تعهدت جماعة عراقية متصلة بتنظيم القاعدة يوم السبت بتوسيع هجمات في جميع أرجاء العراق بدلا من مجرد التركيز على بغداد بعدما أعلنت واشنطن عن خطط لتعزيز قواتها في العاصمة.
وقال زعيم ما أعلن في تشرين الاول/ أكتوبر انها إمارة إسلامية في العراق في تسجيل وضع على موقع على الانترنت ان الحملة لن تتوقف الا اذا وقع (الرئيس الاميركي جورج) بوش "اتفاقية الهزيمة".
وأضاف المتحدث الذي عرف بانه أبو عمر البغدادي (أمير دولة العراق الاسلامية) "نبشر أهلنا أهل السنة اننا نعلن اليوم عن خطة اسميناها خطة الكرامة اوسع واحكم بعون الله ولا تشمل بغداد وحسب بل جميع مناطق دولة الاسلام نوسع بها دائرة المعارك ينتهي أمدها باعلان بوش فشل خطته وتوقيع اتفاقية الهزيمة يجر اذيال الخيبة والخسران".
وفي كانون الثاني/ يناير قال بوش انه سيرسل 00512 جندي اضافية الى العراق في مسعى لقمع أعمال القتل الطائفية والهجمات التي يشنها المسلحون وبخاصة في بغداد.
وأضاف البغدادي أن بوش يعطي المقاتلين المسلمين فرصة "نحر المارد الصليبي المجروح واستغلال فرصة انهيار معنويات جنوده وقادته ولم شمل المجاهدين وتثبيت اركان دولة الاسلام.
ولم يتسن التأكد من مدى صحة التسجيل ولكنه وضع على مواقع على الانترنت تستخدمها القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة في العراق.
ودعا البغدادي الجماعات الاسلامية السنية الاخرى الى الانضمام الى دولته من أجل توحيد صفوف المقاتلين. وقال "اؤكد لاخواني المجاهدين الذين لم يبايعوا بعد دولة الاسلام... انهم اخوتنا غير اننا نرى معصية في تخلفهم عن اللحاق باخوتهم في الاسلام."
وحذر البغدادي سوريا من مساعدة الولايات المتحدة في مواجهتها أمام المسلحين. وقال ان واشنطن كانت لتنقلب على دمشق لولا انشغالها في الحرب في العراق.
وقال "يجب أن يدرك البعثيون في سوريا انه لولا جهاد ابناء الرافدين لكانوا اليوم على أعواد المشانق لذلك ننصحهم بألا يقعوا في الفخ... بوضع ايديهم مع واشنطن فهذا غير مفيد لهم على الاطلاق."
وأضاف "معركتنا مع الفرس (ايران) كما هي مع الروم (الولايات المتحدة) الا ان أمر الفرس أهون وأحقر من أمر الروم خاصة مع الضربة الاميركية المحدودة المنتظرة لمواقع عسكرية ونووية ايرانية وذلك بعد الفشل المتوقع لخطة بوش الامنية في العراق تنتهي بتوقيع اتفاقية ينسحب بموجبها من دولة الاسلام وتعطيه فرصة لكبح جماح الامبراطورية الفارسية."
وقتل مهاجم انتحاري 135 شخصا يوم السبت في اعنف تفجير منفرد في بغداد منذ الغزو الاميركي عام 2003 حين قاد شاحنة تحمل طنا من المتفجرات الى سوق في منطقة يغلب عليها الشيعة.
وأنحى رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي باللائمة على انصار صدام حسين والمتشددين السنة الاخرين في هذا الانفجار الذي دمر اكشاك للفواكه والخضروات وترك الجثث الممزقة للمتسوقين متناثرة في الشارع.
ووقع الهجوم في وقت تستعد فيه القوات الاميركية والعراقية لشن هجوم بعد محاولة اخيرة لوقف العنف الطائفي المتفاقم والذي يقتل المئات في بغداد اسبوعيا.
وقال احد السكان ويدعى جاسم (42 عاما) والذي هرع من منزله القريب للمساعدة في انتشال الضحايا من بين الانقاض بعد سماع الانفجار المدوي "كان مشهدا مروعا. دمرت الكثير من المتاجر والمنازل."
