجب ان تكون لجميع السوريين دون تمييز.
وأذكى تشرذم المعارضة مخاوف من احتمال انزلاق سوريا الى حرب أهلية وهو ما ترك حكومات كانت ستسعد بسقوط الاسد متحيرة بشأن كيفية الخروج من المأزق ببديل مقبول له.
وتستضيف تركيا في الاول من أبريل نيسان اجتماع وزراء خارجية مجموعة "أصدقاء سوريا" التي تتألف اساسا من حكومات غربية وعربية لمحاولة الاتفاق على اجراءات لاقناع الاسد بسحب قواته الامنية والسماح بدخول المساعدات الانسانية الى البلاد وبدء عملية انتقال سياسي.
وستحضر شخصيات معارضة بارزة الاجتماع.
وليس تشرذم المعارضة في سوريا مفاجئا نظرا لهيمنة عائلة الاسد على الحياة السياسية منذ 42 عاما.
وخشية انهيار الاجتماع أقنع المضيفون الاتراك اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري بقبول الدعوات للتغيير وفقا لموقعين على اتفاق يقر اعادة هيكلة المجلس واجراء تغييرات في شخصياته الرئيسية.
وقال غليون رئيس المجلس وهو اكاديمي يقيم في باريس انه سيجتمع مع كل كتل المعارضة يوم الاربعاء بعد انتهاء المؤتمر الذي استمر يوما واحدا.
وكان غليون قد شرح في وقت سابق خطة عمل المجلس الوطني السوري التي شملت زيادة المساندة الدولية ودعم الاحتجاجات السلمية والدعوة الى ضرورة المساعدة في تنظيم وتسليح الجيش السوري الحر وجمع التبرعات لدفع أجور للمقاتلين.
كما دعا غليون الى تبني "قسم وطني" تلتزم فيه كل جماعات المعارضة ببناء دولة ديمقراطية دون النزوع الى الثأر والسعي لتحقيق المصالحة الوطنية فور اسقاط الاسد.
وقال دبلوماسي تابع الاجتماع "على المجلس التنفيذي ان يفعل شيئا ليظهر انه يستمع الى الناس. هناك شعور بأنه ليس ديمقراطيا ولا شفافا بالقدر المناسب."