الشرع يعتذر لـ"أنصاف الرجال" العرب

تاريخ النشر: 13 مارس 2007 - 01:22 GMT

اكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد "لم يكن يقصد ايا من القادة العرب" في التصريحات التي ادلى بها في اب/اغسطس الماضي وهاجم فيها منتقدي مواقف حزب الله اللبناني.

وفي مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك رد الشرع على سؤال حول محاولات مصر لترطيب الاجواء بين سوريا والسعودية والتوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد ابان حرب لبنان.

وقال "لقد نقل (تصريح الرئيس السوري) بالخطأ في بعض وسائل الاعلام التي فسرته كما يحلو لها ولم يكن الرئيس بشار الاسد يقصد ايا من القادة العرب وانما بعض القيادات الصغيرة في بعض البلدان العربية".

وتابع "نحن نثمن الجهود المصرية وهي مشكورة ونعتبرها اضافة مهمة في بناء التضامن العربي المفقود الان ونحن نحاول بقدر ما نستطيع ان نساهم في اعادة بناء التضامن العربي لان المرحلة القادمة خطيرة للغاية ويجب ان نكون مهيأين لمواجهة التحديات التي ستفرضها علينا".

وردا على سؤال اخر حول ما اذا كان اجتماعه مع الرئيس مبارك يعني عودة الدفء الى العلاقات المصرية السورية قال نائب الرئيس السوري "ان اللقاء مع الرئيس مبارك كان دافئا ووديا وشعرت في نهاية اللقاء وخلال استعراضنا لجميع المشاكل والقضايا التي تهم البلدين ان العلاقة القائمة بين الشعبين المصري والسوري تاريخية وعميقة".

واضاف "اتفقنا (خلال اللقاء مع مبارك) على تنسيق تام بين البلدين وخاصة في اول مفصل مهم وهو القمة العربية القادمة" التس ستعقد في الرياض في 28 و29 اذار/مارس الجاري.

وكان الاسد وصف في خطاب القاه الاسد في 15 اب/اغسطس القادة العرب الذين انتقدوا حزب الله في بداية الحرب في لبنان في تموز/يوليو الماضي بانهم "انصاف رجال" من دون ان يسميهم.

واثارت هذه التصريحات غضب مصر والسعودية اللذين كانا انتقدا حزب الله واعتبرا ان العملية التي قام بها في الرابع عشر من تموز/يوليو 2006 واسر خلالها جنديين اسرائيليين نوع من "المغامرة السياسية" وحملوه مسؤولية تداعياتها.

وعلق مبارك على تصريحات الاسد في 24 اغسطس/اب الماضي قائلا "اسال الله الهداية لكل من تفلت اعصابه ويؤدي ذلك الى انفلات لسانه".

وتاتي تصريحات نائب الرئيس السوري التي ينفي فيها قيام الاسد بتوجيه اية اهانات للقادة العرب قبل القمة العربية التي ستستضيفها السعودية والتي ينتظر ان تبحث كافة الملفات الاقليمية وخاصة الازمة في لبنان والوضع في العراق والنزاع العربي-الاسرائيلي.

كما اكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الثلاثاء ان ما يطرح في اسرائيل عن تعديل المبادرة العربية هو محاولة اسرائيلية للتنصل من اي حركة تجاه السلام و"التنكر لما انجز من خطوات حتى الان" في هذا الاتجاه.

وقال الشرع ان "ما يطرح الان من تعديلات وما يصدر عن الاسرائيليين بشان موضوع اللاجئين والحدود هذه كلها امور تستهدف تبرئة اسرائيل من القبول بالمبادرة العربية للسلام ونفض يد اسرائيل من اي حركة تجاه السلام العادل والشامل المطلوب منها".

وتابع ان هذا الحديث الاسرائيلي "يستهدف قبل كل شئ التنكر لما انجز من خطوات حتى الان في اتجاه تحقيق السلام تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية" مؤكدا ان "المبادرة العربية لم تات باي شئ لا تنص عليه الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ولذلك اسرائيل محرجة لان المبادرة تتضمن كل العناصر الاساسية للسلام وهي لا تستطيع ان تتجاهلها ولا تريد ان تقبلها".

وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية اكدت في تصريحات نشرتها صحيفة "الايام" الفلسطينية مطلع الشهر الجاري ان الدول العربية عند اعتمادها هذه الخطة التي اقترحها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ادخلت بنودا جديدة تتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين تجعل "من المستحيل على اسرائيل قبولها بصيغتها الحالية".

وقالت ليفني "في ما يتعلق بالحدود فان هذا جزء من المفاوضات المستقبلية لانه في العام 1967 لم تكن هناك دولة فلسطينية ولم تكن هناك صلة بين الضفة الغربية وغزة".

وتنص المبادرة العربية التي اقرت في القمة العربية في بيروت عام 2002 على تطبيع كامل للعلاقات بين كل الدول الاعضاء في الجامعة العربية واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيلي الى حدود 1967 كما تدعو الى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين طبقا لقرار الامم المتحدة رقم 194 الذي ينص على حق اللاجئين في العودة او التعويض.

وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اكد الاسبوع الماضي ان المبادرة العربية "لا يجوز اعادة النظر فيها".

واكد ان "اي التفاف على المبادرة العربية سيشكل ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية ويؤثر على فرص التحرك نحو سلام عادل".