صبت المعارضة الاسرائيلية الجمعة، غضبها على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية اتفاق السعودية وايران على استئناف علاقاتهما، والذي اعتبرت انه يمثل فشلا ذريعا على صعيد السياسية الخارجية للحكومة الاكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية.
وقال زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد ان الاتفاق "يجرد اسرائيل من جدارها الدفاعي الاقليمي ضد ايران"، مضيفا انه كذلك "يعكس فشلا كاملا وخطيرا للسياسة الخارجية للحكومة الاسرائيلية".
واعرب سياسيون اسرائيليون عن قلقهم ازاء هذا التطور، معتبرين انه يصب ماء باردا على جهود نتنياهو لتطبيع العلاقات مع السعودية في اطار "اتفاقات ابراهام" التي تستهدف إنشاء تحالف إقليمي ضد إيران.
ولطالما اعتبرت اسرائيل ان تعزيز علاقاتها مع دول الخليج سيشكل حافزا للسعودية من اجل اللحاق بالركب واقامة علاقات مع الدولة العبرية.
واعتبر لابيد "هذا ما يحصل عندما يتعاطى الشخص طيلة اليوم مع الجنون القانوني بدلا من القيام بعمله ضد ايران وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة".
ويشير زعيم المعارضة الاسرائيلية بذلك الى مساعي حكومة نتنياهو لادخل تعديلات على النظام القضائي من شانها الحد من صلاحيات المحكمة العليا في التدخل في القوانين، كما تعطي الحكومة صلاحيات اوسع في تعيين القضاة.
وينظر الى تلك التعديلات من احد جوانبها باعتبارها تهدف الى حماية نتنياهو من الدخول الى السجن في حال ادانته في قضايا الفساد التي يواجهها امام المحاكم حاليا.
"ضربة قاتلة"
ومن جانبه، وصف رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق نفتالي بينيت الاتفاق السعودي الايراني بانه "تطور جدي وخطير على اسرائيل"، فضلا عن انه يمثل "نصرا سياسيا لايران".
وقال بينيت ان الاتفاق يمثل "ضربة قاتلة للجهود الرامية الى بناء تحالف اقليمي ضد ايران"، وكذلك "فشلا ذريعا لحكومة نتنياهو، وهو ناجم عن المزاوجة بين الجهل السياسي وضعف البلاد والصراع الداخلي".
وعلى صعيده، فقد القى مسؤول رفيع في الحكومة الاسرائيلية بالمسؤولية على الحكومة السابقة بقيادة لابيد وبينيت، والتي قال ان المحادثات بين السعودية وايران كانت بدأت في عهدها.
واعلنت السعودية وايران الجمعة، انهما توصلا خلال مفاوضات في الصين الى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ منذ نحو سبع سنوات، وكذلك اعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة شهرين..
وقال البلدان في بيان مشترك نشرته وكالتا الانباء السعودية والايرانية الرسميتين انه تم التوصل خلال المحادثات بينهما الى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح بعثاتهما وخصوصا السفارتان في غضون شهرين.
