المستوطنون سيخلون بؤرة جبل صبيح لصالح تحويلها مدرسة دينية عسكرية

تاريخ النشر: 30 يونيو 2021 - 08:01 GMT
ارشيف

قالت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية الاربعاء، ان قادة المستوطنين وافقوا على تسوية سيجري بمقتضاها اخلاء البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في قرية بيتا قرب نابلس، لصالح إقامة مدرسة دينية عسكرية في المكان.

ووافقت عائلات المستوطنين التي تسكن البؤرة الاستيطانية "إفياتار" المقامة فوق جبل صبيح على أراضي أهالي بلدة بيتا قضاء نابلس، على تأجيل إقامة مدرسة دينية عسكرية في الموقع لحين تسوية الأراضي وتبيض البؤرة الاستيطانية.

وقال رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات، يوسي دغان، إن "المخطط المتفق عليه ليس الخطوط الأساسية لأحلامنا، لكن كل طرف قدم تنازلات من أجل وحدة إسرائيل".

وحسب خطة "التسوية" التي تقضي إخلاء البؤرة الاستيطانية التي أقيمت في شهر شباط/فبراير الماضي، وتقطنها 50 عائلة من المستوطنين، ستتم عملية الإخلاء بالتوافق ودون أي معارضة للمستوطنين الذين سيغادرون الموقع حتى نهاية الأسبوع الجاري.

ويتضح من "التسوية" أنه لن يتم هدم المنشآت والوحدات الاستيطانية في الموقع، وبعض البيوت الاستيطانية سوف يسكنها 30 طالبا من المدرسة الدينية اليهودية وثلاث عائلات من طاقم المدرسة، كما سيتم إنشاء نقطة عسكرية ثابتة في الموقع.

وتقضي خطة "التسوية" تكليف الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال فحص "تسوية" الأراضي ووضعية الأراضي إذا كانت بملكية خاصة للفلسطينيين، على أن تقوم خلال فترة 6 أسابيع بشرعنة البؤرة الاستيطانية.

وعلى الرغم من "التسوية" بين الحكومة الإسرائيلية وقادة المستوطنين بشأن إخلاء البؤرة الاستيطانية والعمل على شرعنتها مستقبلا، أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، تعليماته إلى قادة الجيش بالاستعداد والتحضر لإخلاء "إفياتار".

ومن المتوقع أن يدفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات والوحدات إلى شمال الضفة الغربية ومنطقة جبيل صبيح قرب نابلس، حيث أقيمت البؤرة الاستيطانية، كما ستدفع الشرطة بالعديد من القوات إلى المنطقة، وذلك ضمن الاستعدادات لعملية إخلاء البؤرة الاستيطانية.

وجرت مشاورات ومفاوضات بين مسؤولين في الحكومة ووزارة الأمن وقادة المستوطنين بشأن إخلاء "افيتار" بالتوافق ومن دون مواجهات مع قوات الجيش والشرطة، علما بأن البؤرة الاستيطانية المذكورة التي أقيمت في شباط/ فبراير الماضي كان من المقرر أن يجري أخلاؤها في عهد حكومة بنيامين نتنياهو، الذي تعمد تأجيل ذلك عقب فشله بمفاوضات تشكيل حكومة برئاسته.

الإرباك الليلي في جبل صبيح

في الغضون، واصل أهالي بلدة بيتا فعاليات الإرباك الليلي للمستوطنين، حيث صعد الأهالي من الفعاليات النضالية عقب إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التوصل إلى تسوية تقضي إخلاء البؤرة الاستيطانية "إفياتار" مؤقتا على أن يتم شرعنتها مستقبلا.

""جبل صبيح
من فعاليات الارباك الليلي في جبل صبيح

 

وشهدت بلدة بيتا ومحيط جبل صبيح الليلة الماضية وفجر الأربعاء، فعاليات الإرباك الليلي اليومية التي ينفذها شبان ونشطاء البلدة رفضا لإقامة البؤرة الاستيطانية على قمة الجبل.

وأشعل الشبان المئات من إطارات السيارات، وقام آخرون بتسليط أضواء الليزر نحو البؤرة بالإضافة لفعاليات الإرباك الأخرى.

واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز بكثافة تجاه الشبان، في محاولة لثنيهم عن فعالياتهم.

وشهد محيط البؤرة انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال، تزامنا مع تواجد كبيرا للمستوطنين على قمة جبل صبيح.

وحذر أهالي بيتا وحراس الجبل من مغبة تراجع الفعاليات، وتصديق الأخبار المتعلقة بإخلاء البؤرة الاستيطانية، ما لم تترجم تلك الأقوال إلى حقيقة على أرض الواقع.

وقال عبد الغني دويكات والد الشهيد إسلام الذي استشهد قبل قرابة العام على قمة جبل العرمة إن "أي أخبار ترد من الإعلام الإسرائيلي تعتبر إشاعات ولن نتناولها ولن نسلم بها أو نصدقها، وبالنسبة لنا فإن تحرير جبل صبيح يكون بهدم آخر طوبة للمستوطنين".

وأضاف "على الجميع أن يفهم بأنه لا راحة للاحتلال والمستوطنين، وسيبقى الإرباك ليلا ونهارا حتى تدوس أقدام شباب بيتا قمة جبل صبيح".

وأكد دويكات أن تحويل البؤرة إلى مدرسة دينية للمستوطنين مؤشر خطير وسرطان أكثر فتكا من ذات البؤرة، فالمدارس الدينية هي منبع الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون، وما حدث من سنوات مع الطفل محمد أبو خضير وعائلة دوابشة، وما يحصل يوميا من حرق للمحاصيل في البلدات الفلسطينية مصدره طلبة المدارس الدينية في المستوطنات بالضفة الغربية".(عرب 48)