العدّ التنازلي بدأ: أسطول الصمود يقترب من مواجهة الاحتلال والحماية الإيطالية تنسحب

تاريخ النشر: 30 سبتمبر 2025 - 08:27 GMT
_

اقترب التوتر في شرق المتوسط من ذروته، بعد أن أعلن أسطول "الصمود" الدولي، الذي يسعى إلى كسر الحصار البحري عن قطاع غزة، أن إيطاليا أبلغت المشاركين بأنها ستُوجّه عبر فرقاطتها العسكرية نداءً لاسلكيًا خلال الساعات القادمة، يحثّهم على العودة إلى اليابسة قبل بلوغ "منطقة حرجة" قرب المياه التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد القائمون على الأسطول، الذي يضم أكثر من 40 قاربًا مدنيًا ويشارك فيه برلمانيون ومحامون وناشطون دوليون من عدة دول، أبرزهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، أنهم ماضون في رحلتهم باتجاه قطاع غزة، رافضين التحذيرات الإيطالية ومحاولات الضغط للانسحاب.

وأوضحت وزارة الدفاع الإيطالية أنها ستُوقف مرافقة الأسطول عسكريًا عندما يصل إلى مسافة 150 ميلاً بحريًا (278 كم) من سواحل غزة، لتجنّب ما وصفته بـ"واقعة دبلوماسية" محتملة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي توعد بعدم السماح بوصول القوارب إلى القطاع المحاصر.

وأكدت ماريا إيلينا ديليا، المتحدثة باسم الأسطول، أن النشطاء تلقوا إخطارًا رسميًا بسحب السفينة الإيطالية المرافقة، وأن ذلك لن يغيّر من موقفهم، مضيفة أن القوارب "لن تتراجع أمام تهديدات دبلوماسية أو عسكرية".

وكان الأسطول قد تعرّض لهجمات في المياه الدولية قبالة اليونان خلال الأسبوع الماضي، باستخدام طائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومواد حارقة للجلد والعينين، يُشتبه في أن مصدرها جهات معادية لمحاولات كسر الحصار، إلا أن البحرية الإيطالية والإسبانية قدّمتا دعمًا غير عسكري خلال تلك الحوادث، من دون تدخل مباشر.

من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو بأنه يتوقّع اعتراض قوارب الأسطول في المياه المفتوحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واعتقال النشطاء المشاركين فيه. ووجّه كروزيتو "نداءً أخيرًا" للأسطول بقبول خطة تسوية تقضي بتسليم المساعدات في قبرص بدلاً من غزة، وهو ما رفضه منظمو الأسطول بشكل قاطع.

ويواجه "أسطول الصمود" بذلك أيامًا حاسمة، مع تمسّك المشاركين بمهمتهم الإنسانية رغم التهديدات المتصاعدة، في وقت تعاني فيه غزة من كارثة إنسانية خانقة جرّاء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 17 عامًا، والذي اشتدّ مع اندلاع حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.