الشباب الفلسطيني يغلق الضفة في وجه الاحتلال

تاريخ النشر: 22 نوفمبر 2012 - 06:08 GMT
طفل فلسطيني في نابلس يشارك في اسبوع الشباب
طفل فلسطيني في نابلس يشارك في اسبوع الشباب

البوابة- رام الله – اياد خليفة

اغلقت السلطة الفلسطينية الابواب امام سلطات الاحتلال وسحبت البساط من تحت اقدامها قبل ان تفكر بارتكاب حماقات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، تعطل مساعيهم المشروعة، ونجح اسبوع الشباب الفلسطيني –بـ مئات الحاضرين والمنتظرين- في حشد العالم بعد ان منعت السلطات الاسرائيلية نحو 250 متضامنا وناشطا وسياسيا واعلاميا من الدخول الى رام الله.

وتؤكد القيادة الفلسطينية ان الرسالة وصلت وان الاسبوع الشبابي حقق اهدافه الكاملة بفضل التنظيم المحكم والالتزام من الجميع، والتفاني في العمل الذي تواصل ليلا نهارا.

ومن دون ان تحيد البوصلة عن الهدف ، فقد علت اصوات التضامن مع غزة وشلال الدم النازف هناك، فتوقفت الفعاليات الفنية وتوحدت المسيرات كالخطاب السياسي فيها ليؤكدوا ان وقف هذا العدوان مطلبا الى جانب مطلب الحرية والتحرير.

على مدار اسبوع كامل توزعت النشاطات الثقافية والاجتماعية والسياسية على مدن الضفة الغربية، ولاول مرة في فلسطين تجمعت الكوادر الاعلامية والفنية والسياسية العربية، فتم تكريم الاعلاميين الرياضيين في المركز الثقافي حيث حضر أكثر من 75 اعلامياً عربياً يمثلون 17 دولة عربية هي فلسطين، الأردن، العراق، لبنان، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السودان، اليمن، الكويت، قطر، البحرين، الامارات، سلطنة عمان ، جزر القمر، ومصر، وانضم هؤلاء الى الفعاليات المتعلقة بالأسبوع الوطني وشهدوا وشاركوا في المسيرات الوطنية والحراك الحقيقي الذي يدور في فلسطين القابعة تحت حراب الاحتلال والطامحة الى الحرية والخلاص والتي اعتبر هذا المهرجان الشبابي العربي فرصة للجميع للوقوف على طبيعة المعركة والمشاركة فيها ولو ركزيا دعما لابناء فلسطين اطفالا ونساءا وشيوخا .

وفي لوحة تقشعر لها الابدان غنى متضامنون يابانيين النشيد الوطني الفلسطيني واكدوا على استعدادهم للتضحية في سبيل حرية فلسطين الاسيرة، واعتبر المنظمون ان ما قدمته تلك الجماعة ياتي في سياق الدعم الشعبي العالمي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني.

لقد عمل المنظمون على عدم المغامرة والزج بالشباب الفلسطيني والضيوف في مواجهة الاحتلال واصروا على ان سلمية المسيرات وان الذرائع لن تعطى للجيش الاسرائيلي للاعتداء على المسيرات والتنغيص على النتائج ولن ننساق الى معركة وساحة يريدها الاعداء.

بدات الفعاليات يوم 11/11 باحياء الذكرى الثامنة لتغييب الزعيم ياسر عرفات واظهر الاقبال على المعارض والندوات حجم الالتفاف حول ارث هذا الزعيم وعلى العمل الوحدوي الوطني والاصطفاف والاهتمام والمشاركة من كل دول العالم بما يؤكد أن فلسطين ما زالت فلسطين ، وفق ما اكد اللواء جبريل الرجوب القيادي في حركة فتح ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية .

خلال الايام الخمس للمؤتمر توزع الشباب الفلسطيني في الشوارع والجبال والوديان ليجسدوا السيادة على كل الأرض الفلسطينية بأسلوب حضاري واضح وبنفس وحدودي صادق شل قوات الاحتلال المبهورين من قوة التنتظيم ، وقع الارتباك في صفوفهم، فحاولوا التنغيص وتحييد التوجه، فكان المنظمين بالمرصاد في نابلس وجنين وطولكرم.

في ذكرى الاستقلال حاول الفلسطينيون تشكيل سلسلة مليونية، تتشابك فيها الايدي من ابناء الشعب الفلسطيني ومن كافة التنظيمات ، في صورة تعبر السيادة الفلسطينية الوطنية المجسدة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة

في اتصالات حملت التهديد والوعيد للمحافظين في الضفة الغربية، طلبت الاجهزة الامنية الاسرائيلية منهم عدم السماح للمسيرات والمظاهرات، واعتقال القائمين عليها، وهي خطوة تعكس رعب حكومة بنيامين نتنياهو من التحرك السلمي وهو قرار اتخذته القيادة الفلسطينية لتحقيق الاهداف وحقن الدماء تماشيا مع المرحلة بل واللغة التي يفهمها العالم والتي كانت اسرائيل تنفرد في مخاطبته والتاثير على قراراته.

وكان الامل ان تمتد السلسلة البشرية من جنين إلى الظاهرية ومن أريحا لبيت لحم ومن القدس لرام الله ومن رام الله لنابلس ومن سلفيت لطولكرم في لوحة عظيمة الا ان الاغلاقات والمنع حال دون وصول العدد الى المبتغى فاستعاض مؤتمر الشباب عنه بالمسيرات داخل المحافظات والقرى، وتقاطر الالاف في كل مدينة وقرية حاملين اعلام فلسطين وشعارات منظمة التحرير واصطف المسؤولين الى جانب الطلاب والاعلاميين دعما للتوجه الى الامم المتحدة وتحديا للضغوط التي تتعرض لها قيادة منظمة التحرير لطي هذا الملف ونسيانه.

لقد احيا الفلسطينيون اسبوع الشباب وهم يتذكرون شهداءهم واسراهم وجرحاهم معتبرين انهم يحملون امانه لابد من تأديتها مهما طال الزمن

اسبوع الشباب الفلسطيني بمشاركة الضيوف تحول الى عيدا وطنيا ورافدا رئيسيا للقيادة الذاهبة الى الامم المتحدة، والمؤكد ان نجاح هذه الفعالية دفع المنظمين لتمديدها حتى يوم 29 الشهر الجاري موعد تقديم طلب الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن