خمسة قتلى برصاص الامن والجامعة تعد لمعاقبة سوريا

تاريخ النشر: 26 نوفمبر 2011 - 03:50 GMT
تظاهرة لسوريين مقيمين في تركيا ضد نظام الرئيس الاسد بعد صلاة الجمعة في اسطنبول
تظاهرة لسوريين مقيمين في تركيا ضد نظام الرئيس الاسد بعد صلاة الجمعة في اسطنبول
افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة مدنيين بينهم طفل قتلوا برصاص الامن السبت في سوريا التي من المتوقع ان يصدر بحقها وزراء المالية العرب في القاهرة عقوبات اقتصادية.
وقال المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه "استشهد ثلاثة مواطنين بينهم طفل في العاشرة من عمره اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية في حيي الخالدية ووادي ايران" في حمص (وسط).
واضاف "استشهد مواطن في حي باب السباع اثر اصابته برصاص قناصة من حاجز امني قبل قليل" مشيرا الى ان "ذوي مواطن تسلموا جثمان ولدهم في حي البياضة بعد شهر من اعتقاله كما سلم جثمان ناشط اخر الى ذويه في حي باب السباع بعد ايام من اعتقاله".
وفي دير الزور (شرق)، ذكر المرصد في بيان ثان "استشهد مواطن في حي المطار بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر اطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الامن خلال حملة مداهمات واعتقالات".
وافاد المرصد ان "حي المطار القديم يشهد انتشارا امنيا وعسكريا منذ صباح السبت حيث تتمركز ناقلات الجند المدرعة وتنفذ القوات الامنية حملة مداهمات واعتقالات منذ فجر اليوم اسفرت عن اعتقال 35 شخصا على الاقل".
وكان المرصد قال في بيان صباح السبت "اسفرت الاشتباكات التي دارت مساء الجمعة في دير الزور بين القوات الامنية والعسكرية ومنشقين عنها عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر الجيش والامن وجرح العشرات واصابة ثلاثة منشقين بجراح احدهم بحالة حرجة".
من جهتها اعلنت لجان التنسيق المحلية المشرفة على احداث الحركة الاحتجاجية، في بيان مساء الجمعة ان "الجيش يحاصر منطقة غسان عبود وينشر القناصة على الاسطح، والامن مع عناصر من الجيش يفتشون المنازل بحثا عن المنشقين". واكدت ان "إطلاقا كثيفا للنار جرى بالاسلحة الثقيلة والرشاشات" خلال العملية.
وفي ريف حمص ، ذكر المرصد "نفذت قوات امنية وعسكرية حملة مداهمات واعتقالات في قرية البويضة الشرقية التابعة لمدينة القصير ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص بجراح واعتقال نحو 16 مواطنا".
ونقل المرصد عن ناشط في ريف ادلب (شمال غرب)، سلمت السلطات السورية "جثمان رقيب اول مجند في الجيش الى ذويه في قرية كنصفرة بعد 4ايام من اعتقاله بعد انشقاقه".
واضاف المرصد "اقتحمت قوات امنية وعسكرية صباح السبت بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب (ريف حماة) وقامت بحملة مداهمات في البلدة".
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 16 مدنيا في حصيلة جديدة اوردها المرصد في بيان السبت بينهم اثنان في دير الزور (شرق) وستة في محافظة حمص (وسط) وفتى في ريف دمشق وستة مواطنين في ريف حماة (وسط) كما قتل رجل في ريف درعا (جنوب).
ومن المقرر ان يعقد اجتماع لوزراء المالية العرب السبت في القاهرة لبحث مسألة العقوبات التي ستطرح الاحد على اجتماع مماثل لوزراء الخارجية العرب.
وكانت الجامعة العربية هددت بفرض عقوبات شديدة على سوريا ما لم توافق على قبول ارسال مراقبين عرب لحماية المدنيين قبل انقضاء مهلة جديدة اعطتها لدمشق وانتهت الجمعة.
وعلق وزراء الخارجية العرب في 16 تشرين الثاني/نوفمبر مشاركة سوريا في اعمال الجامعة احتجاجا على القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد المحتجين والذي اسفر عن مقتل اكثر من 3500 شخص منذ منتصف اذار/مارس وفق اخر تقرير للامم المتحدة.
وقال وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الخميس إنه اذا لم توافق سوريا على دخول المراقبين فإنهم سوف يدرسون فرض عقوبات على سوريا بينها تعليق الرحلات الجوية لسوريا ووضع قيود على التجارة ووقف التعاملات مع البنك المركزي وتجميد حسابات مصرفية للحكومة السورية.
وقال الوزراء انهم قد يقررون ايضا وقف المعاملات التجارية مع الحكومة السورية "باستثناء السلع الاستراتيجية حتى لا يؤثر ذلك على الشعب السوري."
ومن المقرر ان ينعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية يوم السبت والذي يمكن ان يضم مسؤولين او وزراء لإعداد توصيات يتم رفعها لاجتماع وزراء الخارجية المقرر في اليوم التالي.
ويترنح الاقتصاد السوري بالفعل بعد اشهر من الاضطرابات كما ساهمت في تفاقم الامر عقوبات امريكية واوروبية على صادرات النفط والعديد من المشروعات الحكومية.
