قال الكرملين إنه في حال لم ينسحب الأكراد من المناطق المحددة في الاتفاق الذي ابرمته مع تركيا، فستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، وسيواجه المقاتلون الاكراد حينها ضربات الجيش التركي.
قال الكرملين الأربعاء إن الولايات المتحدة غدرت بأكراد سوريا وتخلت عنهم وناشدهم الانسحاب من منطقة الحدود بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة وإلا سيصبحون فريسة للجيش التركي.
جاء هذا في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية. وذكر أن الولايات المتحدة تشجع الأكراد على ما يبدو على البقاء قرب الحدود السورية مع تركيا والاشتباك مع الجيش التركي.
وقال إنه في حال لم ينسحب الأكراد من المناطق المتفق عليها في الاتفاق بشمالي سوريا، ستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، وسيواجهون ضربات الجيش التركي.
وأبرمت تركيا وروسيا اتفاقا يوم الثلاثاء يقضي بنشر قوات سورية وروسية في شمال شرق سوريا لإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من الحدود مع تركيا. وقد أشادت موسكو وأنقرة بالاتفاق بوصفه انتصارا.
وروسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد. وقد ساندت تركيا فصائل معارضة تسعى للإطاحة بالأسد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات لكنها تخلت عن مطالبتها السابقة بتنحي الأسد.
وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، ذكر بيان لوزارة الدفاع التركية أن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بأن انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة في شمال سوريا قد اكتمل.
وأضافت الوزارة أنه لا توجد حاجة في هذه المرحلة لشن عملية أخرى خارج المنطقة الحالية للعمليات منهية بذلك الهجوم العسكري الذي بدأ في التاسع من أكتوبر تشرين الأول وقوبل بانتقادات واسعة.
ويأتي الاتفاق عقب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة وكان من المقرر أن ينتهي سريانها في وقت متأخر يوم الثلاثاء كما يسلط الضوء على التغيرات المذهلة في سوريا منذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأمريكية قبل أسبوعين قبيل الهجوم الذي بدأته تركيا عبر الحدود.
وينص اتفاق الثلاثاء على عودة قوات الجيش السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأمريكيين الذين تولوا حراسة المنطقة لسنوات مع حلفائهم الأكراد السابقين.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان قالت الدولتان إن الشرطة العسكرية الروسية ستشرع مع قوات حرس الحدود السورية في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية يوم الأربعاء.
وستقوم القوات الروسية والتركية بعد ذلك بستة أيام بالبدء في تسيير دوريات مشتركة في نطاق عشرة كيلومترات في "المنطقة الآمنة" التي تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال شرق سوريا.
وعبر مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي عن تأييده لإقامة المنطقة الآمنة.
وقد تسبب الهجوم التركي في نزوح 300 ألف شخص تقريبا عن بيوتهم ومقتل 120 مدنيا وفقا لبيانات المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد يوم الأحد إن 259 مقاتلا من القوات التي يقودها الأكراد و196 من مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من تركيا سقطوا قتلى. وتقول تركيا إن 765 إرهابيا قتلوا في الهجوم ولم يسقط قتلى من المدنيين.
وقالت كاتي والدمان المتحدثة باسم بنس إن نائب الرئيس تلقى رسالة من قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد يوم الثلاثاء تفيد بانسحاب قواته من "كل مناطق العمليات المعنية" بموجب الاتفاق.