الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس

تاريخ النشر: 22 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

السيرة الذاتية  

أحمد اسماعيل ياسين ولد عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948.  

تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً .  

عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق .  

عمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة .  

اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية إسرائيلية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً .  

أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن .  

أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987 .  

داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزله أواخر شهر آب/ أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان .  

في ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء .  

في 16/10/1991 أصدرت محكمة عسكرية اسرائيلية حكماً بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني .  

بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام، فإنه يعاني من أمراض عدة منها (فقدان البصر في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى، التهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين، أمراض والتهابات باطنية ومعوية)، وقد أدى سور ظروف اعتقال الشيخ أحمد ياسين إلى تدهور حالته الصحية مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة، ولا زالت صحة الشيخ تتدهور بسبب اعتقاله وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له .  

في 13/12/1992 قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الاسرائيلية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان، إلا أن الحكومة الاسرائيلية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية في منزل في قرية بير نبالا قرب القدس .  

أفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1/10/1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين إسرائيليين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها. 

الشيخ يصف نفسه 

في سيرة حياة الشيخ احمد ياسين مؤسس وزعيم حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في فلسطين مراحل وتحولات لازمه فيها الكرسي المتحرك منذ شبابه فكان داعية اسلاميا لحركة الاخوان المسلمين وأسس المجمع الاسلامي وحركة «حماس» ودخل به السجن الاسرائيلي عدة مرات ومن فوقه هز اسرائيل بمنهج الجهاد والمقاومة للمحتل الغاصب وسن سنة العمليات الاستشهادية النوعية ضد الصهاينة:  

ـ الشيخ احمد ياسين ماذا تتذكر من أيام الطفولة؟  

ـ عشت جزءا كبيرا من أيام الطفولة في قرية «الجورة» في عسقلان اي مناطق فلسطين 1948 ومازلت اذكر قريتي بمساحتها ومدرستها الوحيدة وفي تلك المرحلة كنت أذهب الى البحر للسباحة والى الحقول المجاورة لصيد العصافير وفي عام 1948 بعد النكبة خرجنا الى قطاع غزة وبدأ الشق الثاني من مرحلة الطفولة وهي مرحلة بائسة مؤلمة شاقة بسبب الظروف التي واجهت اللاجئين من المخيمات فتركت المدرسة لمدة عامين وعملت في احد المطاعم بغزة بائعا للفول والحمص لمساعدة اسرتي ببعض المال في ظروفها القاسية بعد الهجرة واللجوء ثم عدت الى المدرسة وأكملت مشواري التعليمي في غزة والحمد لله.  

وكنت ألعب الرياضة مثل كرة القدم ولم يكن لدينا امكانيات لشراء كرة مناسبة لذا كنا نصنع. كرة قدم من القماش والجلد وبالمناسبة هذه الكرة كانت ثقيلة بدون هواء لانها محشوة بالأقمشة القديمة البالية فقط كما كنت العب رياضات اخرى مثل العاب القوى والملاكمة التي كانت شائعة في اوساطنا في مرحلة الفتوة والمراهقة ولم نكن نرتدي قفازات للملاكمة بل كنا نضرب بعضنا بأيدينا وقبضاتنا مباشرة اضافة الى رياضة القفز على شاطيء بحر غزة والجمباز فكنت اقف معكوسا ومقلوبا على رأسي وأرفع رجلي في الهواء والسباحة وغيرها. انا من أبناء اللاجئين من المخيمات البائسة حيث الشقاء والازدحام وانعدام وسائل الترفيه باستثناء هذه الألعاب التي كنت امارسها مع زملائي.  

ـ ما هي حكاية القفزة التي اوصلتك الى الشلل والكرسي المتحرك؟  

ـ اذكر في عام 1952 كنت اخرج مع زملائي للدراسة على شاطيء بحر غزة وكنا بعد ان ننتهي من مراجعة دروسنا نلهو ونلعب وكنت احب لعبة الجمباز والقفز وقفزت آنذاك قفزة خاطئة فسقطت على الارض وأدى ذلك الى الشلل الكامل وبعد فترة تحسنت صحتي وعدت امشي اتحرك ولكن ليس كسابق عهدي وتزوجت وبعد ذلك عادت الآلام والمرض مما اضطرني الى الجلوس مرة اخرى على الكرسي المتحرك حتى الان.  