وفي تركيا المجاورة قال وزير الخارجية احمد داود أوغلو ان بلاده قد تتخذ خطوات مع الجامعة العربية اذا لم ترد سوريا بشكل ايجابي على خطة الجامعة بإرسال مراقبين.
وجاء التصعيد عقب اقتراح فرنسي بتوفير "ممرات انسانية" يمكن من خلالها نقل اغذية وادوية لتخفيف معاناة المدنيين.
وقد تربط الخطة الفرنسية مراكز مدنية سورية بالحدود التركية واللبنانية وساحل البحر المتوسط او مطار وتوفير وصول الامدادات الانسانية او الأدوية الى المحتاجين اليها.
واكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن الاقتراح الفرنسي لا يصل الى حد التدخل العسكري لكنه سلم بأن القوافل الانسانية ستحتاج إلى حماية مسلحة.
ويقول دبلوماسيون ان قوى اجنبية تسعى لإقناع دمشق بقبول مثل هذا البرنامج.
وقال مصدر دبلوماسي غربي "حتى الان لم يعلنوا رفضهم لذا فربما نتمكن من اقناعهم.. ما دمنا في البعد الانساني يكون من الصعب على دول مثل سوريا رفض السماح بوصول المساعدات للمدنيين."
وبدون الموافقة السورية تكون الوسيلة الوحدية لانجاح فكرة الممرات الانسانية هي دعمها بالقوة وبتأييد من الامم المتحدة.
لكن روسيا والصين ودولا اخرى عبرت عن معارضتها لفرض عقوبات على سوريا وحذرت من اي تدخل عسكري خارجي مما يوفر قدرا من الارتياح للأسد.
وقال الكسندر لوكاشيفتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في موسكو "ليست القرارات او العقوبات او الضغوط هي المطلوبة في المرحلة الراهنة بل المطلوب هو حوار سوري داخلي."
وقال لوكاشيفتش ان روسيا تدعم نداء الجامعة العربية لوقف العنف لكن جماعات "المعارضة الراديكالية" التي تحظى بدعم خارجي يلقى عليها اللوم ايضا. وأضاف ان التدخل العسكري الخارجي "غير مقبول على الاطلاق".
وبعد اجتماع في موسكو يوم الخميس حذر ايضا دبلوماسيون من روسيا والصين وثلاث دول اخرى من مجموعة بريكس للاقتصادات الصاعدة من التدخل الخارجي في سوريا بدون تأييد من الامم المتحدة.
وافادت الامم المتحدة السبت ان هناك حاليا نحو مليون ونصف مليون سوري بحاجة لمساعدة غذائية لتأمين قوتهم اليومي، في حين رأت ان لا حاجة في الوقت الحاضر لاقامة ممرات انسانية حسب الاقتراح الذي تقدمت به فرنسا.
وقالت رئيسة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس في بيان "مع تنامي الحاجة الى مزيد من المواد الغذائية طلب الهلال الاحمر السوري دعما اضافيا لاطعام نحو 1,5 مليون شخص".
واوضحت ان الهلال الاحمر السوري بمساعدة منظمات سورية اخرى كان قادرا حتى الان على تأمين القسم الاكبر من المساعدات الغذائية في سوريا.
وقالت اموس ان نحو ثلاثة ملايين سوري من اصل مجمل السكان البالغ عددهم 20,5 مليونا يتأثرون بالقمع الجاري ضد الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد منذ اذار/مارس الماضي.
وقالت اموس ان "الامم المتحدة مع شركائها غير قادرة في الوقت الحاضر على تقدير الحاجات الفعلية للسكان".
من جهة ثانية رفضت مسؤولة العمليات الانسانية لدى الامم المتحدة فكرة وزير الخارجية الفرنسي اقامة ممرات انسانية في سوريا، او فكرة اقامة مناطق انسانية فعلية.
واضافت "حتى الان ان الحاجات الانسانية المعروفة في سوريا لا تبرر اقامة آليات من هذا النوع. وقبل مناقشة هذه الخيارات من الضروري ان تكون لدينا فكرة واضحة عن الحاجات المحددة للسكان وفي اي مكان".
وبجانب الاحتجاجات التي تخرج في اغلبها سلمية فإن مسلحين هاجموا اهدافا عسكرية في الاسابيع الاخيرة. ويقول مسؤولون ان 1100 فرد من قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة.
وقال متحدث باسم الجيش السوري في تصريح عبر التلفزيون الرسمي ان "مجموعة ارهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في احدى القواعد الجوية العسكرية اثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أمس."
وأضاف "هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريبا نوعيا على قيادة الطائرات الحربية الحديثة ... هو تصعيد ارهابى خطير يكشف عن الوجه الحقيقى للمخطط الذى يستهدف بنية قواتنا المسلحة بمختلف انواعها وصنوفها ويؤكد تورط جهات اجنبية فى دعم هذه العمليات الارهابية بهدف اضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة."
وتتفق الرواية مع ما تقوله الحكومة من انها تواجه تمردا مسلحا من قبل مثيري متاعب بدعم من اعدائها وليست حركة سلمية مؤيدة للديمقراطية تستلهم ثورات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام وربما تجبر الرئيس اليمني على الرحيل.
وعرض التلفزيون الرسمي ايضا صورا لالاف الاشخاص الذين تظاهروا في وسط دمشق "تعبيرا عن رفضهم لقرار جامعة الدول العربية تجاه سوريا".