اختارت المعارضة اليمنية رئيس المجلس الوطني محمد سالم باسندوة مرشحا لها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني، بعد مشاورات مطولة أجرتها وستقدم الاسم رسميا لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي السبت ليتم إصدار قرار بتشكيل الحكومة.
وقال مصدر يمني معارض ليونايتد برس انترناشونال إن هادي سيصدر مرسوماً بتشكيل الحكومة كما سيدعو لانتخابات مبكرة، في غضون 90 يوماً وفقاً للمبادرة الخليجية التي وقعت عليها الأطراف السياسية اليمنية الأربعاء الماضي في السعودية.
وأشار المصدر إلى أن عجلة التسوية السياسية في اليمن دارت بعد ثلاثة أيام على نقل الرئيس علي عبدالله صالح سلطاته إلى نائبه أدي، باختيار المعارضة مرشحها ليرأس حكومة الوفاق الوطني.
وسيتضمن قرار نائب الرئيس اليمني المتوقع صدوره السبت تكليف باسندوة بتشكيل الحكومة بالتساوي بين المعارضة وحلفائها وحزب المؤتمر الشعبي العام، على أن يتم الإعلان عن التشكيلة النهائية خلال أسبوعين من يوم صدور المرسوم الرئاسي.
ويرى مراقبون يمنيون انه على الرغم من توقيع الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، إلا أن استمرار التوتر العسكري القائم على الأرض في مختلف المدن اليمنية بين الموالاة والمعارضة من شأنه مفاقمة الاوضاع.
من جانبه أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي استمرار الرئيس اليمني على عبد الله صالح في القيام بدور سياسي في البلاد بعد تخليه عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية.
وقال القربي في حوار مع صحيفة "الحياة " اللندنية الصادرة اليوم السبت: "نظام علي عبدالله صالح لم يرحل عن اليمن، وصالح لن يرحل، بل سيظل يمنياً له الحق في البقاء، ولعب دور سياسي من خلال المؤتمر الشعبي العام".
واستطرد: "نحن في اليمن فخورون بأننا أخرجنا البلاد بحلول تختلف عما جرى في مصر أو تونس أو حتى ليبيا التي ألقت بظلالها علينا"، مؤكداً أنه لن يترشح لرئاسة اليمن، وأنه أدى واجباته تجاه وطنه.
واتهم القربي وسائل الإعلام القطرية بالتدخل في الشأن اليمني وتشويه صورته، غير انه قال: "قطر لها علاقات مميزة معنا منذ عقود، ونتمنى أن تعود كما كانت في السابق، وأن تتسم وسائلها الإعلامية التي أساءت إلى العلاقات مع اليمن بالصدق والموضوعية".
وأكد وزير الخارجية اليمني أن الشعوب العربية تعاني من الإحباط، وترغب في التغيير نحو الأفضل، وأضاف: "العالم العربي متخلف كثيراً، والشعوب ترى العالم يتقدم للأمام، وهي ثابتة لا تتحرك من مكانها، على رغم ثرواتها الكبيرة الموجودة".
وحول مخاوفه من التدخل الإيراني في شؤون بلاده قال: "المخاوف ليست من إيران فقط، لأن هناك أطرافاً عدة تريد التدخل في شؤون اليمن، وإيران في علاقتنا معها نؤكد عليها دوماً ألا تتدخل في شؤون الدول العربية وخصوصيات هذه الدول، وأن تكون جزءاً من الحل وليس من المشكلة".
كان الرئيس اليمني صالح قد وقع مع المعارضة اليمنية على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية الاربعاء الماضي.
وبموجب الاتفاق سيجري نقل سلطات الرئيس اليمني إلى نائبه على أن يظل رئيسا شرفيا للبلاد لمدة تسعين يوما حتى يجري اختيار رئيس جديد لليمن. ويتضمن الاتفاق أيضا منح صالح حصانة من الملاحقة القضائية، وهو البند الذي يلقى اعتراضات واسعة داخل اليمن.