ـ في تلك المرحلة من الطفولة والشباب اين كانت القضية الفلسطينية في تفكيرك؟  

ـ كانت القضية الفلسطينية جزءا من حياتنا ووجداننا كنا نتنفسها مع الهواء فعلا فالظروف التي كنا نعيشها في المخيمات كانت تذكرنا ليل نهار وفي كل وقت بالمأساة والنكبة فترانا نسمع اخبار المذياع ونتابع تطورات القضية وبدأت تتبلور شيئا فشيئا حتى وصلنا الى مرحلة الشباب ونحن ننظر الى قريتنا وهي على بعد كيلو مترات من قطاع غزة وكان السؤال المهم ماذا نفعل حتى نعود الى ارضنا؟ حتى وصلنا الى مرحلة بدأنا فيها تنفيذ ما نريده من العمل الجهادي ولم أترك الشلل الذي اصابني في جسمي فرصة ان يكون عائقا امام الاستمرار في الدعوة والعمل والبناء وخاصة تعبئة النفوس المسلمة للقتال والمواجهة والاستشهاد والاعداد الفعلي بدأ منذ العام 1980 وبدأنا بإعداد انفسنا لمرحلة المواجهة مع العدو الاسرائيلي بتوفير السلاح والشباب والتدريب.  

ـ ما هي قصة الكمين الذي نصبته لك المخابرات الاسرائيلية عام 1984 في عملية شراء السلاح المشهورة؟  

ـ حدثت عملية شراء السلاح في عام 1984 واعتقلت من قبل اسرائيل وصدر حكم قضائي اسرائيل ضدي بـ 13 سنة سجنا وشاء الله ان أخرج من السجن بعد عشرة شهور في عملية تبادل اسرى.  

ان عملية تجميع الأسلحة والتدريب في الثمانينيات كانت عملية اسلامية نابعة من حركة الاخوان المسلمين العالمية وفعلا جمعنا كمية من السلاح وقمنا بتخزينها وبدأنا بتدريب شبابنا عليها ولكن خبرتنا بالعملاء كانت بدائية وفعلا اندس بعض الناس في عملية الشراء والبيع للسلاح مما اوقع الاخوة في مصيدة العملاء فانكشف طرف من الخيط وانكشفت بعض الأسلحة وتم اعتقالنا ومصادرة نصف كمية السلاح التي قمنا بشرائها في ذلك الوقت وبقي عندنا نصف الكمية واستخدمتها حركة حماس بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 كانت تجربة تعلمنا منها الكثير وخرجنا من المعتقل بفهم اعمق لمواجهة العدو الاسرائيلي حتى وصلنا بهذه التجربة وتجارب اخرى الى ما هو احسن وأقوى في انتفاضة الاقصى الحالية والدرس الذي تعلمناه هو ان تجميع السلاح ليس ضروريا وممكن ان نخسره في اي لحظة لذلك قررنا ان نباشر العمل الجهادي بعدد قليل من السلاح ثم تطورت سياسة الحركة الى انتزاع السلاح من الجيش الاسرائيلي وجنوده فيهاجمه الجناح العسكري للحركة ويأخذ منه السلاح وقد لعب الشهيد المهندس يحيى عياش دوراً اساسياً في ارساء سياسة الجناح العسكري للحركة.  

ـ كيف قررتم الاعلان عن تأسيس «حماس»؟  

ـ مع اندلاع الانتفاضة الاولى في ديسمبر 1987 كنا كإسلاميين موجودين في الساحة وبعد ان قامت شاحنة اسرائيلية بقتل عدد من العمال الفلسطينيين اشتعلت «جباليا» بغزة وامتدت المقاومة للاحتلال في اليوم التالي الى مختلف المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية فقررت اسرائيل اغلاق الجامعة الاسلامية بغزة حتى توقف الثورة الشعبية وهذا الامر جعلنا نفكر بشكل جدي في عملية مواجهة العدو وكيفية ان تستمر الانتفاضة وكنا قد اعددنا انفسنا لهذا الموقف حتى وجدنا الفرصة المناسبة تم الاجتماع بيننا كقيادات في حركة «حماس» وأصدرنا البيان الاول في 14 ديسمبر 1987 لحركة المقاومة الاسلامية «حماس».  

ـ كيف واجهت ظروف السجن القاسية لمدة عشر سنوات؟  

ـ بعد اندلاع الانتفاضة الاولى اتسعت دائرة المواجهة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وأخذت اسرائيل تصب الزيت على النار بحملات اعتقالات واسعة وإبعاد النشطاء للخارج.  

