القصف الروسي يحيل ماريوبول الاوكرانية إلى رماد والغرب يستعد لفرض عقوبات جديدة

تاريخ النشر: 23 مارس 2022 - 08:02 GMT
القصف الروسي يحيل ماريوبول إلى رماد

أحال القصف الروسي مدينة ماريوبول الاوكرانية إلى "رماد"، بينما اصبحت مدينة خيرسون على اعتاب كارثة إنسانية جراء الحصار، في وقت تستعد الدول الغربية لفرض مزيد من العقوبات على روسيا لإجبارها على وقف الحرب التي دخلت يومها الـ 28.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن ضربات جوية روسية مكثفة أصابت مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، إذ اندلع قتال في الشوارع غداة رفض المدينة طلب موسكو إعلانها الاستسلام. وقال مجلس المدينة إن القصف أحال ماريوبول إلى "رماد".

وفي سياق متصل، أعلن نائب رئيس وزراء أوكرانيا الأربعاء، عن الاتفاق على فتح 9 ممرات إنسانية اليوم، والمدنيون الساعون للفرار من ماريوبول سيجدون وسائل مواصلات في برديانسك.

من جهة اخرى، أعلن حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية الأربعاء، "الاتفاق على وقف إطلاق نار بالمنطقة لإجلاء مدنيين من بعض البلدات".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية في وقت سابق عن زعيم انفصالي قوله إن القوات الروسية ووحدات الانفصاليين المدعومين من روسيا سيطرت على نصف المدينة تقريبا.

وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك إن قتالا في الشوارع يدور هناك، وإن المدنيين وكذلك القوات الأوكرانية يتعرضون لنيران روسية. كان يقطن المدينة 400 ألف نسمة، ويُعتقد أن مئات الآلاف محاصرون داخل المباني دون طعام أو ماء أو كهرباء أو تدفئة.

وفي الاثناء، قالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان الأربعاء، إن هناك "تحرك مكثف للمعدات العسكرية الروسية والبيلاروسية على حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا".

وعلى صعيد الاشتباكات بالقرب من العاصمة كييف، أضافت هيئة الأركان العامة "قواتنا تصد الهجمات عن مدينة تشيرنيهيف، وتمنع تقدم القوات الروسية نحو كييف".

وتحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن إسقاط أكثر من 17 هدفا جويا روسيا خلال الساعات الماضية.

وعلى صعيد اخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليج نيكولينكو الاربعاء، إن 300 ألف مواطن في مدينة خيرسون يواجهون كارثة إنسانية بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الروسي عليها.

وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "يواجه 300 ألف مواطن في خيرسون كارثة إنسانية جراء حصار الجيش الروسي". وأضاف: "الإمدادات الغذائية والطبية في خيرسون توشك على النفاد، لكن روسيا ترفض فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين"، مؤكدا على ضرورة وقف التصرفات الروسية التي وصفها بـ "البربرية" قبل فوات الأوان.

اسلحة كيميائية ومفاوضات "صعبة"

الى ذلك، أثارت روسيا مجددا مسألة تسرب للأمونيا في مدينة سومي بشمال شرقي أوكرانيا المحاصرة، وألقت باللوم على "جماعات قومية أوكرانية" خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. ورفضت بريطانيا والولايات المتحدة الاتهام.

وقال دميتري بوليانسكي نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة "من الواضح أن السلطات القومية الأوكرانية، بتشجيع من الدول الغربية، لن تتوقف عند أي شيء لترهيب شعبها وتشن هجمات لاتهام روسيا".

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، للصحافيين "من الصعب ألا نستنتج، بالنظر إلى سجلهم في المملكة المتحدة، وفي روسيا ضد أليكسي نافالني، وبالنظر إلى ما رأيناه في سورية، أن هذا قد يكون مقدمة لاختلاق الروس أنفسهم هجوما ما بأسلحة كيميائية".

ورفضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد اتهامات روسيا ووصفتها بأنها "عبثية". وقالت "قلقنا هو أن هذا تمهيد لخطط روسيا لاستخدام أسلحة كيميائية".

وفي الاثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محادثات السلام مع روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو شهر "صعبة وتصادمية في بعض الأحيان".

وأضاف "المساعدات الإنسانية التي ترد إلينا لا تكفي الاحتياجات المتزايدة".

وتابع الرئيس الأوكراني "تم إجلاء نحو 7 آلاف شخص فقط بصعوبة شديدة اليوم من مدينة ماريوبول، وهناك 100 ألف شخص يحاولون الخروج منها بسبب المعارك".

ودعا زيلينسكي البابا فرانشيسكو إلى زيارة بلاده والقيام بوساطة بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب.

وعلى صعيدها، نقلت وكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، عن مسؤول في الخارجية الروسية قوله إن "وفد التفاوض الأوكراني لم يكن يمثل نظام كييف، بل الولايات المتحدة الأميركية".

اجتماع للناتو وعقوبات جديدة

وفي الغضون، اعلن حلف شمال الاطلسي "الناتو" ان الرئيس الأوكراني دعي لمخاطبة قادة دول الحلف مال الأطلسي "ناتو" الذين سيجتمعون الخميس، في قمة استثنائية مكرسة لحرب روسيا على أوكرانيا.

 وقال مسؤول في حلف الأطلسي إن "الرئيس زيلينسكي مدعو لإلقاء كلمة في قمة الناتو عبر رابط الفيديو".

""الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

 

وأضاف "ستكون فرصة لقادة دول الحلف للاستماع مباشرة من الرئيس زيلينسكي يتحدث عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الأوكراني بسبب العدوان الروسي"، مضيفا أن الحلفاء الذين يقدمون "كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأساسية" لأوكرانيا سيدرسون ماذا يمكنهم أن يفعلوا "لتعزيز" دعمهم.

يأتي ذلك فيما تستعد الدول الغربية لفرض مزيد من العقوبات على روسيا لإجبارها على إعادة النظر في أفعالها، كذلك فإنها ستشدد الإجراءات الحالية، ما يزيد من عزلة روسيا عن التجارة والتمويل الدوليين.

ويشارك الرئيس الأميركي جو بايدن، في محادثات مع زعماء غربيين آخرين، يوم الخميس، في بروكسل، حيث مقرا حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ويعتزم بايدن بعدها السفر إلى بولندا التي استقبلت نحو 2.1 مليون لاجئ من أوكرانيا المجاورة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن بايدن سيعلن إجراءات لتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. ويُعَدّ هذا الغاز عقبة رئيسية أمام جهود الغرب لعزل موسكو اقتصادياً.

وقال سوليفان إن الزعماء سينسقون أيضاً المرحلة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.