وقال تقرير للمخابرات الاميركية يوم الجمعة أن أعمال العنف المتصاعدة بين العرب السنة الذين يمثلون اقلية والشيعة الذين يمثلون اغلبية والمهيمنين على الوضع السياسي في العراق يمكن وصفها بأنها حرب أهلية.
وقال اللواء جهاد الجابري وهو مسؤول كبير بوزارة الداخلية العراقية للتلفزيون الحكومي ان الشاحنة كانت محملة بطن من المتفجرات.
وقال المالكي في بيان ان "هذه الجريمة" هزت كل العراقيين اليوم. واضاف ان "الصداميين والتكفيريين" ارتكبوا جريمة اخرى.
وافادت الشرطة ان اكثر من 305 اشخاص اصيبوا. واكتظت مستشفيات العاصمة بالضحايا. وسادت الفوضى في مستشفى ابن النفيس في الكرادة حيث امتلأت الممرات بالجرحى المحمولين على محفات.
وقال رجل في المستشفى والدماء تسيل من وجهه "كنت في متجري ووقع انفجار ضخم وسقط السقف فوقي. استيقظت هنا في المستشفى."
وقال شاهد من رويترز إن عمال الطوارئ سحبوا جثث القتلى من تحت الأنقاض ووضعوها على متن شاحنات صغيرة.
وفي واشنطن وصف البيت الأبيض هذا التفجير الانتحاري بأنه "عمل وحشي " وتعهد بتقديم المساعدة للحكومة العراقية من أجل إحلال الأمن في العاصمة.
وقال توني سنو السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان "إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب العراق. وسندعم الحكومة المنتخبة.. وقوات أمنها من أجل المساعدة في جلب مزيد من الأمن لأهل بغداد."
وكانت ثلاث سيارات ملغومة انفجرت في نفس السوق في ديسمبر كانون الاول مما ادى الى مقتل 51 شخصا.
ووقع الانفجار الذي ترك حفرة كبيرة في الشارع بعد ساعات من تجديد أبرز رجل دين شيعي بالبلاد آية الله علي السيستاني مناشدته للعراقيين لنبذ العنف.
وقال السيستاني إن الأمة الاسلامية تمر بأوضاع صعبة وتواجه تحديات هائلة تهدد مستقبلها مضيفا أن الجميع يدرك أهمية الوقوف معا ورفض التوترات الطائفية لتفادي إثارة خلافات طائفية.
وفي اسوأ تفجيرات منفردة في السابق بالعراق قتل مفجر انتحاري 125 شخصا في الحلة جنوبي بغداد في شباط/ فبراير 2005 . وفي تشرين الثاني /نوفمبر 2006 قتل تفجير ست سيارات ملغومة في مناطق مختلفة من حي مدينة الصدر في بغداد 202 واصاب 250 .
وسيلقي تفجير السبت الضوء مجددا على الخطة الامنية التي يعتزم المالكي تنفيذها في العاصمة وما اذا كانت ستنجح فيما فشلت فيه حملات امنية سابقة.
ويقول منتقدوه ان حملة امنية الصيف الماضي فشلت لأن الجيش العراقي قدم قوات اقل مما يلزم وأن المالكي تردد في التصدي لميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهو حليف سياسي مهم يعتبر البنتاجون الان انه يمثل خطرا اكبر على السلام في العراق من تنظيم القاعدة السني.
وقال بوش ان حكومة المالكي يجب ان تقود جهود تأمين العاصمة وأن تحقق تقدما سياسيا بالموافقة على قانون جديد بشأن النفط يحدد كيفية تقاسم الايرادات وأن تعدل الدستور وهو مطلب للاقلية السنية.
وفي مدينة كركوك الشمالية المختلطة عرقيا قالت مصادر من الشرطة إن سبع سيارات ملغومة انفجرت خلال ساعتين مما أسفر عن مقتل اربعة اشخاص على الأقل وإصابة 37 آخرين. واستهدفت عربتان من السبعة مكاتب الحزبين الكرديين الرئيسيين في المدينة.
وعلى مسافة أبعد الى الشمال فرص حظر تجول اخر على الموصل ثالث اكبر المدن العراقية بعدما اندلعت اشتباكات بين المتمردين والشرطة في مناطق عديدة.