اقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ببطء التحضيرات لخطة امن بغداد، والتي اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس انه يدرس البدائل التي سيتم اللجوء اليها في حال فشل هذه الخطة، فيما حصدت احدث جولة عنف في العراق ارواح اكثر من 25 شخصا.
وكان المالكي تعهد الشهر الماضي بشن حملة عسكرية واسعة في اطار خطة تهدف الى السيطرة على العنف الطائفي المستشري في بغداد، والذي يهدد بجر البلاد الى حرب اهلية شاملة.
وقال المالكي خلال اجتماع مع قادته العسكريين الثلاثاء ان "العمليات ستوحدنا وستبدأ قريبا باذن الله، رغم ان لدي شعور باننا متأخرون وهذا التأخير بدأ في اعطاء رسالة سلبية".
واقر المالكي خلال اللقاء الذي ظهرت لقطات منه في التلفزيون الرسمي بان التأخير في شن العمليات سمح للمسلحين بتصعيد هجماتهم التي قتلت المئات خلال الاسابيع الماضية.
وقال "مجددا اقول، تحدثنا كثيرا عن العمليات فيما العراقيون ينتظرون وينتظرون، وفي المقابل، قام الارهابيون بزيادة معدل عمليات التفجير وبداوا بقتل اعداد كبيرة".
واضاف ان "شعارنا يجب ان يكون: الراحة ممنوعة، خاصة لرجال الجيش، ويجب وصل الليل والنهار من اجل تحقيق النصر".
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد تعهد بارسال اكثر من 21 الف جندي اضافي الى العراق في اطار استراتيجيته الجديدة في هذا البلد، سيعمل معظمهم في بغداد في اطار خطتها الامنية.
والثلاثاء، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان زيادة القوات في العراق "ليس الفرصة الاخيرة" من اجل النجاح، والمح الى انه يدرس الخطوات التي يجب اتباعها في حال فشل عملية تعزيز القوات هناك.
وقال غيتس "ساكون غير مسؤول اذا لم افكر بماهية البدائل".
وابلغ وزير الدفاع الاميركي اللجنة ان عملية بغداد ينبغي ان تكون قد انطلقت الاثنين، لكنه اردف انها "ربما تتأخر بضعة ايام، ومن المرجح ان يتم تطبيقها بطريقة متدحرجة".
العنف متواصل
في غضون ذلك، اودت اعمال العنف في العراق بما لا يقل عن 25 شخصا كما اصيب العشرات بجروح في هجمات في مختلف المناطق بينها سيارات مفخخة في بغداد حيث عثرت الشرطة على 30 جثة مساء.
واوضحت مصادر عراقية ان "انفجار سيارة في منطقة الدورة (جنوب بغداد) اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرة اخرين بجروح" وقد اعلن في وقت سابق اصابة اربعة اشخاص بجروح فقط.
وتابعت ان "موظفا يعمل في الهيئة العليا لمكافحة الارهاب قتل مع والده باطلاق النار عليهما بالقرب من كمب سارة (جنوب وسط بغداد)". كما قتل شخصان بانفجار عبوة ناسفة في منطقة جسر ديالى (جنوب).
واطلق "مسلحون في منطقة نفق الشرطة (غرب) النار على لؤي نبيل مال الله الموظف في وزارة التعليم العالي فاردوه". وقتل ثلاثة اشخاص واصيب 15 اخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة المشتل (شرق) كما اصيب خمسة اشخاص بجروح في انفجار سيارة اخرى في حي البياع (جنوب غرب).
واعلنت المصادر "مقتل العقيد علي حسين جاسم من مديرية الدفاع المدني في حي الجامعة (غرب)" وقالت مصادر امنية ان "احد عناصر الشرطة قتل واصيب ثلاثة اخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم على الطريق الرئيسي في منطقة الزعفرانية (جنوب)". وتابعت ان "سيارة مفخخة انفجرت في تقاطع 14 رمضان في المنصور اصابت اربعة من الجيش العراقي بجروح".
