الفنزويليون يشيعون نعش تشافيز ويستعدون للانتخابات

تاريخ النشر: 07 مارس 2013 - 05:38 GMT
نعش تشافيز لدى مروره في شوارع كراكاس
نعش تشافيز لدى مروره في شوارع كراكاس

شيع انصار هوجو تشافيز جثمانه في شوارع كراكاس يوم الاربعاء وسط فيضان من المشاعر يأمل حلفاؤه ان يساهم في فوز نائبه بانتخابات تحفظ ثورته التي صاغها بنفسه على قيد الحياة من بعده.

وسار عشرات الالاف من "التشافيزيين" وراء نعش يحمل جثمان الرئيس الثوري المفوه وقد لف في العلم الفنزويلي بألوانه الأزرق والأحمر والأصفر.

واذاعت مكبرات الصوت تسجيلات لأغنيات غناها الزعيم الاشتراكي الراحل. وحمل بعض المشيعين لافتات على هيئة قلب كتب عليها "انا احب تشافيز" بينما هتف اخرون من فوق اسطح البنايات وهم يلوحون بالقمصان القطنية الحمراء.

توفي الزعيم الراحل (58 عاما) يوم الثلاثاء بعد معركة مع السرطان استمرت عامين خضع خلالها لأربع عمليات جراحية في كوبا منذ اكتشاف المرض للمرة الأولى في منطقة الحوض في منتصف عام 2011.

ونقل جثمان تشافيز إلى اكاديمية عسكرية يوم الاربعاء ليرقد هناك لثلاثة ايام قبل ان تشيع الجنازة رسميا.

وانتقل عبء مستقبل السياسيات الاشتراكية التي اتبعها تشافيز والتي أكسبته حب الفقراء في فنزويلا واغضبت معارضيه الذين اعتبروه دكتاتورا إلى كتفي نائبه نيكولاس مادورو وهو الرجل الذي اختاره لخلافته.

وقال مادورو "ندعو شعبنا الى ان يترجم هذا الألم الى سلام."

وسيكون مادورو (50 عاما) وهو سائق حافلة سابقا وزعيم نقابي مرشح الحكومة في الانتخابات الرئاسية الجديدة التي من المرجح ان تضعه في مواجهة مع زعيم المعارضة وحاكم ولاية ميراندا إنريكي كابريليس.

ومن المتوقع ان تؤثر نتيجة هذه الانتخابات بشكل كبير في المنطقة اذا وضع في الاعتبار المساعدات الاقتصادية الحيوية والوقود المخفض السعر الذي كان تشافيز يمنحه لحلفائه في امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وانخفضت اسعار اذون الخزانة الفنزويلية يوم الاربعاء مع محاولة المستثمرين الحفاظ على مكاسبهم التي تراجعت في انتظار وفاة تشافيز خوفا من مرحلة غياب اليقين السياسي.

وأعلنت السلطات الفنزويلية انه سيتم الدعوة الى الانتخابات خلال 30 يوما لكن لم يتضح على الفور ما اذا كانت الانتخابات ستجري خلال 30 يوما ام ان الدعوة اليها فقط ستحدث خلال 30 يوما.

وسارع القادة العسكريون الى اعلان ولائهم لمادورو الذي أعلن تشافيز قبل رحلته العلاجية الأخيرة الى كوبا انه يفضله كخليفة له وطلب من انصاره تأييده. وسيتولى مادورو زعامة البلاد بشكل مؤقت الى حين اجراء الانتخابات.

ومن المتوقع ان يعمل مادورو الآن على حشد الدعم من ائتلاف تشافيز المتنوع الذي يضم يساريين وزعماء أعمال وجماعات مسلحة أصولية يسارية.

ورجح البعض إلى ان مادورو قد يحاول تخفيف التوتر مع المستثمرين الغربيين والحكومة الأمريكية. لكن قبل ساعات من وفاة تشافيز زعم مادورو ان الأعداء "الامبرياليين" اصابوا تشافيز بالسرطان وطرد اثنين من الدبلوماسيين الأمريكيين واتهمهما بالتآمر مع معارضين فنزويليين.

وفوز كابريلس (40 عاما) السياسي الوسطي الذي يعتبر البرازيل مثلا يحتذى -إذا حدث- فإنه قد يفضي إلى تغييرات كبيرة ومن المتوقع ان ترحب به جماعات الأعمال على الرغم من انه على الارجح سيمضي بحذر للتخفيف من خطر الاضطراب السياسي.

وفاز تشافيز بسهولة بولاية رئاسية جديدة مدتها ست سنوات في الانتخابات التي اجريت في اكتوبر تشرين الأول وسيتأثر بوفاته ملايين الأنصار الذين كانوا يعشقون حضوره الطاغي ومناهضته للسياسات الأمريكية واتباعه لسياسة التمويل اعتمادا على الثروة النفطية والتي وفرت الغذاء المدعوم والمستشفيات المجانية لسكان الأحياء الفقيرة التي طالما تعرضت للإهمال.

لكن منتقديه كان يرون في اعتماده على نظام الرجل الواحد وعلى سياسة التأميم والمعاملة القاسية مع خصومه دليلا على انه دكتاتور مغرور تسببت سياسته الاقتصادية في اهدار الكثير من عائدات النفط.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن