عثر على عشرات الجثث المتفحمة في مخزن خارج العاصمة الليبية في الوقت الذي لا يزال فيه عشرات الآلاف من سجناء نظام العقيد الليبي معمر القذافي في عداد المفقودين بعد أسبوع من سقوط العاصمة طرابلس في أيدي الثوار.
وقال سكان في المنطقة إن قوات القذافي استخدمت مخزنا في منطقة صلاح الدين جنوب العاصمة الليبية طرابلس لاحتجاز مدنيين وسكان ، وعندما لم يتمكن الجنود من الحفاظ على المبنى في ظل تقدم الثوار أضرموا النار فيه.
ونقلت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، والتي أجرت مقابلات مع ناجين من السجن الموقت، إن المحتجزين أعدموا يوم الثلاثاء عندما أطلقت قوات القذافي النار على السجناء وألقت بقنابل يدوية على المخزن. وأحرق المبنى بعد ثلاثة أيام من الواقعة، وفقا لما ذكرته المنظمة اليوم الاثنين.
وعثر على نحو 45 جثة داخل المبنى وجثتين غير محترقتين خارج المخزن المجاور لقاعدة عسكرية.
وقالت سارة لي ويتسون، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إنه " للأسف ليس هذا أول تقرير شنيع لما يبدو أنه إعدام عاجل للسجناء في الأيام الأخيرة من سيطرة حكومة القذافي على طرابلس".
وقال الناجون للمنظمة الحقوقية إنهم اعتقلوا للاشتباه في انتمائهم للثوار أو أنهم يدعمون المسلحين الذين يقاتلون للإطاحة بنظام القذافي منذ شباط (فبراير) الماضي.
وذكر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن أكثر من 50 ألف سجين كان يحتجزهم نظام القذافي اختفوا. كما عثر الثوار على بقايا محترقة لسجناء في مستشفيات بعد سيطرتهم على طرابلس.
دوي انفجارات عنيفة
من جانبه افاد مراسل وكالة (فرانس برس) ان انفجارات عدة دوت ليل الاحد الاثنين في طرابلس بعيد تحليق طائرة لحلف شمال الاطلسي فوق العاصمة الليبية.
واتت هذه الانفجارات التي دوت من البعيد قبيل الساعة 01,00 الاثنين (23,00 تغ الاحد)، في حين كان الثوار الليبيون يحتفلون على امتداد المدينة بالنصر كما في كل مساء مطلقين النار في الهواء من اسلحتهم الرشاشة.
وبعد الانفجارات، توقف اطلاق النار ابتهاجا من الثوار لدقائق عدة ما ادى الى هدوء غير اعتيادي ساد على طرابلس قبل ان يستانف اطلاق النار بوتيرة اخف.
وانتهت المعارك في طرابلس الا ان مجموعات صغيرة معزولة من الموالين لمعمر القذافي لا تزال تظهر بشكل متفرق خصوصا خلال الليل، بحسب الثوار.
وتدفع قوة الانفجار الى الاعتقاد بوجود قوات موالية للقذافي قرب العاصمة حيث استعاد الثوار السيطرة على المجمع الذي كان معمر القذافي يدير ليبيا منه منذ 42 عاما. والقذافي حاليا متوار عن الانظار.