قال ناشطون ان قوات سورية تقدمت نحو بلدة خان شيخون في شمال البلاد يوم الخميس فيما قال الرئيس بشار الاسد إنه كان من الممكن الإطاحة به منذ زمن طويل مثل شاه إيران ما لم يكن يحظى بدعم الشعب السوري له.
وقال ناشطون ان قوات سورية تشارك في احدث هجوم قتلت 11 شخصا على الاقل وهي تدخل خان شيخون بمركبات مدرعة من الجنوب عند الفجر بعد قصف شرس.
وقال الناشط ابو الغيث الخاني "دخلت القوات السورية البلدة من اطرافها الجنوبية وهم يحرقون الان المنازل والمزارع."
وأضاف ان 80 في المئة من سكان البلدة لاذوا بالفرار.
ويلقي الاسد باللوم على متشدين اسلاميين من دول عربية معادية ومؤامرة غربية مزعومة لتفتيت سوريا ودفعها نحو حرب أهلية.
وقال الأسد لصحيفة جمهوريت التركية "اللعبة الكبيرة التي استهدفت سوريا كانت أكبر بكثير مما توقعنا... الهدف هو تفتيت سوريا أو إشعال حرب أهلية. المعركة ضد الإرهاب ستستمر بكل حسم في مواجهة هذا الوضع. وسوف ننتصر على الإرهاب."
وقال الأسد مشيرا الى شاه ايران "كان يقود أهم دولة في المنطقة.. وكان لديه جيش قوي وكان العالم أجمع يدعمه. فهل تمكن من مواجهة شعبه؟ لا."
وسخر الأسد من فكرة أن السوريين يريدون رحيله.
وقال الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاما "انظروا للوضع.. أمريكا عدوتي.. الغرب كله عدوي.. دول المنطقة أعدائي... ما زلت صامدا بفضل شعبي... لماذا أقتل شعبا يقف إلى جانبي؟"
وأضاف "كان يظن الجميع أنني سأسقط في وقت محدد. أخطأوا جميعا في حساباتهم."
ووعدت السعودية وقطر بتمويل المعارضين السوريين وتنادي الدولتان منذ فترة طويلة بتسليحهم رغم هواجس غربية بشأن الحكمة من عسكرة الصراع على نحو أكبر.
ورفضت روسيا التي تندد بالدعم الخارجي للمعارضين السوريين الذين تعتبرهم متشددين اسلاميين خطيرين تلميحات بأنها قد تمنح الاسد حق اللجوء السياسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي إن ما يتردد حول اعتزام روسيا منح حق اللجوء للأسد "إما محاولة لتضليل الناس الجادين في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية أو أنه نابع عن عدم فهم للموقف الروسي."
وأيدت موسكو اقتراحا تمت صياغته بطريقة غامضة لانتقال سياسي في سوريا لكنها تنفي ان هذا يضمن الاطاحة بالاسد.
وعرقلت مع الصين صدور أي قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بدافع الحرص من عدم اعطاء ذريعة لتدخل عسكري على نمط ليبيا وهو ما ينفي الغرب انه يفكر فيه.
وأيَد العالم خطة سلام تم التوصل اليها بوساطة من كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لكنها لم توضع موضع التنفيذ على الاطلاق.
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة التي ارسلت الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي توصل اليه عنان انه يجب ان يبقى المراقبون في سوريا رغم انه لا توجد هدنة وان العنف بلغ "مستويات لم يسبق لها مثيل".
وقال الجنرال روبرت مود انه يجب اعادة هيكلة البعثة المكونة من 300 فرد للمساعدة في دعم الحوار السياسي الذي تقول قوى أجنبية انه السبيل الوحيد للخروج من الازمة.
ويقول زعماء المعارضة وحكومات غربية ان أكثر من 15 الف شخص قتلوا. وتقول الحكومة ان عصابات ارهابية قتلت عدة الاف من جنود الجيش والشرطة.
وقال ناشطون ان القوات السورية قصفت مدينتي حمص وحرستا وهي بلدة قريبة من دمشق.
