تتواصل العمليات العسكرية في سوريا تتخللها اقتحامات تنفذها قوات النظام واعتقالات وعمليات قصف ومواجهات مع منشقين، وذلك بعد ان ابدت روسيا دعمها لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان معتبرة انها تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية" في سوريا.
في هذا الوقت، تبدأ مساء الاثنين فعاليات المؤتمر الذي دعا اليه المجلس الوطني السوري وقطر وتركيا كل اطياف المعارضة بهدف "توحيد رؤى المعارضين" حول مستقبل سوريا.
ميدانيا، تعرضت احياء باب السباع وباب هود والورشة والصفصافة والحميدية في مدينة حمص في وسط سوريا لقصف بقذائف الهاون، وفقا للمرصد.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف شمل حي الخالدية الذي يتعرض لقصف متواصل منذ حوالى اسبوع، وان القوات النظامية "تحاول اقتحام الحي" الذي تخوف ناشطون من ان يؤدي اقتحامه الى وقوع عدد كبير من الضحايا بسبب الكثافة السكانية فيه حاليا.
وكان الاف من سكان احياء في مدينة حمص دخلتها قوات النظام او تتعرض للقصف العنيف نزحت الى الخالدية.
في ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في مدينة معرة النعمان اثر اصابته برصاص قناصة صباح الاثنين .
وتنفذ القوات النظامية في بلدة كفرنبل في ادلب حملة مداهمات واعتقالات في الحي الشمالي تترافق مع اطلاق رصاص.
وادت الاشتباكات في قرية دركوش القريبة من الحدود السورية التركية بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة الى اصابة ستة عناصر من القوات النظامية بجروح، بحسب المرصد.
كما اقتحم الجيش قرية الشاتورية صباح الاثنين وشن حملة اعتقالات واسعة، ودارت اشتباكات بينه وبين الجيش الحر في بلدة دركوش تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق العديد من المنازل، بحسب لجان التنسيق.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان السلطات احبطت محاولة تسلل "مجموعة ارهابية مسلحة" من تركيا الى ريف ادلب، وقتلت عددا من عناصرها.
واوردت الوكالة ان المحاولة حصلت بين "بلدة دركوش مقابل قرية الغزالة الحدودية ومدينة سلقين"، وان "الاشتباك اسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين بينما لاذ باقي أفراد المجموعة الإرهابية بالفرار الى داخل الاراضي التركية".
في حماة (وسط)، افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة ابو غازي ان القوات النظامية اقتحمت صباحا بلدة كفرزيتا و"اعتقلت عددا من الناشطين والاطباء وداهمت منازل ناشطين واحرقتها، في ظل تقطيع اوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة".
وتتعرض قلعة المضيق في حماة لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام البلدة منذ اسابيع.
في محافظة درعا (جنوب)، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر ناسج وعقربا والطيحة.
في ريف دمشق، افاد المرصد بوقوع اطلاق نار في مدينة حرستا مصدره القوات النظامية اسفر عن اصابة فتاة بجروح خطيرة. واضاف ان انفجارا دوى صباحا في المدينة لم تعرف اسبابه.
الا ان المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق احمد الخطيب قال لوكالة فرانس برس ان "الجيش الحر نفذ عملية عند ساعات الصباح الاولى على حاجز للقوات النظامية في حرستا تخللها القاء قنبلة واشتباك بالاسلحة الخفيفة".
في محافظة الحسكة (شمال شرق)، عثر ليل امس على جثمان الشاب خلف محمد قطنة في مدينة الدرباسية بعد ساعات من خطفه على ايدي مسلحين مجهولين من قرية الطوباوية، بحسب المرصد السوري. وقطنة هو ابن شقيقة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في تشرين الاول/اكتوبر.
واظهرت مقاطع بثها اتحاد تنسيقيات شباب الكرد على الانترنت موكب تشييع للشاب القتيل ردد المشاركون فيه هتافات ضد الرئيس بشار الاسد.
دبلوماسيا، يتوجه موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الثلاثاء الى بكين لاطلاع المسؤولين الصينيين على خطته لانهاء العنف في سوريا التي حصلت على دعم كامل من روسيا.
وتعرضت روسيا والصين لانتقادات من عدد كبير من الدول الغربية والعربية بعد اعاقتهما صدور قرارين عن مجلس الامن الدولي يدينان حملة القمع التي يقوم بها النظام السوري ضد مناهضيه.
وتدعو خطة انان الى وقف اعمال العنف في سوريا باشراف الامم المتحدة، وسحب القوات العسكرية من المدن المضطربة، والبدء في الانتقال الى نظام ديموقراطي.
وحذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاحد بعد اجتماعه مع انان من ان الخطة تشكل الفرصة الاخيرة لتجنب "حرب اهلية" في سوريا، مؤكدا ان بلاده ستقدم "الدعم الكامل" لها.
والتقى الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الروسي الاثنين في سيول واتفقا على دعم خطة انان وولادة حكومة "مشروعة" في سوريا.
وتبدأ في اسطنبول مساء الاثنين فعاليات مؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف الى "توحيد رؤى المعارضين" حول الازمة السورية، بحسب المنظمين، على ان تعقد اجتماعات العمل الثلاثاء.
وقال عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني في اتصال مع وكالة فرانس برس "الهدف من المؤتمر توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي".
واوضح ان "الدعوة وجهت الى كل اطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي) والمنبر الديموقراطي".
وبرر بيان لهيئة التنسيق الوطنية الغياب عن المؤتمر بوجود "كثير من التجاوزات التنظيمية والسياسية" في الدعوة اليه.
ويسبق اجتماع المعارضة السورية مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي يعقد في الاول من نيسان/ابريل في اسطنبول ايضا.
واعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الاحد من اسطنبول وثيقة "عهد وميثاق" حددت فيها الاطر العريضة لمفهومها لسوريا بعد الاسد ودعت الى بناء "دولة مدنية حديثة ديموقراطية تعددية تداولية".