وفي عام 1988 قامت اسرائيل باعتقال قيادات من «حماس» ثم في عام 1989 قاموا بحملة اعتقالات اخرى لقيادات من حماس وكوادرها وعناصرها وفي 18 مايو 1989 قاموا باعتقالي ولا أنسى مطلقا تلك التجربة المريرة حيث كنت اجلس على كرسي متحرك وأتعرض لتحقيق اسرائيلي سييء بعد ان وضعوني في زنزانة انفرادية كل ذلك مع انعدام النوم وقلة الخدمات والحمد لله كان الاخوة السجناء مستعدين لمساعدتي بالخدمة التي احتاجها وعملوا من اجل راحتي ومضت تلك الفترة القاسية وهي اصعب مراحل حياتي بسبب اعاقتي والمرض الذي كان يلاحقني حتى خرجت من السجن بعد ان فقدت السمع الا جزءا بسيطا في الاذن اليسرى اما للاذن اليمنى فقد فقدت فيها السمع تماما وأصبحت استعمل سماعات للاذن اليسرى واحمد الله على الخدمات التي قدمها لي الاخوة المعتقلون داخل السجن والتي خففت الضغوطات على انسان مثلي في وضعي الصحي.  

ـ ماذا تقول عن رحلة الافراج عنك في عام 1997؟  

ـ استمرت عملية اعتقالي في السجون الاسرائيلية من عام 1989 وحتى اكتوبر 1997 عندما تم الافراج عني بموجب اتفاق بين الملك حسين رحمه الله والسلطات الاسرائيلية على اثر محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في عمان في ظل حكومة نتانياهو. خرجت من السجن بعد ان حصلت على تعهد مكتوب من الاسرائيليين يسمح لي بالعودة الى غزة وكان الملك حسين ينتظرني في المطار واستقبلني مهنئا وحظيت باستقبال ممتاز من الحكومة والشعب الاردني وزارني الرئيس عرفات في المستشفى مهنئا وهذه الزيارات كانت جميعها في المستشفى حيث اجريت لي فحوص طبية ورعاية خاصة ولا أنسى مطلقا تلك المرحلة التي كانت مرحلة جديدة في حياتي.  

ـ ما هو شعورك وقد هز هذا الكرسي المتحرك رؤساء الحكومات الاسرائيلية؟  

ـ هذا فضل من الله تعالى ان تسقط حكومات في اسرائيل بسبب مقاومة الحركة الاسلامية ونشاط الشباب المسلم وهو فضل الله وليس لاحمد ياسين او غيره فنحن نقوم بمحاولات والله سبحانه وتعالى هو الذي يغير وهو الذي يتحكم.. وهذا الكرسي المتحرك كرم من الله فرغم هذا المرض والشلل والجلوس على كرسي متحرك اؤدي واجبي مهما كان وضعي وأشكر الله على هذه الحال وكل حال. ومازلت اذكر بعد ان قرر بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية انذاك باتفاق مع الملك حسين الافراج عني قامت الصحف الاسرائيلية بنشر رسومات كاريكاتورية لي تصور نتانياهو يجلس على الكرسي المتحرك الذي املكه وانا اقف على رجلي وأقول له «باي باي» وأتركه خارجا وهو يجلس على كرسي متحرك بدلا مني فكان مضحكا فعلا وقد جعلته الصحافة الاسرائيلية مقعدا وجعلوني اقف على قدمي بعد الافراج عني من السجون الاسرائيلية ولله الحمد.  

ـ ماذا تذكر من الجولة العربية التي قمت بها بعد الافراج عنك؟  

ـ الجولة كانت بعد خروجي من السجن وكانت اساسا للعلاج في مصر وهناك نزلت في المستشفى العسكري وقدموا لي علاجا ومتابعة جيدة قبلها كنت مسافرا للعلاج في السعودية ايضا والسعودية رحبت بزيارتي ووفرت لي العلاج الكامل هناك ونزلت في السعودية في مستشفى الملك خالد في جدة وكانت عناية فائقة جدا وتم عمل فحوصات كثيرة للاذن في مصر والسعودية وكان القرار ان الالتهابات تبقى لكن لا تشكل خطورة ولذلك قرروا غض النظر عن عمليات الاذن.  

وكنت مسرورا وسعيدا جدا في السعودية لان المملكة اهتمت بي اهتماما كبيرا وفي المستشفى زارني ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز واخوانه الوزراء والامراء في وفد كبير جدا وكان لي لقاء مع الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين ولقاء الامير عبدالله وقد جرت عدة لقاءات كانت تتحدث عن واقع الشعب الفلسطيني والقضية وكان شيئا مثلجا للصدر فالسعودية تهتم بالقضية الفلسطينية وتقف الى جانبنا حتى تحرير القدس، وهذا ما سمعته من الامير عبدالله ومن كل الاخوة السعوديين والامير نايف والاخوة الاخرين واستمرت الدعوات الرسمية والزيارات الى البلاد العربية وقد قوبلت بضيافة ممتازة وحظيت بتعاطف من كل الرؤساء والملوك للقضية الفلسطينية.  

