اعلن الكرملين الثلاثاء، ان الرئيس الرورسي فلاديمير بوتين الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد في منتجع سوتشي الروسي على البحر الاسود الاثنين، سيجري مكالمات هاتفية مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب وزعماء بالشرق الأوسط بينهم عاهل السعودية الملك سلمان وأمير قطر تميم بن حمد لاطلاعهم على فحوى لقائه بالاسد.
وقال الكرملين إن بوتين سيجري مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان يوم الثلاثاء لإطلاعه على اجتماعه مع الرئيس السوري.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي "اليوم ستكون هناك محادثة هاتفية لبوتين والعاهل السعودي ويمكن للمرء أن يتوقع بالتأكيد أن يطلع بوتين العاهل السعودي على اجتماع الأمس".
وتحاول روسيا تحقيق توافق دولي حول اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الأسد.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين يوم الأربعاء مع زعيمي إيران وتركيا وهما القوتان الأخريان الضالعتان بقوة في الصراع السوري. وقال إنه سيجري، بعد محادثاته مع الأسد، اتصالات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء في الشرق الأوسط.
وقال بوتين للأسد في تصريحات أذاعها التلفزيون الروسي ”ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصرا كاملا على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل“.
وأضاف ”أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والتوصل لحل“ للصراع.
وكشف الكرملين أن الاجتماع عقد مساء الاثنين في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود حيث يوجد مقر لبوتين ولكن التفاصيل لم تعلن حتى صباح يوم الثلاثاء.
* مؤتمر السلام
التقى بوتين بالأسد مساء الاثنين في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود على الرغم من أن الكرملين لم يكشف أي معلومات عن زيارة الأسد سوى يوم الثلاثاء.
وقال بوتين للأسد “أود بشدة أن أناقش معكم المبادئ الرئيسية لتنظيم العملية السياسية وعقد مؤتمر شعوب سوريا الذي تدعمونه.
”أود أن أستمع لتقييمكم للأوضاع اليوم وآفاق تطورات الوضع بما في ذلك وجهة نظركم تجاه العملية السياسية التي، في رأيي، يجب أن تجري في نهاية الأمر تحت رعاية الأمم المتحدة“.
وكان بوتين التقى بالأسد آخر مرة في 20 أكتوبر تشرين الأول في 2015 بموسكو بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا تغلبت على مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية المتعثرة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن الأسد مكث على الأراضي الروسية أربع ساعات. وهذه أول رحلة معلنة للأسد خارج سوريا منذ زيارته لموسكو في عام 2015.
وقال الأسد، الذي كان يرتدي بدلة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما مائدة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي قدما في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد الانتصار على ”الإرهابيين“.
وأضاف عبر مترجم أنه يعتقد أن الوضع الآن على الأرض ومن الناحية السياسية يسمح بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية. وقال إنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل لاعبين خارجيين في العملية السياسية.
وقال الأسد إنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقا التوصل لحل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.
* امتنان الأسد
مما يسلط الضوء على أهمية الجيش الروسي في دعم حكم الأسد قدم بوتين الأسد إلى مجموعة من كبار القادة العسكريين الذين حضروا إلى مقر بوتين في سوتشي.
وقال الأسد للقادة العسكريين ”باسم كل الشعب في سوريا أوجه لكم التحية والشكر... ولكل ضابط ولكل مقاتل ولكل طيار روسي ساهم في هذه الحرب“.
ويتهم معارضو الأسد والحكومات الغربية روسيا بقتل عدد كبير من المدنيين السوريين بضرباتها الجوية وهي مزاعم تنفيها موسكو.
ودخل الصراع السوري مرحلة جديدة باستعادة القوات الحكومية وحلفائها في مطلع الأسبوع السيطرة على البوكمال وهي آخر مدينة كبيرة في سوريا كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعني طرد الدولة الإسلامية من البوكمال أن بضع قرى على نهر الفرات ومناطق متناثرة في الصحراء القريبة وجيوبا معزولة في أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خاضعة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في عام 2014.
وتقول أغلب القوات التي قاتلت ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق إنها تتوقع لجوء التنظيم للعمل السري وتحوله لحرب العصابات باستخدام تفجيرات وخلايا نائمة.