العاهل الاردني في خطاب غير مسبوق يعترف بالأخطاء ويحذر النواب ومراكز القوى

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2005 - 05:53 GMT

طالب العاهل الاردني الملك عبد الله اعضاء البرلمان المحافظين من زعماء العشائر الثلاثاء بوضع المصلحة الوطنية فوق الخلافات الصغيرة وذلك في تصريحات قال مسؤولون انها بمثابة تحذير من معارضة الاصلاح.

وقال مسؤولون ان التحذير الذي وجهه الملك لتلك المجموعة التي تعتبر تقليديا اقوى انصاره يهدف الى مواجهة المعارضة المتزايدة لبرنامج الاصلاح الذي اقترحته حكومة رئيس الوزراء عدنان بدران.

وقال الملك عبد الله للنواب المحافظين الذين يسيطرون على البرلمان البالغ عدد اعضائه 110 نواب معظمهم من ممثلي العشائر "ليس من مصلحة الوطن.. ان يتحول مجلس النواب الى ساحة معركة بين الكتل او مراكز القوى".

واضاف خلال لقاء باعضاء الحكومة والبرلمان ومجلس الاعيان في القصر الملكي ان التحديات التي تواجه الاردن "اكبر بكثير من الوقوف عند من يريد ان يصبح وزيرا او رئيس وزراء او رئيس مجلس نواب او اعيان".

ويسعى بدران البالغ من العمر 69 عاما والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة منذ تعيينه رئيسا للحكومة في ابريل نيسان الماضي الى مواجهة الفساد وخصخصة بعض الاصول الرئيسية المملوكة للدولة واصلاح القطاع العام.

ولكن جهوده تثير انتقادات متزايدة حيث اتهمه نواب محافظون بالسعي الى اجراء اصلاحات على النمط الغربي وبتجاهل الحساسيات العشائرية. ويخشى كثيرون من أن تؤدي اصلاحات يدعو اليها رئيس الحكومة في نظام الانتخابات الى تقليص نفوذ العشائر التي تمثل قاعدة قوتهم.

ويقول مسؤولون ان انتقادات البرلمان القوية لاداء بدران يعتبر اقوى تحد مباشر حتى الان لبرنامج الملك عبد الله الاصلاحي منذ توليه العرش عام 1999.

وفازت حكومة بدران في اقتراع على الثقة الشهر الماضي بعد رضوخه لضغط العشائر لقبول استقالة الاصلاحي البارز باسم عوض الله الفلسطيني الاصل الذي كان مستشار بدران الرئيسي للشؤون الاقتصادية.

وقال الملك عبد الله "اذا اردنا ان يكون الاردن قوي يجب ان نكون كلنا فريق واحد ويد واحدة ولازم نواصل مسيرة الاصلاح والتحديث والتطوير."

واضاف "هذه المسيرة تلزمها تشريعات وقوانين واي تاخير في انجاز هذه التشريعات سيكون عائقا امامنا وامام المسيرة. نحن.. على ابواب مرحلة جديدة من التحديث والتطوير وهي تحتاج الى تشريعات جديدة لذلك ارجو من الجميع ان نعمل باقصى طاقاتنا وباعلى درجات الشعور بالمسوءولية."

ويخشى المحافظون ان تؤدي الاصلاحات الى ارخاء قبضتهم على السلطة وتقليص امتيازاتهم واتهموا حكومة بدران باتباع برنامج للاصلاح تمليه الولايات المتحدة.

ورغم اشادة واشنطن بالاردن كحليف لها في المنطقة ونموذج للتحديث يقول المعارضون للحكومة ان الفقر والفساد بين المسؤولين في تزايد.

ويمسك الملك بكل مقاليد السلطة حيث يعين الحكومة ويوافق على التشريعات وهو الذي يحق له حل البرلمان.