طرح ظهور قائد ميداني في "وحدة النخبة" التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في تسجيل مصوّر جديد، جملة من التساؤلات حول دلالات التوقيت، لا سيما في ظل تلويح حكومة الاحتلال الإسرائيلي باجتياح مدينة غزة.
ففي مقطع بثّته كتائب القسام مساء الاثنين، ظهر المقاتلون وهم يتصدّون لتوغّل القوات الإسرائيلية والآليات العسكرية في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، حيث برز ضمن المشاهد قائد ميداني من وحدة النخبة، موجهاً رسالة مزدوجة لعناصر المقاومة من جهة، ولقيادة الاحتلال من جهة أخرى.
الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي علّق على هذا الظهور بالقول إنه يحمل دلالات مهمة، مشيراً إلى أن دخول مقاتلين يحملون شعار "وحدة النخبة" إلى المواجهة يعني أن حماس بدأت باستخدام قواتها الأكثر تدريباً. وأضاف أن المرحلة المقبلة من القتال ستكون أكثر تعقيداً وشراسة، نظراً إلى ما تمتلكه هذه الوحدات من قدرات خاصة ومهارات ميدانية متقدمة.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله عبر قناة الجزيرة- أن هذه القوات تتمتع بمستوى عالٍ من الجهوزية والتدريب، وهي قادرة على تنفيذ عمليات معقدة في بيئات قتالية مختلفة، مما يشير إلى تصعيد نوعي في أسلوب المواجهة.
القائد الملثم، الذي ظهر في التسجيل، توعّد الاحتلال بالردّ على تهديداته، مؤكداً أن المقاومين يحيطون بالقوات الإسرائيلية من كل جانب. ورغم إقراره بصعوبة المعركة، شدد على أن "الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده"، داعياً عناصر المقاومة إلى الثبات والانطلاق بثقة.
من جهته، أشار الفلاحي إلى أن ما عُرض في التسجيل من مشاهد رصد دقيق لتحركات قوات الاحتلال، حتى داخل الأبنية، يدل على نجاح المقاومة في التكيف الميداني، واستعادة زمام المبادرة في بعض المحاور.
ورغم التصعيد المتواصل، لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية تتركّز في أطراف حي الزيتون، دون أن تتمكن من تنفيذ توغّل فعلي داخل مدينة غزة، بخلاف ما تروّج له التصريحات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
يُذكر أن "وحدة النخبة" في كتائب القسام كانت رأس الحربة في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث نفذ عناصرها اقتحامات نوعية ضد مواقع وثكنات عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ما شكّل ضربة قاسية للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في بداية الحرب.