شهد الوضع الامني في العراق مزيدا من التدهور فقد قتل جندي اميركي ومترجم عراقي ورجلا اعمال فلنديين وفجر انتحاري نفسه داخل سيارة أمام معسكر اميركي واصاب 8 عراقيين وقتل تاسع بجروح واغتيل مدير شرطة بلد وحذر السيستاني الامم المتحدة من إقرار الدستور المؤقت.
أعلنت القوات المسلحة الأميركية الاثنين ان مقاتلين مناهضين للولايات المتحدة قتلوا جنديا أميركيا ومترجما عراقيا بتفجير قنبلة على جانب إحدى الطرق أثناء القيام بدورية في غرب العاصمة العراقية بغداد.
ووقع الحادث مساء الأحد بينما كانت مجموعة من الجنود تتحرك في ضاحية ابو غريب المضطربة على المشارف الغربية للعاصمة العراقية.
وقال بيان للجيش الاميركي "قُتل جندي من قوة العمل بالفرقة المدرعة الأولى ومترجم عراقي وأُصيب ثلاثة جنود آخرين خلال هجوم (بشحنة ناسفة بدائية) في 21 مارس (اذار)".
وارتفع بذلك عدد القتلى بين الجنود الاميركيين ومشاة البحرية الأميركية في المعارك منذ ان غزت القوات الأميركية العراق قبل عام الى 396 قتيلا.
وفي تطور آخر، قال متحدث عسكري أميركي ان هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة خارج قاعدة عسكرية أميركية شمالي العاصمة العراقية بغداد.
وقال الميجر نيل اوبراين ان الانفجار حدث الساعة 6.35 صباحا (0335 بتوقيت
جرينتش) عند بوابة معسكر اناكوندا في بلد على بعد نحو 50 كيلومترا شمالي بغداد.
واعلن عضو في قوات الدفاع المدني العراقية سعيد قدوم لوكالة فرانس برس ان احد افراد هذه القوات قتل وجرح آخر اليوم الاثنين في الانفجار.
وقال المصدر نفسه ان سيارة مفخخة انفجرت امام القاعدة الجوية في بلد في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (4: 00 توقيت غرينتش) مما ادى الى مقتل احد افراد قوات الدفاع الذاتي على الاقل وجرح ثمانية مدنيين عراقيين.
وأوضح ان السيارة المفخخة توقفت اولا في صف الانتظار الصباحي للآليات قبل دخول القاعدة حيث تجري اشغال بناء، ثم انفجرت.
وفي سياق التطورات الأمنية أيضا، قال مصدر في الشرطة العراقي ان مجهولين اغتالوا صباح اليوم مدير شرطة بلد التي تبعد مئة كيلومتر جنوب تكريت المقدم فاضل البلداوي مع سائقه. وقال العقيد حسن احمد من الشرطة العراقية في تكريت ان ثلاثة مسلحين ملثمين يستقلون سيارة بي ام دبليو أطلقوا النار على السيارة التي كان يستقلها للتوجه الى مقر عمله في المدينة ثم لاذوا بالفرار تطاردهم الشرطة موضحا ان الشرطة تمكنت من قتل احد المجهولين الثلاثة وفر الآخرين مع الجثة الى جهة مجهولة غرب محطة قطار بلد على بعد خمسة كيلومترات غرب المدينة.
وأعلنت وزارة الخارجية الفنلندية ان رجلي اعمال فنلنديين في مهمة في العراق قتلا الاثنين برصاص قناص في العاصمة العراقية بغداد.
التطورات السياسية
من ناحية اخرى، قال المرجع الأعلى للشيعة في العراق أية الله على السيستاني إنه يجب على الامم المتحدة ألا تقر الدستور العراقي المؤقت الذي أيدته الولايات المتحدة لانه يمكن أن يؤدي إلى تقسيم العراق.
وقال السيستاني انه سيقاطع فريقا من الامم المتحدة من المتوقع أن يزور العراق قريبا للمساعدة في تشكيل حكومة مؤقتة مالم تقل المنظمة الدولية انها لن تؤيد ذلك الدستور المؤقت.
وحدد السيستاني الخطوط العريضة لموقفه في رسالة بعث بها في الاسبوع الماضي للاخضر الابراهيمي وهو مستشار لكوفي انان الامين العام للامم المتحدة.
الى ذلك، أعربت بولندا عن أملها في ان تصدر الأمم المتحدة تفويضا لحفظ السلام في العراق يمنع اسبانيا من سحب قواتها من هناك كما وعد رئيس الوزراء الاشتراكي الاسباني المنتخب.
وقال فلوديمير سيموتسفيتش وزير الخارجية البولندي "آمل ان تكون هناك فرصة طيبة
للحصول على تفويض جديد من الأمم المتحدة لدى تشكل حكومة عراقية جديدة. هذا على الأرجح سيحل المشاكل التي تواجه الحكومة الاسبانية الجديدة".
واوضح خلال مؤتمر صحفي ان قرار مجلس الامن هذا هو شرط لتدخل اكبر من جانب
حلف شمال الاطلسي في العراق.
وأعلن خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو رئيس الوزراء الاسباني المنتخب ان مدريد
ستسحب 1300 جندي من العراق بحلول 30 حزيران / يونيو الا اذا تسلمت الامم المتحدة
المسؤولية الكاملة في الانتقال السياسي في العراق.
وكان من المقرر ان تسلم بولندا قيادة القطاع الجنوبي الاوسط من العراق لاسبانيا في
تموز / يوليو واوضحت وارسو استعدادها للبقاء في القيادة مدة أطول. لكن وزير الخارجية
البولندي اوضح ان بلاده لا تعتزم ارسال مزيد من القوات.
وقال سيموتسفيتش "نعتزم البقاء هناك ما دام ذلك ضروريا من وجهة نظر الشعب العراقي".—(البوابة)—(مصادر متعددة)