عززت القوات الأوكرانية من اندفاعتها في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد غداة بدء القوات الروسية الانسحاب منها، مؤكدة انها تمكنت من التوغل نحو سبعة كيلومترات اخرى في المنطقة، وسيطرت خلال ذلك على ما يصل الى 12 بلدة.
واكد قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني عبر تلغرام الخميس، ان "وحدات من قوات الدفاع (تقدمت) سبعة كيلومترات"، في مقاطعة خيرسون الاربعاء، واستعادت 12 قرية، وبما يزيد اجماليه عن 260 كيلومترا مربعا.
واحجم زالوجني عن "تأكيد أو نفي المعلومات حول ما يسمى بانسحاب" القوات الروسية، وذلك اسوة بالرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال الاربعاء، ان بلاده تلزم "الحذر الشديد" حيال الاعلان الذي اصدرته موسكو بخصوص هذا الانسحاب.
وكان الجيش الأوكراني اعلن استعادة 1381 كيلومترا مربعا و41 بلدة خلال أربعين يوما من هجومه المضاد الذي اطلقه في مواجهة القوات الروسية التي سيطرت على منطقة خيرسون وعاصمتها التي تحمل الاسم ذاته، في الايام الاولى للحرب قبل نحو تسعة اشهر.
"انقاذ أرواح جنودنا"
أمرت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء، قواتها بالانسحاب من مدينة خيرسون في خطوة قالت انها تهدف الى "تنظيم خطوط الدفاع" على نهر دنيبرو، حيث تحتشد القوات الاوكرانية.
ويقضي القرار الذي اعلنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عبر التلفزيون، سحب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون التي تتضمن عاصمة المقاطعة.

وقال شويغو ان القرار جاء بعد اقتراح من قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي اكد ان من شأن الخطوة "انقاذ أرواح جنودنا"، الذين اصبح بقاؤهم "على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى"، بعدما بات متعذرا ايصال الامدادات اليهم.
وكانت السلطات الروسية عمدت في الفترة الماضية الى اخلاء اكثر من 100 الف مدني من خيرسون.
ينظر الى خروج الجيش الروسي من خيرسون بوصفه أكبر عمليات الانسحاب التي ينفذها منذ بدء الحرب، والتي يعزى الفضل فيها للهجوم المضاد الذي تشنه القوات الاوكرانية مدعومة من حلف شمال الاطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة.
هذا الامر، اكد عليه الأمين العام للحلف يس ستولتنبرغ الخميس، والذي قال للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في روما انه "إذا غادر الروس خيرسون فسيكون ذلك انتصارا آخر لأوكرانيا".
ولفت ستولتنبرغ الى ان الناتو سيراقب للتحقق من ان الروس قد انسحبوا بالفعل، مجددا التاكيد على ان الحلف سيدعم أوكرانيا "طالما تطلب الأمر ذلك".