المالح يستقيل من الوطني السوري وقطر تدعو المعارضة لتنحية خلافاتها

تاريخ النشر: 13 مارس 2012 - 11:04 GMT
حمد بن جاسم
حمد بن جاسم

 استقال معارض سوري بارز يوم الثلاثاء من المجلس الوطني السوري جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في الخارج وقال ان كثيرين سيتبعونه في الأيام القادمة، فيما دعت قطر المعارضة السورية الى وضع خلافاتها جانبا.
وهيثم المالح قاض سابق ومعارض منذ فترة طويلة لحكم أسرة الاسد الممتد منذ أربعة عقود. وربما يتبعه القيادي بالمعارضة كمال اللبواني الذي قال انه يستعد للاستقالة أيضا.
وقد يوجه رحيل المالح عن المجلس الوطني السوري ضربة قوية لجهود توحيد المعارضة المتشرذمة والتي تكافح للاطاحة بحكم الرئيس بشار الاسد لاسيما اذا تبعه عدد كبير من المستقيلين.
وتأتي استقالة المالح في وقت تزيد فيه القوى الاجنبية الضغط على المجلس الوطني قائلة انه ينبغي أن يظهر قدرته على قيادة وتوحيد المعارضة.
وقال المالح لرويترز انه استقال من المجلس لانه يموج بالفوضى وبسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا مضيفا ان المجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين.
وأبلغ رويترز بأنه يشعر بخيبة أمل لنقص الشفافية وضعف التنظيم داخل المجلس وهو مجموعة تقودها في الغالب شخصيات معارضة في الخارج تتفاوض مع قوى أجنبية لدعم الانتفاضة. وكان المالح عضوا في المجلس التنفيذي للمجلس.
وقتل آلاف المدنيين في الانتفاضة التي اندلعت منذ نحو عام ضد حكم الاسد ولم تظهر حتى الان قيادة قوية من المعارضة. ويشكل المجلس صوتا دوليا للمعارضة لكن نشطاء داخل سوريا يشكون من ضعف اتصال قيادة المجلس التي يقيم أغلبها في المنفى بالمحتجين على الارض.
ودعا اللبواني المعارض البارز الذي شكل جماعة داخل المجلس تحت اسم مجموعة العمل الوطني السوري الى استقالة مزيد من الاعضاء لتمهيد الطريق أمام اجراء محادثات لاعادة توحيد المعارضة.
وقال المالح (81 عاما) الذي اعتقل عدة مرات في سوريا لنشاطه المعارض في الماضي انه لم يدع أعضاء المجلس الوطني السوري للاستقالة لكنه يتوقع استقالة الكثيرين.
وأضاف أن الكثيرين سوف يستقيلون قريبا وانه سيبلغ الاعضاء الاخرين أنه ينبغي لهم أن ينظروا في الوضع بانفسهم ويحددوا البقاء من عدمه.
وكرر شكاوى نشطاء اخرين من ان المجلس الوطني كان بطيئا للغاية في المطالبة بتسليح المعارضة. غير أن استقالته ربما تكون جزءا من صراع سياسي بين شخصيات بارزة على الادوار القيادية في المعارضة.
وقال المالح انه سمع كثيرا من الشكاوى بشان الشفافية في عمل المجلس الوطني وشعر ان مواصلته العمل خارج المجلس ستكون أكثر فاعلية.
وقال اللبواني وهو زعيم معارض أفرج عنه في ديسمبر كانون الاول بعد سجنه ست سنوات انه يعتزم اصدار بيان قريبا بشأن استقالات محتملة واشار ضمنا الى صراع على السلطة داخل المجلس الوطني لكنه رفض الادلاء بتفاصيل.
وقال انهم يأملون في الاعداد لمؤتمر لايجاد وسيلة لانشاء مظلة حقيقية وديمقراطية للمعارضة بدلا من احتكار السلطة.
وقال عضو آخر في المجلس طلب عدم الكشف عن اسمه ان 80 عضوا من أعضاء المجلس البالغ عددهم نحو 270 يعتزمون الانشقاق عنه. واضاف أنهم ربما يشكلون جماعة معارضة جديدة ستركز على تسليح المعارضين وضمان التزام الاعضاء في الخارج بمطالب النشطاء داخل البلاد.
ويقول بعض النشطاء والمعارضين المسلحين ان مصير الاموال التي تعهدت بها قوى عربية وغربية للمجلس الوطني غير واضح.
وقال سلام شواف النشط السوري المستقل المقيم في القاهرة ان الناس غاضبون من المجلس التنفيذي وانهم لا يعرفون ما يفعله وكيف ينفق الاموال التي تعطى له وما هو حجم الاموال التي تلقاها.
وفي سياق متصل، دعا رئيس وزراء قطر اطياف المعارضة السورية لترك خلافاتها جانبا، معلنا ان موقفا عربيا و دوليا تجاه الازمة السورية بصدد التشكل الان حول الموقف القطري و السعودي.
وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني مساء الثلاثاء ان "الاعتراف بالمجلس الوطني السوري قد تم في مؤتمر تونس، و كل ما نتمناه الان من باقي اطراف المعارضة ان يلتقوا و ان يتركوا خلافاتهم جانبا و ان يركزوا على كيفية مساعدة اخوانهم في الداخل".
وجدد رئيس وزراء قطر الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقده مع ضيفه بويكو بوريسوف رئيس وزراء جمهورية بلغاريا، دعوة النظام السوري الى "ان يوقف القتل حتى يمكن الحديث عن حل".
و قال ان "الموقف العربي و الدولي يتشكل الان حول الموقف القطري والسعودي" من الازمة السورية، معتبرا ذلك "مصلحة عربية تحتم على الجميع ان يتفقوا".
و اضاف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ان "هناك دولا عربية كثيرة تؤيد هذا الموقف بدرجات متفاوتة". كما عبر عن اعتقاده بان "الشارع العربي بالكامل يؤيد هذا الموقف لانه ينبع من عملية انسانية".
وجدد المسؤول القطري انتقاده بشدة لممارسات النظام السوري. وقال ان "ما يجري الان لا يمكن السكوت عنه او غفرانه لانه تعدى كل حدود و ضمير اي انسان لا يتحمل ما حصل".