لقي اربعة متظاهرين عراقيين مصرعهم في بغداد الخميس، جراء اصابتهم في بالرصاص وبقنابل غاز اطلقتها قوات الأمن، كما اصيب عشرات اخرون خلال الاحتجاجات التي تجددت في العاصمة العراقية ومحافظات الجنوب.
قالت مصادر أمنية وطبية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 48 آخرون في بغداد يوم الخميس بعد أن أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من جسرين رئيسيين بالعاصمة.
وذكرت المصادر أن سبب الوفاة في الحالتين كان إصابة مباشرة في الرأس بالذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
كانت الشرطة قد قالت في وقت سابق إن أحد المحتجين قُتل بالقرب من جسر السنك وقتل الآخر بالقرب من جسر الأحرار القريب.
وذكرت مصادر في المستشفى والشرطة أن شخصين آخرين أصيبا بجروح خطيرة أحدهما أصيب بطلقات نارية بينما أصيب الآخر في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع.
وقالت المصادر بالمستشفى إن بعض المحتجين الجرحى أصيبوا بالذخيرة الحية في حين أصيب آخرون بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز.
ولا يزال المحتجون يسيطرون على أجزاء من ثلاثة جسور رئيسية في وسط بغداد تؤدي إلى المنطقة الخضراء الحصينة التي توجد بها مبان حكومية وسفارات أجنبية.
وقُتل أكثر من 300 شخص منذ بدء موجة الاضطرابات في بغداد وجنوب العراق في مطلع أكتوبر تشرين الأول في أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين في 2003.
وزادت حدة التوتر بسبب استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت مع متظاهرين معظمهم عزّل مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وتجددت المظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات والإضراب عن الدوام في بغداد وتسع محافظات جنوبي البلاد لليوم السادس والعشرين على التوالي للمطالبة بإصلاح العملية السياسية.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن شخصين قتلا وأصيب 38 آخرون في ساعة مبكرة الخميس بعد أن أطلقت قوات الأمن العراقية قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من جسرين رئيسيين في بغداد.
وذكرت المصادر أن سبب الوفاة في الحالتين كان إصابة مباشرة في الرأس بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال شهود عيان إن حركة المظاهرات والاعتصامات والإضراب عن الدوام في المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات الحكومية مازالت متواصلة ولم تنقطع بمشاركة مختلف القطاعات في مناطق متفرقة من ساحات التظاهر.
وأوضح الشهود أن عمليات نصب الخيام والسرادقات متواصلة في ساحة التحرير والخلاني ببغداد ومحافظات البصرة وميسان والناصرية وواسط والمثنى والديوانية والنجف وكربلاء وبابل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتظاهرين التي تفد إلى ساحات التظاهر رغم قساوة الظروف الجوية ودخول موسم الشتاء البارد.
وذكر الشهود أن المظاهرات والاعتصامات ستتواصل حتى تستجيب الحكومة لمطالب المتظاهرين خاصة وأن الحكومة تورطت في قتل وإصابة آلاف المتظاهرين وبالتالي عليها الاستقالة ومحاكمتها على هذه الجرائم الشنيعة.
ولاتزال المدارس والجامعات والمعاهد وعدد من المؤسسات والمحال التجارية تغلق أبوابها خاصة في المحافظات الجنوبية، فيما شلت الحركة في عدد كبير من الشوارع جراء قطع عدد من الجسور في بغداد والمحافظات لمنع توسع رقعة المظاهرات مما ولد حالة من الاختناقات المرورية.
ويواصل متظاهرون غاضبون قطع الطرق المؤدية إلى عدد من الحقول النفطية ومصافي التكرير والموانئ التجارية في أم قصر فضلا عن إغلاق منفذ سفوان بين العراق والكويت.
ودخلت الحكومة العراقية منذ الاثنين الماضي في مهلة الـ45 يوما لإجراء إصلاحات حقيقية فرضتها الكتل السياسية على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استجابة لمطالب المتظاهرين من أبرزها إجراء تعديل وزاري في الحكومة الحالية والتحقيق في ملابسات العنف والقتل الذي رافق المظاهرات ومناقشة عشرات القوانين أبرزها قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات والتقاعد وإلغاء امتيازات الرئاسات الثلاث.
وعاشت ساحات التظاهر خلال الساعات الماضية حالة من الهدوء النسبي وعدم حصول مصادمات مسلحة عنيفة باستثناء حالات متفرقة عند جسر الاحرار وفي محافظة كربلاء مما أوقع إصابات بحالات اختناق من جراء استخدام الغازات المسيلة للدموع.
وتتواصل عمليات اختفاء الناشطين بالمظاهرات في بغداد والمحافظات فيما أعلن مجلس القضاء الأعلى إطلاق سراح أكثر من 2400 معتقل على خلفية المظاهرات الاحتجاجية.