قال دبلوماسيون ان فرنسا ستقدم الى مجلس الامن يوم الاثنين بيانا صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العنف ضد المحتجين. ويأتي قرار إعداد "بيان رئاسي" للمجلس المكون من 15 عضوا بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين ملزمين ينددان بهجوم القوات السورية المستمر منذ عام ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس بشار الاسد والذي تقول الامم المتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا فيه.
وقال دبلوماسي في الامم المتحدة لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "التركيز الرئيسي هو على بناء أرضية مشتركة ودعم جهود عنان وتوجيه رسالة واضحة الى دمشق".
وقال مبعوثون ان فرنسا تعتزم توزيع مشروع البيان على أعضاء المجلس في وقت لاحق يوم الاثنين في نهاية اجتماع مغلق بشأن أمور لا علاقة لها بالقضية.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان عنان حث المجلس يوم الجمعة على التغلب على الجمود وعلى الوحدة في دعم جهوده لانهاء العنف الذي دفع سوريا الى شفا الحرب الاهلية.
وقال مبعوثون ان عنان قال مخاطبا اجتماعا مغلقا للمجلس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة انه كلما كانت رسالة المجلس أشد في دعم جهوده للتفاوض بشأن وقف اطلاق النار زادت فرصه لانهاء القتال.
وقال المبعوثون ان عنان ذكر انه يريد من المجلس ان يوافق على بيان يدعمه في أقرب وقت ممكن.
ولم يتضح متى يمكن اقرار البيان الرئاسي الذي يتلوه رئيس المجلس ويدون في سجلات الامم المتحدة الرسمية. وقال دبلوماسيون انهم يأملون ان يتم اعتماد البيان في أقرب وقت ممكن.
وبخلاف القرارات الملزمة قانونا والتي تحتاج الى موافقة تسعة أعضاء وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس لحق النقض فان هذه البيانات بصفة عامة غير مُلزمة لكنها تحتاج الى تأييد بالاجماع في المجلس.
والبيان الرئاسي الذي تؤيده فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال والولايات المتحدة منفصل عن مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدعو سوريا الى السماح بدخول موظفي المساعدات الانسانية.
وقال دبلوماسيون ان المفاوضات بشأن المسودة الامريكية توقفت بينما يعكف عنان على اقناع الاسد والمعارضة السورية بالموافقة على وقف اطلاق النار. وتقول روسيا والصين ان الغرب والدول الخليجية العربية يسعون الى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وهو ما تعارضه موسكو وبكين.
وكانت آخر مرة أصدر فيها مجلس الامن بيانا رئاسيا بشأن سوريا في اغسطس اب 2011 .
هدمة انسانية
قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الاثنين ان وزير الخارجية الروسي عبر عن تأييده الصريح لخطة الوقف اليومي لاطلاق النار للأغراض الانسانية في سوريا ووعد بأن تضغط روسيا على حكومة سوريا لقبولها. وقال رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرجر لرويترز عقب محادثاته مع وزير الخارجية سيرجي لافروف ان الوزير الروسي "وافق بوضوح وكان مؤيدا" لفكرة وقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا للسماح بعمليات المساعدات العاجلة.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان لافروف وعد بأن تضغط روسيا على حكومة الرئيس بشار الاسد بشأن الخطة قال كيلينبرجر "نعم الى حد بعيد."
وروسيا حليف قديم لسوريا وجنبت الأسد الادانة في مجلس الامن بعدما استخدمت هي والصين مرتين حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين يساندهما الغرب وينظر اليها على انها تملك بعض التأثير على الحكومة السورية.
وعقد كيلينبرجر اجتماعا استمر 90 دقيقة مع لافروف يوم الاثنين في موسكو ليطلب مساعدة روسيا في اقناع دمشق بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الانسانية الى مدنيين محاصرين في مناطق تشن فيها قوات الرئيس بشار الاسد هجمات لسحق المعارضين والمحتجين.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي الوكالة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا قد اقترحت يوم 21 فبراير شباط هدنة لمدة ساعتين يوميا للسماح باجلاء الجرحى وتقديم الاغذية والادوية والامدادات الحيوية الأخرى.
وقال كلينبرجر في مقابلة في مطار موسكو قبل مغادرة روسيا "احد اولوياتنا هو وقف اطلاق النار لاغراض انسانية. ابلغته (لافروف) ان الوضع اصبح أكثر الحاحا.
"لا يمكن أن تكون غير قادر على الدخول لاجلاء الجرحى عندما تكون أشد المعارك دائرة. نريد ايضا ان نقوم بأنشطة الحماية واعني بهذا حماية البعثات الطبية وهو ما يعني الوصول الى المعتقلين حتى يمكننا فحص حالاتهم وعلاجهم."
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اجتماع اللجنة مع لافروف عقد "في اطار اتصالاتها مع كل من يمكن ان يكون لهم تأثير ايجابي على عملها في سوريا. نأمل ان نرى نتائج ملموسة لمثل هذه الاتصالات على الارض في الايام أو الاسابيع القادمة."
وفيما يتعلق بالوقف اليومي لاطلاق النار قال كيلينبرجر "اريد التزاما لا لبس فيه من جميع الاطراف المعنية. وليس لدي هذا الالتزام. أعني من جانب الحكومة وايضا من المعارضة المسلحة."
واضاف ان الحكومة "تؤيده من حيث المبدأ لكن ... لن اعتبره التزاما صريحا."
وبخصوص المعارضة قال كيلينبرجر انه تلقى ردا ايجابيا من الجيش السوري الحر لكنه لم يحصل على نفس التأييد من المجلس الوطني السوري وهو مظلة في الخارج لجماعات معارضة.
وتواصل روسيا تسليم الاسلحة الى سوريا التي تعود علاقاتها بموسكو الى الحقبة السوفيتية وتحذر الدول الغربية والعربية من التدخل العسكري او السياسي في حين تعبر عن دعمها لجهود الاغاثة الانسانية الدولية