منذ اشهر خلت، وقبل حصول التفجيرات الدامية في إسبانيا الذي يعد اكبر و اسوأ هجوم إرهابي تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كانت السلطات الإسبانية تتابع بشك وترقب المدعو جمال زوغام، وهو مغربي تم اعتقاله و استجوابه في أعقاب التفجيرات.
ويشك المحققون أن زوغام له علاقات مع أحد زعماء القاعدة وهو عماد ياركاس المعروف بابو دحدح والمعتقل في مدريد، وذلك بعد أن تم العثور في منزلة على شريط فيديو لبعض المجاهدين.
وتشير تقارير الشرطة الإسبانية أن زوغام هو أحد اتباع ياركس المتهم بالتخطيط لتفجيرات نيويورك. إن علاقة زوغام بشبكة القاعدة يعزز الشكوك أن تكون الشبكه مسؤولة عن تفجيرات مدريد الأخيرة.
في المغرب ، أشار مصدر رفيع المستوى أن زوغام (30 عاما) موضوع تحت المراقبة منذ عدة اشهر للاشتباه في انه على علاقة مع بعض الجماعات الإرهابية الدولية.إلا أنة لم يتم توجيه أية تهم له من قبل السلطات المغربية. أشار المسؤول المغربي أن المعتقلين المغربيين الآخرين و هما محمد بقاقي (30 عاما) و محمد الشاوي (34 عاما) ليس لهما أي ملف جنائي في المغرب.
يذكر أن محققين مغربيين قد توجهوا إلى مدريد للمساعدة في التحقيقات حيث عملت السلطات المغربية و الإسبانية ضمن فريق واحد للتحقيق في تفجيرات الدار البيضاء في شهر أيار/مايو الماضي.
وورد اسم زوغام، مرتين في سياق قرار اتهامي صادر عن القاضي الاسباني المكلف مكافحة الارهاب بالتازار غارثون يوجه اتهامات الى اسامة بن لادن و34 شخصا آخرين لصلتهم باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
ويشير القرار الاتهامي الصادر في 17 ايلول/سبتمبر 2003، الى عملية تفتيش جرت بناء على انابة قضائية من القضاء الفرنسي، في منزل زوغام في شرق مدريد. لكن لم يتم توجيه اتهام الى زوغام، واعتبره القاضي متعاطفا مع عماد الدين بركان جركس الملقب بابو الدحداح الذي يعتبر زعيم خلية القاعدة في اوروبا.
وقد عثرت الشرطة الاسبانية خلال عملية التفتيش هذه في صيف 2001، على ملاحظات مدونة على ورق وارقام هواتف لاشخاص يشتبه بانتمائهم الى الخلية الاسبانية لتنظيم القاعدة وعلى مفكرتين وشريطي فيديو.
ويتضمن احد الشريطين الذي يحمل عنوان الحركة الاسلامية في الغرب، لقاء مع اسامة بن لادن، بينما يحوي الشريط الآخر الذي يعود الى 1999، صورا لعدد من المتهمين من قبل غارثون في الشيشان. كما عثر على كتب باللغة العربية عن الحملة الاميركية للقضاء على الاسلام وعن دعم المسلمين الشيشان والجهاد.
ويفيد نص القرار ان زوغام اتصل في الخامس من ايلول/سبتمبر 2001 بزعيم الخلية الاسبانية لابلاغه بانه وصل الى مدريد قادما من المغرب. وجمال زوغام هو احد خمسة اشخاص اعتقلوا بعد العثور على هاتف نقال كان يفترض ان يستخدم صاعقا في حقيبة كانت تحوي قنبلة لم تنفجر في القطار الذي وقع فيه اعتداء في محطة البوثو في الضاحية الجنوبية الشرقية لمدريد.
من جهة اخرى، ذكر المحقق جان شارل بريزار لحساب محامي ضحايا الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، الاحد في باريس ان المغربي الثاني الذي اعتقل يدعى محمد شاوي. وقد ورد اسمه في ملف القاضي غارثون ايضا. وورد اسم شاوي في تنصت على اتصالات لاحدى خلايا القاعدة في اسبانيا شاركت على ما يبدو في التحضير لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة—(البوابة)—(مصادر متعددة)