وقال رامي عبد الرحمن وهو ناشط حقوقي يراقب ويسجل العنف في سوريا في رسالة بالبريد الالكتروني ان 97 شخصا قتلوا امس الاربعاء في القتال الدائر في انحاء سوريا.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي في بغداد "لدينا معلومات مؤكدة عن ان أعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلى الجانب الآخر.. إلى سوريا للمساعدة والاتصال وشن هجمات إرهابية."
وقال زيباري إن "ضباط عمليات" من القاعدة ينتقلون عبر مسارات التهريب القديمة حاملين أسلحة.
ومضى يقول "أغلب الانتحاريين والمقاتلين الأجانب هم عناصر من القاعدة كانوا يتسللون من سوريا للعراق. لذلك فإنهم على معرفة بالمسارات وحلقات الاتصال. هذا لا يعني أن هذه العمليات تحدث بانتظام وبطريقة منظمة."
وأضاف "هذا مبعث القلق الأساسي بالنسبة لنا.. بشأن الانتشار.. أن تكون هناك جماعات متطرفة لها وجود قوي في دول مجاورة ويكون لها قاعدة."
وحث زعيم القاعدة أيمن الظواهري المتشددين السنة على الانضمام الى المعركة ضد الاسد الذي يسيطر العلويون الذين ينتمي اليهم على الجيش وقوات الامن.
ويقول الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه يعتقد ان القاعدة مسؤولة عن تفجير سيارتين ملغوتين في دمشق في مايو ايار ما أسفر عن مقتل 55 شخصا على الاقل.
وثارت توترات بين تركيا وسوريا عندما اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية فوق البحر المتوسط يوم 22 يونيو حزيران.
وقالت قيادة القوات المسلحة التركية يوم الخميس إنها انتشلت جثتي قائد الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي ومساعده من قاع البحر على بعد 8.6 ميل بحري عن الساحل السوري.
وأضافت أنه تم العثور على الجثتين على عمق 1260 مترا قرب حطام الطائرة التي انقسمت لثماني قطع. وقالت إن الجثتين نقلتا إلى مدينة ملطية التي أقلعت منها الطائرة في 22 يونيو حزيران حيث ستجرى مراسم دفنهما يوم الجمعة.
وتنضم تركيا الى دول عربية وخليجية في باريس يوم الجمعة للمشاركة في اجتماع ثالث مناهض للاسد لاصدقاء سوريا.
وانتقدت روسيا هذا التجمع ووصفته بأنه منحاز.
وأكدت الصين يوم الخميس انها لن تحضر محادثات باريس التي تضم ايضا المعارضة السورية المتشرذمة.
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انها تأسف لغياب روسيا والصين.
وقالت في مؤتمر صحفي "اذا كان لدينا قوتان مهمتان داخل الامم المتحدة لم يحضرا مثل هذا المؤتمر فهذا ليس علامة ايجابية."
وقال دبلوماسي غربي رفيع في واشنطن في وقت سابق هذا الاسبوع ان اجتماع باريس يمكن ان يساعد في تشديد العقوبات على سوريا ويزيد من عزلتها لتعزيز الضغط على الاسد.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه ان أي تحرك روسي واضح بعيدا عن الاسد سيضعف موقفه.
وأضاف "سواء أبلغ الروس الاسد أو لم يبلغوه بأنه أفضل صديق لهم فان الاسد يعتقد بالتأكيد ان الروس هم أفضل صديق له وهذا يدعمه الى حد ما."
وقال لافروف ان زعيم المجلس الوطني السوري المعارض سيكون في موسكو في محادثات الاسبوع القادم لكنه لم يلمح الى تغير في موقف روسيا.
وأوضح الاسد انه ليس لديه نية للتنحي وانه يمكنه ان يعول على التأييد القوي من ايران.
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس "الامريكيون يفكرون فقط في مصالحهم لكن من حق الدول في المنطقة بما فيها أمة سوريا العظيمة ان تحدد بحرية مصيرها ويجب على الدول الاخرى عدم فرض مطالبها."