ـ كيف ينظر الشيخ احمد ياسين للمرأة؟  

ـ المرأة هي المجتمع فهي التي تبني البيت تبني المهندس والطبيب والاستاذ والمحاضر والمرأة هي كل الحياة ولذلك تحتم ان تكون لها كامل الحقوق وان تتمتع بالحرية والشجاعة طبعا بما لا يتناقض مع مسئولياتها في بناء الجيل والمحافظة على البيت والاسرة وكل ما يأتي بعد ذلك يكون في الدرجة الثانية من عمل وخروج من البيت لكن لابد ان تكون متعلمة وتشارك في الحياة المدنية فنحن نحتاج الطبيبة والمدرسة لذلك لا توجد تحفظات على المرأة ونشاطها.  

تأثير المرأة على حياتي تجلى في شخصية امي التي كانت طيبة وهادئة ومؤمنة جدا. وقد تركت هذه الصفات أثرها في روحي منذ الصغر اذ كانت تهديني الى الصوم والصلاة وكنت اصلي احيانا واترك احيانا وأنا صغير ثم بعد ان كبرت صارت العبادة جزءا من حياتي والاسلام هو طريقي ومن غرسه في حياتي هو امي رحمها الله، لان والدي توفي وانا صغير ولم اتعرف عليه جيدا.. كنت واخوتي صغارا في السن وقد عملت هي لتربي هؤلاء الأبناء وكنت اعمل معها في زراعة الخضار في حقلنا لهذا السبب أثرت في شخصيتي ودفعتني الى النشاط والعمل وعلمتني الصبر ومواجهة صعوبات الحياة.  

ـ كيف ترى دورة المرأة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي؟  

ـ المرأة هي خط الدفاع الثاني في مقاومة الاحتلال، لانها هي التي تؤوي المطاردين والتي تفقد الابن والزوج وتتحمل تبعات فقدان الابن والزوج والصعوبات والحصار والتجويع وهي التي تتحمل مسئولية المحافظة على البيت واقتصاده. كل هذا تتحمله المرأة وهي تساند الرجل في كل الميادين وتواجه العدو وتقاومه وكان لبعض النساء مواجهات صعبة تمسك بسلاح الجندي الاسرائيلي وتدفعه وتشد ابناءها منه. دور المرأة الفلسطينية ضخم في حماية المقاتل والمجاهد ودعمه بكل الامكانيات في كل الميادين والمواجهات والحمد لله رب العالمين.  

وهي ليست الام الفلسطينية القديمة التي كانت تولول وتبكي وتصرخ عندما تفقد ابنها او زوجها اليوم هي ام شجاعة قوية وهناك امهات تطلق الزغاريد اذا جاءها خبر استشهاد ابنها شهيدا وهناك امهات مستعدات للتضحية بأبنائهن كما كانت الخنساء في التاريخ.  

في الحقيقة هناك اندفاع كبير من النساء للجهاد والاستشهاد مثل الشباب تماما لكن هناك خصوصيات تمس المرأة ودور المرأة فقد وضع الاسلام بعض الضوابط اذا خرجت للجهاد والقتال خاصة وانه يجب ان يكون معها محرم خاص ان ظروفها تختلف عن الرجل والمرحلة لا تحتاج هذه المشاركة الان فنحن ما زلنا لم نستوعب بعد طلبات الشبان.  

ـ كيف يقضي الشيخ احمد ياسين يومه؟  

ـ ابدأ يومي بصلاة الفجر ثم بعد ذلك بقراءة القرآن اعود للراحة قليلا ثم اقوم للافطار وأبدأ العمل الذي يكون ارتباطا بمواعيد مع الناس ومقابلات لحل مشاكلهم وقضاياهم ومناقشة همومهم في المجتمع. كذلك الاهتمام بالمساعدات المادية التي يتلقاها البعض.  

واحيانا عندما لا يكون هناك مواعيد او زوار اهتم بقراءة بعض الكتب الاسلامية التي أحتاج لان اراجع فيها ثم استمع الى النشرات اليومية التي تصدر من الاذاعات والمحطات التلفزيونية اضافة الى التحاليل التي تصدر من هنا وهناك. بعد ذلك تأتي صلاة الظهر، ويستمر العمل حتى الساعة 12 ليلاً في مكتبي في بيتي ثم اعود الى الفراش الساعة الواحدة صباحا وهكذا يمر اليوم بين المطالعة والسياسة ونشرات الاخبار في الفضائيات والمقابلات الصحافية هكذا اقضي يومي.  

* المصادر 

* المركز الفلسطيني للاعلام. 

*عن صحيفة "البيان" الاماراتية 24 ايلول/سبتمبر 2003.