حث وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الحلفاء الغربيين أمس على تدشين مبادرة موحدة للشرق الاوسط هذا العام تحظى فيها الاهداف الاجتماعية والاقتصادية بنفس القدر من الاهتمام بالمخاوف الامنية.
وجاء نداء فيشر ردا على دعوة اميركية من اجل طرح مبادرة من هذا القبيل للشرق الاوسط الاوسع نطاقا، موضحا تفاصيل رؤيته الخاصة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. ولم تكشف واشنطن حتى الان عن تفاصيل لخطتها.
وقال فيشر «في اوائل صيف هذا العام تقدم قمم مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) التي تعقد متعاقبة فرصة لتدشين مثل هذا المشروع فعليا». واضاف انه يتعين على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حشد الموارد «لصياغة مبادرة جديدة عبر الاطلسي من اجل الشرق الاوسط».
وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان بريطانيا ترحب بأفكار فيشر. واعتبر فيشر امام مؤتمر امني في مدينة ميونيخ الالمانية ان «ارهاب الجهاديين المدمر بأيديولوجيته الشمولية» لن يهزم بالقوة العسكرية. وقال الوزير الذي ينتمي الى حزب الخضر ان «جهودنا المنسقة لتعزيز السلام والامن محكوم عليها بالفشل اذا اعتقدنا ان القضايا الامنية هي المهمة فقط».
وتابع انه كان يتعين على الغرب ان يدرك ان هناك حاجة لاقتسام ثمار العولمة مع منطقة نصف سكانها تحت سن 18 عاما. وقال فيشر ان ايران ستحتاج الى 800 ألف وظيفة جديدة سنويا والسعودية 700 ألف الا ان الاستثمارات الاقليمية تتراجع. وطرح فيشر مبادرة على مرحلتين تدمج بداية حلف الاطلسي وجهود الاتحاد الاوروبي الحالية في منطقة حوض البحر المتوسط.
وقال ان «عملية الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي المتوسطية» التي ستشمل دول المغرب العربي اضافة الى مصر والاردن واسرائيل والفلسطينيين وسوريا وليبيا ستسعى الى تحقيق التعاون في اربعة مجالات هي الامن والاقتصاد والقانون والثقافة والمجتمع المدني.
وقال فيشر ان الدول المشتركة معا ستتعامل مع القضايا الامنية بما في ذلك جهود الحد من التسلح في حين تقدم اوروبا لدول البحر المتوسط شراكة اقتصادية. وتساءل فيشر «لماذا لا نسعى بنشاط لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في اقامة منطقة تجارة حرة معا بحلول عام 2010 لتحتضن منطقة البحر المتوسط بالكامل».
وفي المرحلة التالية من خطة فيشر ستوقع المجموعة «اعلان مستقبل مشترك» مع اعضاء اخرين في جامعة الدول العربية وربما ايران ايضا. وقال فيشر ان الدول الموقعة ستلزم نفسها بالسلام والامن وتدعم تكامل اقتصاداتها وتعزيز حقوق الانسان وتعترف بأن الرجال والنساء سواء في حق الحصول على التعليم.
وتابع فيشر انه يتعين الا تتجاهل المبادرة الصراع الرئيسي بين اسرائيل والفلسطينيين والا يسد الصراع الطريق امامها. وحث وزير الخارجية الالماني الحلفاء الغربيين على ان يعرضوا شراكة مع دول الشرق الاوسط بحلول موعد انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في نهاية حزيران/يونيو. وقام فيشر بزيارات كثيرة الى الشرق الاوسط في حين توسطت المانيا في عملية لتبادل الاسرى تمت الشهر الماضي بين اسرائيل وحزب الله.
وكان ذّكر في حضور رامسفلد بالمعارضة الالمانية القوية للحرب على العراق وقد اثبتت الاحداث ان "الموقف الذي اتخذناه في ذلك الوقت صائب". وأضاف : "لم نكن مقتنعين ولا نزال غير مقتنعين بالاسباب التي ادت الى شن الحرب"، مكرراً موقفاً أغضب وزير الدفاع الأميركي في مؤتمر العام الماضي.
وأكد ان بلاده لن تقف في وجه اي اجماع على مشاركة حلف شمال الاطلسي في العراق، الا انها لن ترسل قوات، داعياً إلى "الاخذ في الاعتبار احتمالات الفشل والعواقب المحتملة على حلف شمال الاطلسي في العراق". واضاف انه "بحكم الصراحة والنزاهة فانني لا استطيع ان اخفي عميق تشككي في هذا الخصوص". غير أنه شدد على ضرورة النجاح في انهاء الاضطرابات في العراق في اسرع وقت ممكن لان الفشل في ذلك سيكون له عواقب ضارة على الجميع—(البوابة)—(مصادر متعددة)