من جهة اخرى عثرت الشرطة في بغداد "بين السادسة صباحا وساعات المساء الاولى على 30 جثة".
وفي الموصل (370 كلم شمال بغداد) اعلن العقيد عبد الكريم الجبوري من الشرطة "مقتل احد عناصر الشرطة واصابة ثلاثة اخرين خلال اشتباكات صباح اليوم في احياء السكر والكفاءات (شمال)".
وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) اعلنت مصادر طبية "استلام ستة قتلى بينهم امراة واستاذ جامعي" من مناطق متفرقة ليرتفع بذلك عدد القتلى الى ثمانية اشخاص.
وفي الخالص (80 كلم شمال بغداد) اعلن النقيب محمد سالم من الشرطة "مقتل احد عناصر البشمركة (الكردية) واصابة خمسة اخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفتهم على الطريق الرئيسي شمال" المدينة.
واصيب 5 اشخاص بجروح جراء سقوط قذائف هاون في الخالص ايضا. وفي الصويرة (50 كلم جنوب بغداد) اعلن مصدر في الشرطة "مقتل امراة وجرح 3 اشخاص بانفجار عبوة ناسفة غرب" الصويرة.
الى ذلك اعلن الملازم علي محمد من شرطة الصويرة "العثور على اربع جثث مجهولة الهوية احداها قرب ناحية العزيزية المحاذية للصويرة". وفي الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) اسفر هجوم استهدف احد منازل حي الوحدة (جنوب شرق) عن "مقتل شخص وجرح شقيقه وخطف شقيقهم الاخر".
وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد) اعلنت الشرطة ان احد مراكزها تمكن من القبض على "شبكة ارهابية تابعة لتنظيم التوحيد والجهاد". واكد العقيد شيرزاد موفري قائد مركز شرطة العروبة "القبض على شبكة ارهابية من سبعة اشخاص اثنان منهم كانا من عناصر الشرطة الذين يتولون حماية احد المصارف".
واشار الى "اعترافهم بتنفيذ العديد من الاعمال الارهابية في كركوك وانضمامهم الى التنظيم الارهابي وتلقيهم مبلغ 50 الى 100 دولار مقابل كل عملية" من دون المزيد من التفاصيل.
الايراني المخطوف
الى ذلك، اكدت الخارجية الايرانية الثلاثاء ان احد دبلوماسييها خطف الاحد في العراق من قبل عصابة "على علاقة بقوات وزارة الدفاع (العراقية) الخاضعة لاشراف القوات الاميركية" حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وقال محمد علي الحسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان "جلال شرفي الرجل الثاني في سفارة جمهورية ايران الاسلامية في بغداد خطف الاحد بايدي عناصر على علاقة بوزارة الدفاع الخاضعة لاشراف القوات الاميركية".
واضاف ان الدبلوماسي خطف "في اطار عمل ارهابي من امام بنك ملي وتم اقتياده الى جهة مجهولة".
وكان متحدث عسكري اميركي اعلن الثلاثاء ان القوات الاميركية تحقق في تقارير صحافية حول خطف دبلوماسي ايراني من قبل مسلحين يرتدون بزات الجيش العراقي في وسط بغداد مساء الاحد الماضي.
وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر غارفر "نتحقق حاليا من تقارير اعلامية تشير الى خطف دبلوماسي ايراني في بغداد".
واستدعت ايران السفير السويسري فيليب ويلتي الذي يمثل المصالح الاميركية في ايران والسفير العراقي محمد مجيد الشيخ للاحتجاج على خطف احد دبلوماسييها في بغداد متهمة القوات الاميركية بانها تقف وراء هذا العمل.
وافادت وكالة الانباء الطلابية انه "تم استدعاء السفيرين السويسري والعراقي الى وزارة الخارجية لتسلم الاحتجاج الاشد لجمهورية ايران الاسلامية على هذا العمل الارهابي واعتقال الدبلوماسي الايراني".
وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني دان هذا الخطف مؤكدا ان القوات الاميركية "مسؤولة عن حياة الدبلوماسي الايراني".
—(البوابة)—(مصادر متعددة)