أكدت وزيرة التنمية والتعاون الدولى الالمانية هايديمارى فيتسوريك تسويل ان سياسة المانيا فى الشرق الاوسط وخاصة رفضها للتدخل العسكرى فى العراق أثبتت فعاليتها من ناحية رؤيتها السياسية لقضايا الارهاب وذلك من خلال بداية النهاية للتحالف العسكرى ضد العراق الذى ابتدأ من خلال اعلان الاشتراكيين فى اسبانيا سحب قواتهم من ذلك البلد واعلان بولندا انها اصيبت بخيبة الامل من خلال مشاركتها فى الحرب بحجة وجود اسلحة ذات دمار شامل فى ذلك البلد .
وأوضحت تسويل فى برلين اليوم ان تحذير المستشار الالمانى جيرهارد شرودر بأن التدخل العسكرى فى العراق يمكن ان يؤدى الى انهيار التحالف الدولى ضد منظمات الارهاب الدولية قد أصبح واقعيا وان واشنطن تتحمل مسئولية فقدان ثقة بعض الشعوب الاوروبية بسياستها كما تتحمل مسئولية ازدياد الكراهية لها التى تزداد باضطراد فى اوروبا والدول العربية والاسلامية .
وأعلنت تسويل ان المانيا التى ابدت رغباتها فى مساعدة الشعب العراقى على اعادة تعمير بعض مرافقه الحيوية واستعدادها على انشاء جهاز شرطة جديد فى العراق ماضية فى عزمها هذا وان سياستها هذه ستكون مستقلة تماما وانه اذا ما أرادت المانيا المساهمة فى تعمير العراق فان على الشعب العراقى ان يطلب منها من خلال حكومة وطنية يتم انتخابها من قبل الشعب العراقى ومعترف بها من جميع دول العالم وخاصة الدول العربية مشيرة الى ضرورة اعطاء الامم المتحدة دورا كبيرا فى تنظيم شئون العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانه اذا ما استبعدت هذه المنظمة عن العراق فان الوضع الامنى والسياسى فى تلك الدولة مستمر فى التدهور.
واكدت ان الادارة الامريكية ومعها حليفتها بريطانيا والدول المشاركة لها فى العراق ارتكبت خطأ كبيرا فى التدخل العسكرى وان هذا التدخل ساعد الارهاب ذخرا من القوة وانه اذا ما بقيت الادارة الامريكية مصرة على البقاء فى العراق بحجة تطبيق الديموقراطية فان الارهاب سيزداد قوة الامر الذى يعنى ان القوات الامريكية ستتعرض لهزيمة نكراء تفوق هزيمتها فى فيتنام .
كما أبدت استيائها للوضع المتردى فى الضفة الغربية مبينة ان الكيان الصهيونى يتحمل مسئولية ما يجرى فى تلك المنطقة من خلال ممارسته العنف ضد الشعب الفلسطينى من هدمه لمنازل واقتحامه المدن الفلسطينية التى تعتبر تابعة للسلطة الفلسطينية وقيامه باغتيال واعتقال المئات من الشعب الفلسطينى وان على المجتمع الدولى ان يعمل على اصدار قرار قوى يعاقب من خلاله الكيان الصهيونى على ممارسته العشوائية هناك موضحة ان كل من يتهم الشعب الفلسطينى بالارهاب ويسكت عن عنف الكيان الصهيونى ضد ذلك الشعب يعتبر جاهلا عما يعانيه الشعب الفلسطينى من مأساة .
وأكدت تسويل بان لا احد يستطيع ارغام حكومات الدول العربية على تغييرات سياسية واجتماعية فيها اذ ان على حكومات الدول العربية ان تعمل بمطلق حريتها اجراء هذه التييرات مشيرة الى ان التقاليد العربية الاسلامية تختلف عن التقاليد التى ينتهجها الغرب فى بلاده على حد قولها