قدم الصحفي في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اندرو غيليغان الذي اعد التقرير المثير للجدل حول العراق استقالته ليكون بذلك ثالث مسؤول في المؤسسة الاعلامية يقدم استقالته على خلفية تقرير اللورد هاتون بعد رئيس مجلس امناء الهيئة غافين ديفيس ومديرها العام غريغ دايك.
وقال غيليغان في بيان وزعه على الصحفيين الليلة الماضية، وفقا لوكالة الانباء الكويتية، ان ما جاء في تقرير اللورد هاتون - رئيس لجنة التحقيق في مقتل خبير الاسلحة ديفيد كيلي - كان "ظلما فادحا" على البي بي سي" مؤكدا انه لم يجبر على الاستقالة وانما اتخذ قراره لحرصه على استقلال المؤسسة عن الحكومة وحمايتها من تقويض دورها.
وغيليغان هو من اشعل الشرارة الاولى للازمة بين الحكومة وال (بي بي سي) عندما اعد تقريره الذي كان الدكتور كيلي مصدرا لمعلوماته واتهم فيه الحكومة بانها بالغت في تقريرها الذي اصدرته في كانون الاول/ ديسمبر عام 2002 حول العراق في تقييم حجم اسلحة الدمار الشامل العراقية بهدف تبرير قرار الحرب.
واعترف بانه ارتكب اخطاء في تقريره لكنه اصر على ان معظم ما جاء فيه كان صحيحا وان الحكومة "بالغت" في تقريرها في تقييم اسلحة العراق المحظورة وهو الاتهام الذي رفعه اللورد هاتون عن الحكومة.
وكان اللورد هاتون قد ذكر في تقريريه الذي تلاه يوم الاربعاء الماضي بان ادعاءات غيليغان غير دقيقة.
وقال غيليغان ان تقرير اللورد هاتون فرض على ال (بي بي سي) عقوبة بعيدة كل البعد عن حجم الاخطاء "وانا اليوم استقيل من الهيئة واعترف كما اعترف الاخرون باننا ارتكبنا اخطاء".
واضاف "نحن نستحق النقد اذ ان جانبا من التقرير الذي اعدتها كان خاطئا كما اعترفت امام لجنة التحقيق واني اعتذر مجددا على ذلك".
وقد احدثت استقالة المدير العام لل (بي بي سي) غريغ دايك خلافا بين العاملين ومجلس امناء الهيئة. اذ قال السكرتير العام للاتحاد القومي للصحفيين جيرمي دير في تصريح لاذاعة ال (بي بي سي) اليوم ان هناك "غضبا حقيقيا" تجاه المجلس لسماحه باستقالة دايك من منصبة على خلفية تقرير اللورد هاتون.
واضاف دير ان الموظفين يرون انه كان يتعين على المجلس مساندة دايك في مساعية الرامية الى ابقاء الهيئة مستقلة عن الحكومة.
وفي عريضة نشرت في صحيفة ال (ديلي تيليغراف ) اليوم اعرب الاف من العاملين في البي بي سي عن اسفهم لاستقالة غريغ دايك مثنين على مساعيه لاستقلال الهيئة.
