أعربت المتحدثة باسم فريق المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة الأربعاء، عن القلق حيال الإقتتال واستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات في مدينة حلب شمال البلاد، مؤكدة إستخدام المعارضة المسلّحة سلاح الدبابات في القتال.
وقالت غوشة ليونايتد برس إنترناشونال الاربعاء، "قلقون جداً حيال لتطورات الخطيرة التي حصلت خلال 72 ساعة في مدينة حلب، وتزايد العنف بشكل كبير في مناطق شمال شرق مدينة حلب ومنها أحياء صلاح الدين وباب الحديد".
وأشارت الى أن فريق المراقبين الموجود في مدينة حلب "شاهَدَ تبادل إطلاق النار وقصف وانفجارات واستخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة والمدفعية، ولأول مرة إطلاق نار من طائرات حربية".
وأضافت "اليوم لدينا تأكيدات بأن قوى المعارضة تستخدم أسلحة بما فيها الدبابات، وأن هناك تقارير عن عدد كبير من الضحايا واللاجئين الى مناطق أخرى والى المدارس والملاجئ والأبنية الحكومية.. نحن قلقون على وجود مدنيين تحت القصف".
وطالبت المتحدثة باسم فريق المراقبين الدوليين جميع الأطراف المتصارعة في حلب "الى إحترام الواجبات الإنسانية التي يجب أن تُحترم تحت القانون الدولي لحماية المدنيين، والتفرقة بين المدينين والمقاتلين"، مطالبة بـ"ضبط النفس والإنتقال من عقلية الإقتتال والمعركة الى عقلية الحوار".
وحول إمكانية زيارة قائد فريق المراقبين الجنرال بابكر غاي الى مدينة حلب، قالت غوشه إن "حلب تشهد مواجهات ومعارك، ونحن مراقبون عسكريون غير مسلّحين.. لا يمكن القيام بهذه الزيارة حالياً، لدينا فريق ونحن نثق بمراقبينا الذين يعملون في حلب".
وتشهد سوريا منذ 15 آذار/ مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين قوى مسلّحة وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.
وفيما تتهم المعارضة الحكومة بأنها تقصف البلدات وتقتل من تصفهم بـ"المتظاهرين السلميين"، تقول السلطات السورية إنها تخوض حرباً مع من تصفهم بـ"المجموعات الإرهابية المسلّحة" التي تقول إنها مدعومة من الخارج، وتتحدث عن إستقدام المعارضة آلاف المقاتلين العرب والأجانب من أصحاب الخلفيات الأصولية للمشاركة في القتال.
مقار المخابرات في حلب هي الهدف المقبل للجيش السوري الحر
يسعى المقاتلون المعارضون إلى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب شمال سوريا، وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة، بحسب ما افاد احد قادة الجيش السوري الحر العميد عبد الناصر فرزات مراسل فرانس برس بالقرب من حلب.
ووصف فرزات سيطرة عناصر الجيش الحر الثلاثاء على ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحية وحي هنانو بانه "نصر صغير" يرفع المعنويات.
لكنه شدد على ان "الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على فروع المخابرات"، موضحا انه "في حال سقوط هذه المقرات فان النصر يصبح ممكنا".
وكان مراسل فرانس برس الى المنطقة شهد الثلاثاء سيطرة الجيش الحر على مركز الشرطة في صالحين، وهو الاكبر جنوب الوسط التجاري للمدينة.
وقتل خلال المواجهات عميد من القوات النظامية عرف عنه مشاركته في القمع الدموي للتظاهرات التي تشهدها سوريا منذ نحو 16 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
واحتدمت حدة المعارك في حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد، بشكل خاص منذ 20 تموز/ يوليو حين بدا كل من الجيش الحر والجيش النظامي بارسال تعزيزات الى المدينة لخوض معركة يعتبرها الطرفان مصيرية وقد تستمر لاسابيع، بحسب مصدر امني في دمشق.