خبر عاجل

الكابوس الذي يطارد المسلمين..سموتريتش يتعهد بتمويل بناء "الهيكل" المزعوم

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2025 - 03:18 GMT
_

 

قال وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إنه مستعد لتمويل بناء "الهيكل" المزعوم، وذلك خلال مؤتمر عقد في كنيس "بنيامين هاما" بمدينة القدس المحتلة، بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الحاخام أبراهام كوك.

وأدلى سموتريتش بتصريحه اليوم الاثنين، في خطاب ألقاه أمام آلاف المستوطنين، وبحضور رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليون، حيث خاطبه قائلاً إنه "جاهز لدفع المال من أجل بناء الهيكل"، بحسب ما نقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي.

وردّ رئيس بلدية الاحتلال على تصريح سموتريتش بالقول: "أنت أفضل وزير مالية عرفته القدس على الإطلاق".

تأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه مئات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع احتفالاتهم ببداية الشهر العبري، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.

من جانبها، اعتبرت محافظة القدس أن تصريحات سموتريتش تمثل مؤشراً خطيراً على تصعيد مخططات التهويد والاستيطان في المدينة المحتلة، ومحاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، تهدد الوضع القانوني والتاريخي للقدس والمقدسات الإسلامية فيها.

وأكدت المحافظة أن مثل هذه التصريحات والتحركات تسلط الضوء على النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال تجاه مدينة القدس، خاصة في ظل تزايد الاقتحامات للمسجد الأقصى، وغياب أي رادع دولي يمنع الاحتلال من المضي قدماً في مشروعه الاستيطاني والديني في المدينة.

وفي مستهل الشهر العبري، اليوم الاثنين، اقتحم الحاخام آرييه كوهن، قادمًا من مدينة حيفا، ساحات المسجد الأقصى، وأقدم على نفخ "الشوفار" (البوق) في خطوة أثارت استياء واسعًا. 

قال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص إن الأخطر في طقوس النفخ في البوق داخل المسجد الأقصى لا يقتصر فقط على انتهاك المكان، بل يتجاوز ذلك إلى كونه إعلانًا عن بداية زمن جديد بنظر جماعات "الهيكل". وأوضح أن نفخ البوق يمثل في العقيدة اليهودية بداية يوم القيامة، وفصلًا رمزيًا بين عامين عبريين، ما يجعله – في نظر هذه الجماعات – إيذانًا بانتهاء مرحلة هوية الأقصى الإسلامية، وبداية زمن تهويده.

من جهتها، وصفت محافظة القدس أداء هذا الطقس في ساحات المسجد الأقصى بأنه إعلان حرب على الوضع القائم، ومحاولة لفرض السيادة المزعومة لجماعات "الهيكل" المتطرفة، بدعم مباشر من سلطات الاحتلال.

وأكدت المحافظة أن ما حدث يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وللهوية الإسلامية للمكان، ويحمل دلالات سياسية ودينية بالغة الخطورة، في ظل تصعيد مستمر يهدف إلى فرض أمر واقع جديد داخل الحرم القدسي. وطالبت المجتمع الدولي، وفي مقدمته منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة وحماية المقدسات في القدس المحتلة.

وشهد المسجد الأقصى صباح اليوم إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 622 مستوطناً لساحاته خلال فترتي الاقتحام الصباحية والمسائية، حيث أُديت طقوس تلمودية وصلوات علنية، بما في ذلك الرقصات الجماعية والطقوس التوراتية، استجابة لدعوات جماعات "الهيكل" التي حثّت أنصارها على تنفيذ اقتحامات جماعية بمناسبة بدء شهر "أيلول العبري"، المخصص للتوبة وطلب المغفرة قبل حلول العام العبري الجديد.

وفي يوم الأحد، الذي وافق رأس الشهر العبري، اقتحم ساحات المسجد الأقصى 428 مستوطنًا بينهم جنود بلباسهم العسكري، شاركوا في رقصات وغناء وصلوات جماعية، فيما قام أحد الحاخامات بمباركة فتى مستوطن داخل الساحات بمناسبة "بلوغ سن التكليف الديني"، في طقس يهودي تقليدي.

 وأظهر مقطع مصور دخول الحاخام بأدوات دينية إلى المسجد، من بينها "الطاليت" (شال الصلاة) و"التفلين" (لفائف الصلاة السوداء)، في تحدٍ للوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك.
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن